اعتبرت صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية أن الزيادة السكانية بمثابة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار تقبع في خلفية المشهد المصري. وقالت الصحيفة - في تعليق عبر موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة، إن الزيادة السكانية السريعة ليست مصدر إزعاج بحد ذاتها، ولكن في مصر بلغت هذه الزيادة حد الأزمة المعضلة، نتيجة تجاوز النمو السكاني للنمو الزراعي، فيما يعرف في علم السكان ب"مصيدة مالتوس". وأشارت إلى أن عدد السكان في مصر تجاوز ال 80 مليون نسمة غداة الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك من 40 مليون إبان اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، في حين لم يتجاوز هذا التعداد 20 مليون نسمة بتولي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مقاليد السلطة عام 1952. وأضافت: بعد أن كانت مصر إحدى كبريات الدول المصدرة زراعيا، باتت أكبر مستورد للقمح عالميا.. مشيرة إلى أن ارتفاع أسعار القمح بعد عام 2006 أدى إلى أزمة اقتصادية، خاصة وأن الخبز العالي المدعم يعتبر أحد الحقوق المكتسبة اجتماعيا. ورأت أن عجز الدولة المصرية عن توفير فرص عمل لتعدادها السكاني المتزايد في قطاعات صناعية إنتاجية هو الذي أدى إلى هجرة المواطنين سعيا وراء فرص العمل في أي مكان خارجي بحيث يستطيعون إرسال تحويلات مالية إلى ذويهم في مصر.. مشيرة إلى أن هذه التحويلات المالية أصبحت المصدر الثاني لجلب العملة الصعبة بعد السياحة التي انهارت منذ عام 2011. وقالت صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية إن أكثر من ثلث المصريين العاملين بالأجر - من غير المزارعين - هم موظفون بالحكومة بشكل أو بآخر.. مشيرة إلى اعتبار الحكومة منذ حقبة الخمسينيات للوظائف بمثابة برنامج للرعاية الاجتماعية. ورأت الصحيفة أن ثقل هذه الوظائف الحكومية قد سحق القطاع الخاص الذي كان قويا، مشيرة إلى سعي الحكومة الدائب على مضاعفة أعداد وظائفها لخلق فرص عمل كريمة لخريجي الجامعات ذوي الأعداد الهائلة والتأهيل المتواضع. وأوضحت أنه رغم تردي الأحوال الاقتصادية، فإن معدل المواليد آخذ في الارتفاع.. لافتة إلى أن نصف المصريين يعيشون على أقل من 2 دولار يوميا، وأن متوسط دخل الفرد في الصين تجاوز نظيره في مصر منذ زمن طويل. وتطرقت "ديلي بيست" إلى المشهد السياسي الحالي، قائلة إنه في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية المزرية لم يكن غريبا أن يتجاوب العديد من المصريين مع شعار جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة "الإسلام هو الحل"، كحل وحيد مجد.. موضحة أنه بالرغم من مرور عام من إدارة الإخوان إلا أن البلاد لم تشهد تحسنا اقتصاديا عما كانت عليه إبان العهود التي رددت شعارات "الاشتراكية العربية". وأشارت إلى تعارض الأيديولوجية الإسلامية مع فكرة "تنظيم الأسرة" التي روج لها النظام السابق، والأمور الضرورية لإنجاحها مثل تعليم المرأة وتمكينها.