رغم حالة الانقسام التي تشهدها مصر، وعمق الخلافات بين التيارين الديني والمدني، واحتشاد كل طرف في الميادين لدعم موقفه السياسي، فجأة توحد هؤلاء الفرقاء السياسيون على إدانة الهجوم الذي تعرض له قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أحمد وصفي في سيناء مساء أمس. إذ اعتبره الجميع بمثابة "مؤشر خطير لاستمرار الخلافات"،ولذا أتت الإدانة واضحة لهذا العمل من الجميع، الذين لم يتفقوا على شيء حتى الآن سواء من الإعلان الدستوري إلى المصالحة الوطنية. أتت الإدانة قوية من جانب قوى التيار الديني التي توجه إليها أصابع الاتهام مباشرة بعد حالة العداء والفجوة السياسية مع المؤسسة العسكرية، والخطاب العدائي ضد الجيش. حيث أدانت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها صباح اليوم الخميس، الاعتداء مؤكدة على ثوابت الجماعة التي لا تحيد عنها وفي مقدمتها مبدأ السليمة في إبداء المعارضة ورفض التغييرات السياسية التي حدثت بعد 30 يونيه. وأكد البيان أيضًا أن هذا المبدأ ليس مبدأ سياسيًا أو حركيًا فحسب، إنما أيضًا مبدأ ديني وشرعي لا يجوز الخروج عليه، واتهم البيان ما أسماه محاولة التعتيم على الحقائق وطوفان الأكاذيب والافتراءات على الجماعة والتيار الديني، وأكد ثقة الجماعة في أن الإرادة الشعبية ستنصر على القوة والبطش والظلم. كما أكد حسين إبراهيم الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، رفض الحزب رفضاً باتاً وقاطعاً أي استخدام للعنف في التعبير الرأي، وأدان بيان للحزب ما تعرض له اللواء وصفي من إطلاق نار معتبرًا الحادث بمثابة تدهور خطير، ونذير شؤم لمزيد من العنف الذي يرفضه الحزب ولا يقبله حسب وصفه، كما دعا الأمين العام الجميع للتوقف عن العنف، والتوقف عن أي ممارسات تؤدى له. من جانبه، أعلن الدكتور أحمد عارف المتحدث الإعلامي باسم الحزب، أن الحزب يُدين بشكل صارخ ما تعرض له قائد الجيش الثاني اللواء أحمد وصفى من إطلاق للنار ومحاولة اغتيال، مضيفاً أن الشعب المصري لا يعرف العنف سبيلا للتعبير عن الرأي ولا يقبل غض الطرف عنه. وأكد المتحدث الإعلامي أن قوة الإرادة السلمية هي الطريق الصحيح والوحيد لاستعادة مسار الحرية في حياة مدنية تتسع للجميع بعيدا عن كل ممارسات العنف التي تسئ إلى وجه مصر الحضاري وموروثها الإنساني العظيم. كما أوضح المهندس كارم رضوان عضو مجلس الشورى العام للجماعة أنه لن يستطيع أحد جر الإخوان للعنف لأن مبدأنا السلمية ولا نعرف العنف. وأدان أيضًا الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة محاولة الاغتيال التي تعرض لها وصفى داعياً كل المصريين للتوقف عن جر البلاد إلى العنف وتجنب الوقوع فى الدائرة المفرغة بعنف وعنف مضاد، قائلا: سننتصر لتبقى الأمة المصرية واحدة مسالمة حرة. وأضاف العريان عبر حسابه بموقع "تويتر" اليوم أن ثورتنا لاستكمال ثورة 25 يناير سلمية بعيدة عن العنف، وأن الشعب المصري سيسترد حريته وكرامته باعتصامه السلمي في الميادين وبالمظاهرات والاحتجاجات السلمية. كما استنكر الدكتور بسام الزرقا نائب رئيس حزب النور، إطلاق النار علي سيارة اللواء أحمد وصفي، مشيرا إلي أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال قبول الاعتداء علي الجيش المصري، فجنود الجيش هم أبناؤنا وإخواننا من الشعب المصري كما أنه الذي يتولي الدفاع عن مصر من العدو الخارجي ويقدم التضحيات من أجل مصر، وأهاب الزرقا بالجيش التحرك الحكيم في ترك الفترة العصيبة من مسيرة الدولة المصرية. وأستنكر حزب الوفد محاولة الاعتداء وقال عبد الله المغازي المتحدث باسم الحزب، ومتهمًا الإخوان وحلفائهم بالضلوع في الحادث، وقال أنه لا يجب أن ننظر لتحريض الدكتور صفوت حجازي والدكتور محمد البلتاجي منفصلاً عن هذا المشهد، لأن هناك خطابًا تحريضيًا باستمرار يجري على منصة رابعة العداوية ضد الجيش والدولة، وطلاهما تحدث عن اغتيالات وتفجيرات حتى يتم عودة الدكتور محمد مرسي للحكم. وطالب المغازي الجيش بالقيام بعملية أمنية عسكرية موسعة من الجيش والشرطة للقضاء على كل البؤر الإرهابية في سيناء، وغيرها من مناطق الحدود وتحديدًا في مرسى مطروح التي توجد بها بؤر إجرامية خاملة أو نائمة يمكن أن تنشط في أي وقت. ونوه المغازي إلى أنه من الممكن أن تنفذ خلال الفترة القادمة عمليات اغتيال وتفجيرات ما يقود لاستبعادهم من المشهد السياسي. كما أدان الهجوم أيضًا حزب المؤتمر بزعامة عمرو موسى، وقال الدكتور مجدي مرشد نائب رئيس الحزب أن هذا العمل الإرهابي سافر وخسيس لا يفعله سوى أشخاص كارهون للوطن. وحمل الإخوان مسئولية الهجوم قائلا: أن جماعة الإخوان تثبت كل يوم عدم انتمائها لمصر بل للجماعة ولمصالحها الخاصة، وهذه المحاولات التي تهدف لنشر العنف والفوضى لن يجنوا من ورائها إلا المزيد من العزلة. وأضاف مرشد، أن الجيش المصري استطاع في الفترة الأخيرة أن يكسب تأييد الشعب والأحزاب وشباب الثورة، بعدما أكد الفريق أول عبد الفتاح السيسى أن القوات المسلحة بعيدة عن العمل بالسياسة وتنحاز للإرادة الشعبية. واتفق مع هذا التوجه، محمد عطية منسق المكتب السياسي لتحالف القوى الثورية، حيث اعتبر الهجوم مؤامرة إخوانية يجب التحقيق فيها، وتحديدًا بعد تصريحات الدكتور محمد البلتاجي التي أكد فيها أن الإرهابيين في سيناء يتحركون بتعليمات من جماعة الإخوان المسلمين وأنه على استعداد أن يوقف هذه الاعتداءات إذا تم الإفراج عن الرئيس السابق محمد مرسي.