وجهت وزارة الشئون الإسلامية أئمة المساجد بدعوة المصلين بعدم الذهاب للعمرة في شهر رمضان الحالي للتخفيف من الزحام الشديد الذي يعاني منه الحرم المكي الشريف حاليا. وخطب عدد من الأئمة بعد صلاة الجمعة أمس في المصلين، طالبين منهم عدم الذهاب لمكة المكرمة لأداء العمرة لتجنب الزحام، ودعوا للتخفيف من أعداد المعتمرين القادمين من خارج السعودية. وقالت "العربية نت" إن الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس دعا المواطنين والمقيمين لضرورة مراعاة الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام، داعيا لعدم تكرار عمرة شهر رمضان المبارك خلال فترة تنفيذ مشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف، وإفساح المجال لإخوانهم الذين لم تتح لهم فرصة أداء المناسك، وذلك حفاظا على أرواحهم وسلامتهم. وقال السديس: "بناء على استمرار العمل بالمشروع، وما يترتب على ذلك من ضيق في مساحة المطاف وازدحام وتكدس للطائفين، فإن الضرورة الشرعية تقضي بتقليص أعداد الحجاج والمعتمرين". وأوضح الشيخ السديس أن التوسعة الجديدة تهدف لرفع طاقة المطاف الاستيعابية من 48 ألفا إلى 105 آلاف طائف في الساعة، ولكنها حاليا، وبسبب أعمال البناء، هبطت لأقل من 22 ألفا فقط. وتابع: "نقدر حرص الجميع ورغبتهم في الأجر والثواب، لكن الاحتساب بالتخفيف عن المسلمين مطلب هام، ونأمل من الجميع الحرص عليه وإتاحة الفرصة للغير". من جانب آخر، بدأت قوات أمن الحرم في تكثيف الجهود لإدارة الحشود البشرية بالمسجد الحرام في وقت تسجل فيه الطاقة الاستيعابية في المسجد الحرام طاقتها القصوى. وتم إنشاء مطاف مؤقت للمعوقين على شكل حلقة دائرية محاذية للرواق القديم ومشرف على الكعبة، بعرض 12 متراً وارتفاع 13 متراً، لفصل الحركة بين المعوقين والطائفين في منطقة الصحن طيلة مدة تنفيذ مشروع المطاف الرئيس والنهائي. وقال قائد قوة أمن الحرم المكي الشريف، اللواء يحيى مساعد الزهراني، في تصريحات صحافية، إنهم يتوقعون زحاما شديدا في الأيام المقبلة. وأضاف :"حرصنا على تأمين خطط أمنية تؤمن سلامة الجميع، سنقوم بإغلاق الأبواب في حالة الاكتفاء ووصول الطاقة الاستيعابية الكاملة حيث يتم إشعار كافة الداخلين عبر بوابة إلكترونية بالوضع داخل الحرم". وذكر أن "إجراءات هذا العام الحالي تختلف عن السنوات الماضية، بسبب مشاريع يتم تنفيذها داخل وخارج الحرم المكي، وخاصة في صحن المطاف والساحات الخارجية". وللتخفيف عن المعتمرين في رمضان، وجّه خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في وقت سابق بفتح جزء من توسعة الحرم شملت افتتاح الدور الأرضي والدور الأول والأول ميزانين من مبنى التوسعة والساحات الخارجية الشمالية والجنوبية والغربية لمشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام. وتستوعب التوسعة أكثر من 400 ألف مصلٍ، وسيزيد عدد دورات المياه وأماكن الوضوء إلى 8.050 ، إضافة إلى توفير مشارب مياه مبردة داخل مبنى التوسعة وفي الساحات الخارجية، وتشغيل السلالم الكهربائية لسرعة الحركة بين الدور الأرضي والدور الأول والأول ميزانين بمبنى التوسعة.