اعتبر عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، "أخفق" فى تقدير الوضع السياسي الحالى أو "لم يحسبها صح"، مطالبًا إياه بالحفاظ على الجيش والتخلى عمن ورطه فى المشهد السياسي الحالى، على حد قوله. كتب سلطان فى تدوينة له مساء أمس عبر حسابه الرسمى على "فيسبوك" قائلا: "صنع المراهقون المقامرون تمثالا من العجوة بأيديهم، وأوهموا الفريق السيسى بسريان الروح فيه، ثم أقنعوه بعبادة المصريين لهذا التمثال، ودللوا وبرهنوا على زعمهم بلقطات فضائية بعينها، وإعلاميون بعينهم، واستطلاعات رأى مظبطة، فصدقهم الرجل .. وتورط .. !!". أضاف سلطان :"إن الفريق السيسى، على المستوى الوطنى والفكرى والمسلكى، يختلف تماما عن هؤلاء المقامرين، صوتا وصورة وشكلا وموضوعا، ولا يمكن أبدا أن يجمعهما مشهد واحد، وإن الشعب المصرى، كله أولى بقادته العسكريين من أمثال السيسى ". تابع نائب رئيس حزب الوسط قائلا :" يجب على الفريق السيسى أن يرسل الآن الطائرات العسكرية، فى أجواء رابعة العدوية وجامعة القاهرة، كما سبق وأن أرسلها فى أجواء ميدان التحرير، يجب على الفريق السيسى أن يأمر رجال الشرطة العسكرية الأبطال بحماية المصريين، كل المصريين، الذين يهاجمون من البلطجية بحراسة ودعم شرطى". واختتم تدوينته قائلا :"يجب على الفريق السيسى أن يحافظ على أهم وأكبر جيش مصرى عربى متماسك ومحترف.. يجب على الفريق السيسى أن يترك المقامرين والمغامرين يأكلون تمثال العجوة الذى صنعوه بأيديهم، ليس الليلة ولكن الغد، بعد فوات الثمانى وأربعين ساعة، بالهنا والشفا". وفى نفس السياق كتب سلطان فى تدوينة آخرى معلقا على بيان القوات المسلحة وموقف الفريق السيسي مساء أمس قائلا :"لم أقف كثيرا أمام تفصيلات وتأويلات بيان الجيش، ولا أمام توقيت وترتيب صدوره بين الأحداث المتراصة، بعضها وراء بعض، أو بعضها فوق بعض ، فهذا الترتيب كله لا قيمة له، وسوف يسحق الشعب كل التفاف على إرادته، إنما الذى استغرق منى تفكيرا طويلا هو مبدأ أو قرار دخول الجيش السياسة مرة ثانية.. من صاحب هذا القرار الخطير ؟ وهل أجرى حسابات دقيقة لكل الاحتمالات ؟ ". أضاف سلطان :"كان القرار الاول للجيش بدخول السياسة فى ثورة يناير، وكان الأصل فيه وعلى حسب ماأعلنه وما تم الاستفتاء عليه دستوريا، هو استمراره فى سدة الحكم 6 شهور لا أكثر، فلما بدأت المدة تطول عن ذلك تململ الشعب وغضب ، وعبر عن غضبه بالمظاهرات الحاشدة التى سقط فيها شهداء بمحمد محمود وماسبيرو وغيرهما، وكانت قوى اليسار والليبراليون الأسلط لسانا على الجيش وقياداته ورموزه، حيث رموها بأبشع الألفاظ الخادشة للقيمة والقدر والحياء العام". تابع:"وبمجرد تسليم السلطة عقب الانتخابات الرئاسية، وصدور إعلان اغسطس الدستورى بإقالة المشير طنطاوى والفريق عنان وتعيين الفريق السيسى وزيرا للدفاع، ابتعد الجيش عن المجال السياسى وبدأ فى بناء نفسه وقدراته التدريبية وتعويض ما ارتكبه مبارك من جرم فى حقه.. هذا من وجه، ومن وجه آخر، حرصت القوى السياسية المعتدلة على كنس وتنظيف أثار شتائم القوى الأخرى التى أخطأت فى حق الجيش". واستطرد نائب رئيس "الوسط" قائلا :"وقرار الجيش اليوم بالعودة مرة أخرى إلى المجال السياسى، وبصرف النظر عن استحالة تنفيذه وتحقيقه عمليا أمام الحشود الشعبية المليونية فى القاهرة والجيزة وكل المحافظات بلا استثناء واحد، والمستندة إلى الشرعية الانتخابية والدستورية، فإن القرار فى حقيقته هو بمثابة وضع الجيش كله فى مرمى سهام كثير من القوى والرموز السياسية والشعبية غير المسيسة، ربما يختلف لونها عن لون غيرها الذى تجاوز فى حق الجيش بالأمس، وربما تختلف الألفاظ والعبارات الموجهة إليه لاختلاف مرجعيات وأخلاق قوى اليوم عن قوى الأمس، ولكن تبقى النتيجة واحدة، وهى أن الجيش سيلتفت عن وظيفته الأصلية فى حماية البلاد، فيا بخت أعداء مصر". واختتم تدوينته قائلا: "لست متفقا تمامًا مع رأى الأستاذ فهمى هويدى فى بيان الجيش من أنه انقلاب أبيض، ولكن أقل ما يقال عن هذا البيان إنه لم يحسبها صح".