أصدرت جماعة " الإخوان المسلمين" بيانا اليوم حددت فيه موقفها من التطورات السياسية الراهنة ، وعرضت فيه رؤيتها للأحداث التى يشهدها منذ عدة أيام ميدان التحرير. وقال نص البيان : إن الإخوان المسلمين انطلاقًا من حرصهم على المصالح العليا للوطن، ولتحقيق آمال المصريين جميعًا في مستقبل أكثر إشراقًا، يؤكدون أنهم ليس لهم أية أجندات خاصة بهم، وأن غايتهم هي خدمة هذا الشعب، وأنهم يمارسون هذا منذ أكثر من ثمانين عامًا، ويضحون من أجل استقراره ومن أجل حصول أبنائه على حقوقهم بكل طوائفهم كواجبٍ شرعي ديني والتزامٍ وطني، وأنهم ليس لهم تطلع إلى رئاسةٍ ولا مطمعٍ في حكمٍ ولا منصبٍ، وأنهم يعتمدون منهج الإصلاح السلمي الشعبي المتدرج، وأنهم لا يقبلون أن يصم المسئولون آذانهم عن هدير صوت الشعب الذي ظهر من الملايين التي خرجت يوم الثلاثاء 1/2/2011. وأعلنت عن موقفها الصريح في أن شرعية النظام تآكلت إلى درجة السقوط التام، بسبب الظلم الاجتماعي الذي يرزح تحته جموع الشعب، والفساد الذي طال كل مؤسسات الدولة، وتزوير الانتخابات المستمر منذ عقودٍ عديدةٍ كسياسةٍ ثابتة. وأضاف البيان : إن الإخوان المسلمين يرفضون لغة التهديد والوعيد والتخوين التي دأب النظام على استخدامها، ويؤكدون ضرورة تمتع الشعب دومًا بحقِّه الدستوري والشرعي في التعبير عن آرائه شبابًا وفتياتٍ وشيوخًا، رجالاً ونساءً، دون أي منعٍ بأي طريقةٍ كانت ودون ترويعٍ أو تهديد. وقد أعلنت الملايين عن رغبتها العارمة في أن يصدر الرئيس قرارًا بحلِّ البرلمان، ويترك موقع الرئاسة وفورًا دون أية ضغوطٍ خارجية. وأوضح البيان أن الإخوان يؤكدون اتفاقهم التام مع الرغبة الشعبية الواضحة في أن تكون مصر دولةً مدنيةً ديمقراطية ذات مرجعية إسلامية.. الأمة فيها هي مصدر السلطات، يتحقق فيها لكل المواطنين الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، وتعتمد النظام البرلماني نظامًا للحكم، وتكفل حرية تكوين الأحزاب والجمعيات، مع تأكيد الاستقلال التام للقضاء، وأن تتم محاكمة المدنيين أمام القضاء الطبيعي، على أن تبقى فيها المؤسسة العسكرية حاميةً للوطن بعيدةً عن السياسة، حارسةً للإرادة الشعبية السليمة، ويتمتع فيها الإعلام بالاستقلال والحرية. وقال البيان: إننا لا يمكن أن نرفض حوارًا جادًّا منتجًا مخلصًا يبتغي المصلحة العليا للوطن؛ شريطةَ أن يتم في مناخٍ طبيعي ولا يحمل لغة التهديد والوعيد، بغية التوافق حول طريقة الخروج من الأزمة العنيفة التي أوصلتنا إليها سياساتٍ استمرَّت عقودًا من الزمان، ويبحث جميع الاجتهادات المطروحة للخروج من المأزق. وللأسف الشديد فقد بدأت مظاهر جديدة تدلُّ على عدم جدية الرغبة في الحوار، وتتمثل في اعتقال بعض الناشطين من الشباب، إضافةً إلى أعداد كبيرة من أفراد الإخوان المسلمين. إننا سوف نرى النوايا الحقيقية غدًا وما يليه من أيام.. وإن غدًا لناظره قريب