ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن تل أبيب باتت في حاجة ملحة لإيجاد حل للتعامل مع أنظمة صواريخ إس-300 وصواريخ ياخونت المتطورة المضادة للسفن، والتي قامت روسيا مؤخرا بتصديرها لسوريا، إذا ما رغبت في تفادي الأخطاء التي ارتكبتها في حربي الاستنزاف و1973 وكبدتها خسائر فادحة في المواجهة مع مصر. وقالت الصحيفة - في تقرير بثته بموقعها على شبكة الإنترنت- إنه على الرغم من إن التصريح باستلام النظام السوري لهذه النوعيات من الصواريخ قد يأتي في إطار المناورات التي يقوم بها الرئيس بشار الأسد ليخدع به معارضيه، إلا أن الافتراض بحقيقة وجود هذه الصواريخ في سوريا يحتم على إسرائيل إيجاد تكنولوجيا مضادة لها ، خاصة أن تلك الصواريخ الروسية تحد من قدرة الجيش الإسرائيلي على التعامل مع أي هجمات قد توجه ضد شمال إسرائيل. وأضافت الصحيفة أنه وفقا لهذا الافتراض فإن الجبهة الداخلية الشمالية لإسرائيل أصبحت عرضة لسقوط مئات القذائف والصواريخ المدمرة عليها ، كما أصبحت بعض الأنشطة ذات الطابع المدني ، مثل عمليات إقلاع وهبوط الطائرات بمطار بن جوريون وعمليات التنقيب عن البترول في البحر المتوسط ، معرضة للخطر. وأوضحت الصحيفة أنه انطلاقا من مبدأ وجود تكنولوجيا مضادة لكل منظومة تكنولوجية عسكرية، فإن القوات الجوية والصناعات الحربية الإسرائيليتين عليهما أن تبدآن الآن، وعدم الإنتظار لحين وقوع الكارثة ، في إيجاد التكنولوجيا المضادة للصواريخ الروسية التي أصبحت بحوزة دمشق. وشددت الصحيفة على ضرورة أن يتعلم من يهمه الأمر في إسرائيل من دروس الماضي ، مستشهدة بواقعة إغراق المدمرة إيلات عام 1967 ، والتي استخدمت فيها القوات البحرية المصرية صواريخ بحر - بحر روسية الصنع ، حيث لم تبدأ الجهات المعنية في إسرائيل في إيجاد تكنولوجيا مضادة لهذه النوعية من الصواريخ قبل مرور عقود من الهجوم تمكنت بعدها من تطوير نظام لاعتراض صواريخ كاتيوشا. وقالت الصحيفة ، في السياق ذاته ، إنه "لا يجب أن ننسى في إسرائيل الثمن الباهظ الذي دفعته القوات الجوية الإسرائيلية في حرب السادس من أكتوبر 1973- نتيجة فشل تل أبيب في التعامل مع بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات التي حصلت عليها القاهرة من موسكو آنذاك ونصبها المصريون بمحازاة قناة السويس ، وما ترتب على ذلك من خسارة القوات الجوية الإسرائيلية لعشرات الطائرات والطيارين أثناء محاولتها الهجوم على الجسور التي استخدمها المصريون لعبور القناة". وأشارت الصحيفة إلى أن ما حدث عام 1973 باستخدام صواريخ إس ايه-2 وإس ايه-3 وإس ايه-4 وإس ايه-6 ، قد يتكرر بعد عدة أشهر على الجبهة الشمالية باستخدام صواريخ أكثر تقدما كصواريخ إس ايه-17 وإس-300 وياخونت.