اصطف مسلمون أمام مقر الكاتدرائية المرقسية في العاصمة القاهرة مساء اليوم الأحد لتهنئة الأقباط الذين يحتفلون ب"عيد القيامة المجيد". وكان لافتا وقوف أسرة مصرية مسلمة تضم سيدة وأربعة شباب، حاملين لافتات تبعث برسائل حب وتهنئة بعيد القيامة، في تحد لبعض الآراء التي ترفض تهنئة المسلمين للمسيحيين بأعيادهم، ولا سيما العقائدية منها، مثل "القيامة"، الذي يرمز عند المسيحيين إلى عودة المسيح عليه السلام أو قيامته بعد صلبه. وكُتب على إحدى هذه اللافتات: "بقلوبنا نهنئكم.. وبأجسادنا نحميكم.. كل عام وأنتم بخير"، وعلى أخرى: "أنتم في قلوبنا وعقولنا.. وحياتنا وقرآننا.. كل عام وحضراتكم بصحة وسعادة"، وعلى ثالثة: "وجودكم بيننا أجمل حاجة لمصر.. كلنا في نفس واحد: عيد سعيد". كما انتشر أمام الكاتدرائية القبطية في منطقة العباسية شرقي القاهرة، عدد من شباب حركة "6 إبريل" (تجمع شبابي معارض)، بينهم فتيات محجبات، ووزعوا بالونات على أقباط خلال دخولهم إلى الكاتدرائية للاحتفال بعيد القيامة. وردد المسلمون المتواجدون أمام الكاتدرائية عدة هتافات للتأكيد على الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط، منها: "إيد (يد) واحدة.. مسلم مسيحي إيد واحدة"، و"مصر لكل المصريين". وقد ترأس البابا تواضروس، بابا الأقباط في مصر، قداس عيد القيامة في الكاتدرائية المرقسية، في حضور أساقفة المجمع المقدس وكهنة ورهبان الكنيسة الأرثوذكسية. ومن البوابة الخلفية، دخل البابا باحة الكنيسة في تمام التاسعة (19 تغ)، وسط صفين من الشمامسة، وبجواره الأنبا موسي، أسقف الشباب، والأنبا أرميا الأسقف العام. ومن بين حضور القداس: الممثلان المصريان عادل إمام، وهاني رمزي، وماريان ملاك، عضو مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان) المنحل، والدكتور محمد أبو الغار رئيس حزب "المصري الديمقراطي الاجتماعي" (معارض)، ونائبه الدكتور عماد جاد، ومحمود العلايلي، سكرتير العام المساعد حزب "المصريين الأحرار" (معارض)، والخطيب المشهور مظهر شاهين. إضافة إلى مصطفي مسعد وزير التعلم العالي، ومحمد أبو حامد، وكيل مؤسسي حزب "حياة المصريين" (معارض)، والمستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة، ومنير فخري عبد النور وزير السياحة الأسبق، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد (معارض)، والمرشح الرئاسي السابق خالد علي. وشهدت مصر، مؤخرا، اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين بمدينة "الخصوص" (شمال القاهرة) خلفت قتلى وجرحى، ثم امتدت إلى منطقة الكاتدرائية القبطية بالقاهرة خلال تشييع جثامين القتلى المسيحيين، وأعقب ذلك جدل أحدثته فتاوى عن بعض القيادات السلفية تحرم تهنئة الأقباط بأعيادهم.