برغم حالة الانقسام التي تشهدها مصر وعمق الخلافات بين التيارين الديني والمدني واحتشاد كل طرف في الميادين لدعم موقفه السياسي, فجأة توحد هؤلاء الفرقاء السياسيون علي إدانة الهجوم الذي تعرض له قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أحمد وصفي في سيناء مساء أمس الأول. إذ اعتبره الجميع بمثابة مؤشر خطير لاستمرار الخلافات. ولذا أتت الإدانة واضحة لهذا العمل من الجميع, الذين لم يتفقوا علي شيء حتي الآن سواء من الإعلان الدستوري إلي المصالحة الوطنية. أتت الإدانة قوية من جانب قوي التيار الديني التي توجه إليها أصابع الاتهام مباشرة بعد حالة العداء والفجوة السياسية مع المؤسسة العسكرية, والخطاب العدائي ضد الجيش. فبرغم تصريحات محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين بان الجماعة علي صلة وثيقة بما يحدث من أعمال عنف في سيناء, وأن تلك العمليات ستتوقف فور خروج الرئيس المعزول محمد مرسي الا ان جماعة الإخوان المسلمين أدانت في بيان لها أمس الاعتداء, مؤكدة علي ثوابت الجماعة التي لا تحيد عنها وفي مقدمتها مبدأ السلمية في إبداء المعارضة ورفض التغييرات السياسية التي حدثت بعد30 يونيو. وأكد البيان أيضا أن هذا المبدأ ليس مبدأ سياسيا أو حركيا فحسب, إنما أيضا هو مبدأ ديني وشرعي لا يجوز الخروج عليه. واتهم البيان ما أسماه محاولة التعتيم علي الحقائق وطوفان الأكاذيب والافتراءات علي الجماعة والتيار الديني, وأكد ثقة الجماعة في أن الإرادة الشعبية ستنتصر علي القوة والبطش والظلم. كما أكد حسين إبراهيم الأمين العام لحزب الحرية والعدالة, رفض الحزب رفضا باتا وقاطعا أي استخدام للعنف في التعبير عن الرأي. وأدان بيان للحزب ما تعرض له اللواء وصفي من إطلاق نار معتبرا الحادث بمثابة تدهور خطير, ونذير شؤم لمزيد من العنف الذي يرفضه الحزب ولا يقبله حسب وصفه. كما دعا الأمين العام الجميع للتوقف عن العنف, وعن أي ممارسات تؤدي له. من جانبه, أعلن الدكتور أحمد عارف المتحدث الإعلامي باسم الحزب, أن الحزب يدين بشكل صارخ ما تعرض له قائد الجيش الثاني اللواء أحمد وصفي من إطلاق للنار ومحاولة اغتيال, مضيفا أن الشعب المصري لا يعرف للعنف سبيلا للتعبير عن الرأي ولا يقبل غض الطرف عنه. وأكد المتحدث الإعلامي أن قوة الإرادة السلمية هي الطريق الصحيح والوحيد لاستعادة مسار الحرية في حياة مدنية تتسع للجميع بعيدا عن كل ممارسات العنف التي تسيء إلي وجه مصر الحضاري وموروثها الإنساني العظيم. كما استنكر الدكتور بسام الزرقا نائب رئيس حزب النور إطلاق النار علي سيارة اللواء أحمد وصفي, مشيرا إلي أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال قبول الاعتداء علي الجيش المصري, فجنود الجيش هم أبناؤنا وإخواننا من الشعب المصري كما أنه الذي يتولي الدفاع عن مصر ضد العدو الخارجي ويقدم التضحيات من أجل مصر. وأهاب الزرقا بالجيش التحرك الحكيم في تلك الفترة العصيبة من مسيرة الدولة المصرية. ومن جانبها استنكرت الجماعة الاسلامية محاولة الاعتداء علي اللواء أحمد وصفي. وقال محمد حسان حماد مدير المكتب الاعلامي لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة ان الجماعة اكدت ومازالت علي السلمية برغم تزايد اعداد القتلي. وأوضح حماد ان الفترة المقبلةستشهد محاولات من جانب من يريدون استغلال الموقف المتأزم في مصر وستتم محاولة إلصاق التهمة الي الاسلاميين. واستنكر حزب الوفد محاولة الاعتداء وقال عبد الله المغازي المتحدث باسم الحزب, ومتهما الإخوان وحلفاءهم بالضلوع في الحادث, وقال إنه يجب ألا ننظر لتحريض الدكتور صفوت حجازي والدكتور محمد البلتاجي منفصلا عن هذا المشهد, لأن هناك خطابا تحريضيا باستمرار يجري علي منصة رابعة العدوية ضد الجيش والدولة, وكلاهما تحدث عن اغتيالات وتفجيرات حتي تتم عودة الدكتور محمد مرسي للحكم. وطالب المغازي الجيش بالقيام بعملية أمنية عسكرية موسعة من الجيش والشرطة للقضاء علي كل البؤر الإرهابية في سيناء, وغيرها من مناطق الحدود وتحديدا في مرسي مطروح التي توجد بها بؤر إجرامية خاملة أو نائمة يمكن أن تنشط في أي وقت. ونوه المغازي إلي أنه من الممكن أن تنفذ خلال الفترة القادمة عمليات اغتيال وتفجيرات ما يقود لاستبعادهم من المشهد السياسي. كما أدان الهجوم أيضا حزب المؤتمر بزعامة عمرو موسي, وقال الدكتور مجدي مرشد نائب رئيس الحزب أن هذا العمل الإرهابي سافر وخسيس لا يفعله سوي أشخاص كارهين للوطن. وحمل الإخوان مسئولية الهجوم قائلا: إن جماعة الإخوان تثبت كل يوم عدم انتمائها لمصر بل للجماعة ولمصالحها الخاصة, وهذه المحاولات التي تهدف لنشر العنف والفوضي لن يجنوا من ورائها إلا المزيد من العزلة. وأضاف مرشد, أن الجيش المصري استطاع في الفترة الأخيرة أن يكسب تأييد الشعب والأحزاب وشباب الثورة, بعدما أكد الفريق أول عبد الفتاح السيسي أن القوات المسلحة بعيدة عن العمل بالسياسة وتنحاز للإرادة الشعبية. واتفق مع هذا التوجه, محمد عطية منسق المكتب السياسي لتحالف القوي الثورية, حيث اعتبر الهجوم مؤامرة إخوانية يجب التحقيق فيها, وتحديدا بعد تصريحات الدكتور محمد البلتاجي التي أكد فيها أن الإرهابيين في سيناء يتحركون بتعليمات من جماعة الإخوان المسلمين وأنه علي استعداد أن يوقف هذه الاعتداءات إذا تم الإفراج عن الرئيس السابق محمد مرسي.