شهدت الساحة الاقتصادية هجمة شرسة من جانب اقتناص المستثمرين القطريين فرصا استثمارية بمصر، خلال الفترة الماضية، خاصة فى أعقاب ثورة 25 يناير، والتى بدأت بمفاوضات استحواذ أبراج كابيتال الإماراتية على معمل المختبر. وذلك مرورا بصفقة استحواذ كيو انفست القطرى على أسهم المجموعة المالية هيرميس فى قطر وانتهاءً بصفقة اليوم الخميس بين بنك قطر الوطنى والبنك الأهلى سوسيتية جنرال التى تم التوقيع عليها بالأحرف النهائية اليوم. وأعلن البنك الأهلى سوسيتية جنرال اليوم عن توقيع الاتفاق النهائى بين بنك قطر الوطنى والذى يفيد استحواذ قطر الوطنى على 77.17% من أسهم الأول، فى صفقة تستهدف قيام قطر الوطنى بدفع 2558 مليون دولار والتى تعادل نحو 15.85 مليار جنيه تقريبا بسعر الدولار اليوم عند (6.19 جنيه للدولار الواحد). وتعادل الصفقة بقيمتها الحالية نحو 35.42 جنيه للسهم فى حين أن أخر سعر للسهم فى السوق اليون وصل لنحو 39.35 جنيه، وبالتالى سيخسر رأس المال السوقى للبنك تقريبا نحو 1.7 مليار جنيه. ودخلت صفقة الشراكة بين "المجموعة المالية هيرمس القابضة"، والجانب القطرى ، مراحل حاسمة بعد موافقة الجمعية العمومية غير العادية للمجموعة المالية هيرميس القابضة على عرض بنك "كيوإنفست القطرى" وبدأ السعى القطرى للاستحواذ على فرع هيرمس فى قطر، بمفاوضات للدخول في شراكة إستراتيجية مع المجموعة بعد مرور شهور قليلة من ثوره 25 يناير، وبدأت تتبلور ملامح تلك الشراكة خلال الربع الأول من العام الحالي 2012، عندما أعلنت "هيرمس" عن سعى "كيو انفست" تملك نحو60% من هيرمس قطر بقيمه 250 مليون دولار، عن طريق نقل ملكية كامل حصة المجموعة "المالية هيرميس القابضة" في عدد من شركاتها العامله في قطاعات الوساطة في الأوراق المالية والبحوث وإدارة الأصول وخدمات بنوك الاستثمار، والاستثمار في قطاع البنية الأساسية وما يرتبط بها من عناصر وأصول مادية ومعنوية إلي "اي اف جي هيرميس قطر". وواصلت الاستثمارات الإماراتية استهدافها للسوق المصرية، بعد إعلان مجموعة "أبراج كابيتال" الإماراتية، عن توقيعها اتفاقًا مع "مؤسسة الاستثمار الخاص لما وراء البحار" (أوبك)، المؤسسة الحكومية الأمريكية المتخصصة بالتمويل والتنمية، بموجبه تلتزم الأخيرة باستثمار 150 مليون دولار فى صندوق، لدعم نمو قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة بمصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. يأتي ذلك، بعد أيام من إعلان مجموعة "أبراج كابيتال" الإماراتية عن اندماج مشترك بين معمل البرج التابع لها ومجموعة معامل المختبر في صفقة تقدر بنحو 1.27 مليار جنيه، تحت مسمي جديد "شركة التشخيص المتكاملة القابضة" لتشكيل أضخم شركة للتشخيص الطبي بمنطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا. ويستثمر الصندوق، الذي يطلق عليه اسم "ريادة لتطوير المؤسسات" ويبلغ رأسماله 400 مليون دولار، في مجالات المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتديره شركة "أوريوس كابيتال" الذراع الاستثمارية لأبراج فى مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد تحدث في خطابه الذي ألقاه في جامعة القاهرة عام 2009، عن عزم الحكومة الأمريكية إطلاق صندوق جديد لدعم مشاريع التنمية التكنولوجية في بلدان العالم الإسلامي، وأصدرت "أوبك" في وقت لاحق من ذلك العام دعوة لتقديم مقترحات لتأسيس صناديق للتكنولوجيا والابتكار بما ينسجم مع تعهد الرئيس أوباما. وقالت أبراج: "نحن علي قناعه تامة بأن قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الذي لا يزال يعاني شحاً واضحاً في رأس المال، ويسهم بدور محورى بدعم مسيرة التنمية الاقتصاديّة وتوفير فرص العمل؛ وفي حين قمنا مؤخرًا بالاستثمار في 15 من المشروعات الصغيرة والمتوسطة علي امتداد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ضمن العديد من القطاعات ذات القيمه المضافة بما فيها مشروعان بمصر.