قال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم في إقليم دارفور غرب السودان الأربعاء إن تحسن العلاقات مع جنوب السودان سيساعد الجيش السوداني على إنهاء التمرد في الإقليم الذي تدور فيه الحرب منذ عشرة أعوام. وقال حسين في تقرير قدمه للمجلس الوطني (البرلمان ) حول الوضع الأمني بالبلاد إن "تفعيل تنفيذ اتفاق التعاون مع جنوب السودان سيؤثر إيجابا على الأمن في دارفور وسيمكننا من محاصرة المتمردين وإنهاء التمرد". ويلحظ هذا الاتفاق خصوصا إقامة منطقة منزوعة السلاح بين البلدين. ويتوجه الرئيس السوداني عمر البشير الجمعة إلى جوبا، في زيارة هي الأولى لجنوب السودان منذ إعلان استقلاله في التاسع من يوليو 2011. وأكد وزير الدفاع السوداني أن قوات الخرطوم ستعاود قريبا هجومها على المتمردين. وأعلن المتمردون في الأيام الأخيرة أنهم سيطروا على بلدتي مهاجرية ولبدو على بعد حوالى مائة كلم شرق نيالى، عاصمة جنوب دارفور، الأمر الذي أكدته القوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور. وأوضح الوزير السوداني أن قوات الخرطوم موجودة حاليا على بعد 25 كلم من مهاجرية، متوقعا "أخبارا جيدة" في الأيام المقبلة. من جانبه، أكد عبدالله مرسال المتحدث باسم جيش تحرير السودان جناح مني مناوي أن المتمردين لا يزالون يسيطرون على البلدتين المذكورتين، معتبرا أنهما تشكلان "منطقة استراتيجية". وأضاف أن حركته تستعد ل"المرحلة الثانية" من دون أن يدلي بمزيد من المعلومات. وعزا وزير الدفاع السوداني تمكن المتمردين من السيطرة على البلدتين إلى انشغال الجنود السودانيين منذ فبراير في تأمين قوافل إمداد نيالى بالوقود والمواد الغذائية، موضحا أن القافلة الأخيرة وصلت امس (الثلاثاء) إلى نيالا. وأفاد أحد سكان نيالا فرانس برس بأن عاصمة جنوب دارفور تعاني نقصا في الوقود منذ نحو ثلاثة أسابيع. وفي تقرير عن الوضع نشرته الأربعاء، رأت مجموعة "سمول ارمز سورفي" المستقلة للأبحاث التي مقرها في سويسرا أن التوتر على الحدود بين السودان وجنوب السودان ساهم في تعقيد النزاع في دارفور. وأضافت المجموعة أنه رغم اتفاق السلام الموقع بين فصائل متمردة صغيرة والخرطوم، و"بعد اضطرابات استمرت أكثر من عقد، فإن حل النزاع في دارفور يظل احتمالا بعيدا".