تعتبر زيارة الرئيس محمد مرسي أول زيارة يقوم بها رئيس مصري للبرازيل، يسعى من خلالها الاقتراب والاستفادة من تجارب التطور التنموي خارج إطار المنظومة الغربية. فبعد زيارته لجنوب إفريقيا، أتت زيارته الحالية للبرازيل، لاكتشاف ليس أفاق الانضمام لتجمع البركس المكون من روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا والاستفادة من الوفرات التي يقدمها لأعضائه وما يمثله من مكانة دولية فحسب، وإنما أيضًا محاولة الاستفادة من تجارب البرازيل الناجحة في مجالات مكافحة الفقر والعشوائيات وتحقيق التنمية والمستدامة. و كانت البرازيل نموذجًا لدولة على وشك الانهيار ولكنها في سنوات قليلة حققت معجزة اقتصادية، يمكن نقل تجربتها لمصر من أجل تجاوز المرحلة الانتقالية الصعبة التي تمر بها ما تشكله من مضاعفات على الطبقات الفقيرة. وأهمية التجربة البرازيلية ليس في كونها تجربة رؤساء من أمثال لولا دا سيلفا، أو سلفه كاردوسو أو حتى الرئيسة الحالية ديلما روسيف، بل هي تجربة نجاح توافرت فيها إرادة شعبية حقيقية لأهمية النهوض، وهو ما يجب أن تعييه مصر وتحديدًا المعارضة والمجتمع قبل الدولة. فتجربة النهضة الاقتصادية البرازيلية في عهد الرئيس دا سيلفا (2003 201) ومحاولة فهم سياساته الاقتصادية التي أدت لنقل البرازيل من هوة الإفلاس لقمة التقدم الاقتصادي خلال ثماني سنوات فقط، وكيف استطاعت تلك السياسات التأثير في حياة ملايين البرازيليين ونقلهم من مصاف الطبقات الفقيرة إلى الطبقة الوسطى ومع نهاية عام 2011 أعلنت البرازيل رسميا أنها أصبحت سادس أكبر اقتصاد على مستوى العالم، تستحق الاقتراب ومحاولة الاستفادة منها. فمن جانبه علق الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء الأسبق والقيادي بحزب الجبهة الديمقراطية، علي الزيارة بكونها محاولة حثيثة من جانب مصر للانضمام لتجمع البريكس، والاستفادة من قدرات التجمع على المستويين العملي والقيمي في الارتقاء بالأحوال في مصر للمستوى الذي وصلته شعوب هذا التجمع. غاية أكد عليها الدكتور حازم الببلاوي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية الأسبق بقوله: أنه يمكن الاستفادة من أي شيء في العالم لخدمة مصر، إلا أنه ربط تلك الاستفادة بشرط وضع إجراءات جادة وحقيقية لإعادة الاستقرار والأمن للشارع المصري والنظر للمستقبل من خلال توفير بيئة سليمة لتحقيق آمال و تطلعات المصريين. وأضاف علينا الانتظار لما ستسفر عنه زيارة الرئيس للبرازيل. فيما أعتبر المستشار ممدوح رمزي عضو مجلس الشورى أن الزيارة سياسية واستثمارية في آن واحد، لكون البرازيل من الدول المتقدمة بصورة مذهلة وأخذت بكل أساليب التقدم ومن المتوقع أن تكون في مصاف الاقتصاديات الأولي في العالم خلال السنوات القادمة مشيرا إلي أن الزيارة يمكن تعظيم الاستفادة منها متمنيًا الاستفادة السريعة من التجربة البرازيلية بالنمو الاقتصادي وتطبيق ذلك علي أرض الواقع في مصر. أما ماجد سامي الأمين العام لحزب الجبهة الديمقراطية، فقد اعتبر الزيارة غير واضحة المعالم، موضحا ضرورة أن تعلن الرئاسة عن نتائج جولات الرئيس الخارجية السابقة، وما تحقق منها علي أرض الواقع مشددًا علي ضرورة استيعاب التجربة البرازيلية في النمو الاقتصادي ودراستها جيدا للاستفادة منها بأكبر قدر ممكن بما يتناسب و يتوافق مع الوضع في مصر. كما أشار الدكتور مصطفي علوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى أن الهدف من زيارات الرئيس الخارجية هو توسيع نطاق العلاقات الدولية لمصر، وإيجاد عدة تحالفات وهو نظريا شيء ايجابي ومفيد. وقال إن الزيارة لها دلالات رمزية ولكنها لا تتحول إلي واقع حقيقي إلا من خلال سياسة طويلة النفس وواقع عملي علي المستوي الاقتصادي والسياسي والإستراتيجي، وأن مصر لديها العديد من الاتفاقات الموقعة مع قوي أخري، لكن العبرة في العلاقات الدولية بالنتائج علي أرض الواقع، وضرورة إزالة الحواجز أمام الاستثمارات البرازيلية في مصر والعكس، مضيفا أننا أمام مرحلة جديدة لا تقوم العلاقات الدولية علي المعونات والقروض وإنما تقوم العلاقات الدولية علي الاستثمار المشترك و متبادل. واعتبر حسين عبد الرازق القيادي بحزب التجمع أن الهدف من زيارة الرئيس للبرازيل غير واضح وما نشر عن أهداف زيارات الرئيس الخارجية هو الحصول علي قروض رغم نفي الرئيس مرسي ومعاونيه ذلك. وقال: أعتقد أن الزيارات الخارجية للرئيس محاولة لحل الأزمة الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري وطلب استثمارات أجنبية وقروض، وبصرف النظر عن هذه السياسة، فإن الاستثمارات الخارجية لا تأتي إلا في حالة وجود استثمارات محلية قوية فيكون الاستثمار الأجنبي شريك للمحلي وإضافة إيجابية، مشيرًا إلي أن البرازيل تتمتع باقتصاد رائد ومفيد في تحول اقتصاد دولة مأزومة لاقتصاد دولي قوي ومتنامي. وأكد أن دراسة التجربة البرازيلية لا يحتاج للسفر إلي البرازيل لذلك أعتقد أن الرئيس يهرب من المشاكل الداخلية في البلاد.