شهدت الأزمة السياسية التي تشهدها تونس، مزيداً من التفاقم خلال الساعات القليلة الماضية، في ظل دعوات متزايدة لحل المجلس الوطني التأسيسي "البرلمان"، في الوقت الذي أصدر فيه الرئيس المؤقت، محمد المنصف المرزوقي، تعليماته بإقامة "جنازة وطنية" الجمعة، لتشييع القيادي المعارض شكري بلعيد، الذي اغتيل في وقت سابق. وقرر عدد من أعضاء المجلس التأسيسي تشكيل ما أسموها "جبهة نيابية للدفاع عن الشرعية"، ردا على الدعوات المنادية بحل المجلس، فيما أعلن حوالي 50 آخرين تعليق عضويتهم لمدة "غير محددة"، وقاموا بالانسحاب من الجلسة الاستثنائية، التي عقدت الخميس، لمناقشة تطورات الوضع الداخلي، عقب اغتيال بلعيد، القيادي ب"الجبهة الشعبية"، والأمين العام لحزب "الوطنيين الديمقراطيين الموحد". ونقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء "وات" عن النائب وليد البناني، من كتلة "النهضة"، قوله: إن "قرار كتل الترويكا، مرفوقة بكتل الحرية والكرامة، وحركة وفاء، والمستقلين الأحرار، تشكيل جبهة نيابية للدفاع عن الشرعية، هو رد على دعوات تنادي بحل المجلس الوطني التأسيسي"، لافتاً إلى أنه "من بين من رفع هذه الدعوات.. الباجي قائد السبسي". من جانبه، انتقد النائب عبد الرؤوف العيادي، من حركة "وفاء"، دعوات المعارضة ل"تعطيل أشغال المجلس"، وشدد على قوله إنه "من غير الممكن تعطيل أعمال المجلس وقتياً، أو حله نهائياً"، معتبراً أن "المجلس مؤسسة تقوم بدور محوري في هذا الظرف الصعب.. ويتحمل مسئولية كبرى.. وخلاف ذلك سيؤدي إلى إفراغ البلاد من كل المؤسسات". إلى ذلك، أفادت الأنباء الواردة من تونس بأن الرئيس المرزوقي أصدر تعليماته، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإقامة "جنازة وطنية" لتشييع بلعيد الجمعة، ولفتت إلى أن الجيش الوطني سيعمل على تأمين سير موكب الجنازة، وحماية المشاركين فيها. كما ذكرت "وات"، نقلاً عن "عميد" المحامين، شوقي طبيب، عقب لقائه مع الرئيس المرزوقي ، قوله إن وزير الدفاع الوطني سيمثل رئيس الجمهورية في موكب الجنازة، وإنه سيتم تنكيس العلم حداداً على وفاة القيادي المعارض شكري بلعيد.
