"هارلم شيك" رقصة جديدة بها إيحاءات جنسية، لم يتعد عمرها الزمني العام، إلا أنها سرعان ما انتشرت في أوساط العالم العربي والغربي، حتى أنها أصبحت وسيلة جديدة للاحتجاجات والتعبير عن الرأى. ولعل تونس ومصر اللتان كانتا الشرارة الأولى في الثورة، كانتا أيضًا في صدارة المشهد في استخدام هذه الرقصة، ففي تونس قام عدد من الطلاب بأداء هذه الرقصة في أثناء الاستراحة الدراسية في اليوم، مما أغضب وزارة التربية الوطنية التي فتحت تحقيقًا في شريط الرقصة الذي ظهر على يوتيوب لشباب يؤدون "هارلم شيك" في إحدى المدارس الثانوية، الأمر الذي جعل الشباب ينددون بقرار وزارة التعليم واعتبروه قمعًا واضحًا للحريات، مما جعل هؤلاء ينظمون صفحات للتنديد بالأمر، منها "من أجل (هارلم شيك) مليونية أمام مقر وزارة التربية الوطنية"، وصفحة "هارلم شيك تونس" يظهر فيها أعضاء الحكومة المستقيلة، وقيادات حزب النهضة في أشكال وصور مختلفة ساخرة. وليس هذا فقط، بل إن "الهارلم شيك" أثار حفيظة عدد من السلفيين، والذين اشتبكوا يوم الأربعاء الماضي مع طلاب معهد بورقيبة للغات الحية بتونس، لمنعهم من أداء الرقصة، لتصل شرارة الرقصة إلى مصر، وفي رد فعل غير متوقع، قام عدد من أعضاء صفحة "النضال الثوري الساخر" بإطلاق دعوة على موقع فيسبوك للمشاركة يوم الخميس الماضي لتقديم رقصة "الهارلم شيك"، وبالفعل احتشدوا أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، حيث قاموا بتأدية الرقصة كنوع من الاحتجاج. ولمن لا يعرف حكاية "الهارلم شيك"، فهذه الرقصة بدأت في نهاية يناير الماضي، عندما قام "فليتى فرانك" برفع فيديو مدته 3 دقائق يحتوي على حركات راقصة عشوائية على أنغام ترافقها أغنية "هارلم شيك" لمغني الراب الأمريكي "دي أب"، بعدها ظهر فيديو ل 5 مراهقين من كوينزلاند بأستراليا في فيديو مدته 31 ثانية، قدموا فيه الرقصة ليحقق نسبة مشاهدة تصل إلى 16,574,754 مشاهدة على موقع اليوتيوب. وتنتشر الظاهرة، ويقوم الكثيرون في مختلف دول العالم شرقها وغربها برفع فيديوهات مماثة، حتى إن الإحصائيات على موقع "يوتيوب" تؤكد أن عدد مقاطع الفيديو التي تم تحميلها وصل إلى أكثر من 40,000 مقطع منذ بداية شهر فبراير وتجاوز مجموع المشاهدات 175 مليون مشاهد في غضون أسابيع فقط. والحقيقة أن بداية التفكير في هذه الرقصة، يعود لأغنية المطرب الكوري "جانجام ستايل"، حيث تشبه في كثير من حركاتها الجسدية ما كان يقوم به "جانجام" في أغنيته التي حققت أعلى نسبة مشاهدة على موقع اليوتيوب، وقام بتقليدها وتنفيذها أيضًا الكثيرون في جميع دول العالم أيضًا. والرقصة عبارة عن حركات وإيماءات جسدية، يقوم بها الراقص بمنتصف جسمه الأسفل مما يحمل معها بعضًا من الإيحاءات الجنسية، تبدأ بأداء فرد واحد من الممكن أن يرتدي قناعًا في رأسه أو لا، ثم يتداخل معه من حوله ويقومون بأداء حركات عشوائية ومرتجلة، وفي بعض الأحيان يقوم من يأدون الرقصة بخلع جزء من ملابسهم. رقصة "الهارلم شيك" من المؤكد أنها ظاهرة ستشرق في الانتشار في القاهرة، خصوصًا بعد واقعة أداء البعض لها أمام مقر "جماعة الإخوان المسلمين" وهو ما يعني أنه من المحتمل أن تكون هذه الرقصة أداة للاحتجاجات على قرارات الحكومة في بعض الأحيان بديلًا عن شكل التظاهرات المعتادة، ولكن التساؤل الأهم هو كيف سترد الدولة على هذا النوع من الاحتجاج وتحديدًا "وزارة الداخلية"، فمن المعروف أن قنابل الغاز والخرطوش هما الوسيلتان المستخدمتان دائمًا في الرد على المتظاهرين، والأهم من ذلك، هل ستسمح الجماعات الإسلامية للمتظاهرين بأداء هذه الرقصة أم سيردون عليها بالعنف باعتبار أنها تخالف الشريعة الإسلامية.