احتفل الأديب علاء الأسواني، اليوم الجمعة، بروايته الجديدة "نادي السيارات" التي صدرت عن دار الشروق الأسبوع الماضي، وسط حضور لجمهور كثيف لم تمنعه برودة الجو من الاستمتاع بالندوة التي حضرها أيضاً العديد من الرموز السياسية والإعلامية بالمسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية. وقدم إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار الشروق الأسواني، وقامت الفنانة يسرا والفنان عزت العلايلي بقراءة مقاطع من الرواية التي تعد الرابعة لعلاء الأسواني بعد رواياته: أوراق عصام عطا، وعمارة يعقوبيان، وشيكاغو. يذكر أن الأسواني ضمن روايته الأولي، وغير المعروفة نسبياً "أوراق عصام عطا" بمجموعته القصصية التي صدرت لاحقاً "نيران صديقة". كان دخول الحفل اليوم بالمجان وليس بتذاكر، وشهد الدخول للمسرح المكشوف تشديداً أمنياً وتم تفتيش بعض الحضور ذاتياً بسبب المعادن. وقال المعلم إن الأسواني ظاهرة مصرية وعالمية ساهمت في زيادة معدلات القراءة بمصر وكان لها أكبر الأثر في ازدهار الأدب في السنوات السابقة علي الثورة، إذ سجل عدد قرائه أرقاماً قياسية إضافة إلي مبيعات كتبه التي وصلت إلي قراء جدد للأدب؛ اجتذبهم الأسواني وكانت فاتحة لجذب هؤلاء القراء لقراءة روائع الأدب العربي من أعمال نجيب محفوظ وبهاء طاهر مبدياً تحفظه علي مقولة أن مصر كانت تقرأ وتوقفت مؤكدا أن معدلات القراءة ارتفعت خلال السنوات الثلاث السابقة علي الثورة. وأعلن المعلم في هذا الصدد عن الاتفاق مبدئياً لترجمة رواية "نادي السيارات" ل34 لغة أجنبية خلال الشهور المقبلة. وقال الأسواني الذي اعتبر في مستهل حديثه إن الكتابة إحدى أصعب المهن علي الإطلاق وأصعب آلية من الطب حيث إنه بدأ بكتابة الرواية التي تستلهم خيوطها من صناعة أول سيارة في العالم علي يد كارل بنز بألمانيا؛ وأشار أنه بدأ كتابة الرواية في عام 2008 وتوقف وقت الثورة لمدة عام. وقال الأسواني الذي حصل علي 18 جائزة أدبية مرموقة ليس من بينها جائزة واحدة مصرية إن جائزته الأكبر هي تقدير القراء له معتبراً إياها الجائزة الأكبر التي يمكن لروائي الحصول عليها. وأكد الأسواني أن قراءة الفنانة يسرا والفنان عزت العلايلي لأجزاء من الرواية هو بمثابة تدشين لتقليد جديد في العالم العربي وهو راسخ في الغرب، يلقي الضوء علي النص الروائي ويمنحه أبعاداً مختلفة. وقال الأسواني إنه يعمل علي أن يصبح الأدب العربي مطابقاً لمعايير الأدب العالمي، معرباً في هذا الصدد عن اعتباره أن خمس سنوات أو ست كتب فيها روايته الأخيرة وقت متوسط بالنسبة للأدب العالمي. وأكد الأسواني في حديثه أن عمله ليس تأريخاً لصناعة السيارات وأنه وإن كان قد بذل جهدا كبيراً في جمع المعلومات التاريخية فإن عمله يظل عملاً روائيا يتماس مع التاريخ ولا يصطدم به وأن جمعه للمعلومات كان حرصاً علي ألا يصطدم الخيال الروائي بالحقائق التاريخية. وأضاف الأسواني:" أنا أستعمل التاريخ ولا أكتب تاريخاً، أنا أطلق العنان للخيال لكن داخل التاريخ، كي لا أخالفه كلما تماس ماهو روائي مع ما هو تاريخي". وقال الأسواني أنه بعد أن أكمل الرواية وجد أنها تطرح وبشكل ما الأسئلة التي تطرحها الثورة الآن، مؤكدا أن الثورة أثرت علي كتابته للرواية وأن ذلك جاء بشكل غير مقصود وغير واع تماماً. وقامت الفنانة يسرا بقراءة مقاطع من الرواية مع الفنان عزت العلايلي كما قاما بقراءة مقاطع من حوارات بين شخصيات الرواية بشكل مشترك ألهب حماسة الجمهور الذي اصطف في طوابير طويلة لتوقيع الرواية بعد الندوة لقراءتها. كان من بين الحضور، وزير الثقافة السابق عماد أبو غازي والإعلامية دينا عبدالرحمن والفنانة آثار الحكيم والسياسيين أحمد البرعي وجورج إسحق والمستشار محمود الخضيري والشاعر عبد الرحمن يوسف والإعلامي معتز الدمرداش والكاتب عبد الله السناوي.