تقوية جهاز المناعة لمرضى السرطان يعد أمرا بالغ الأهمية، خاصة أثناء حصولهم على جرعات الكيماوي التي تتسبب في ضعف عمل الجهاز بشكل مؤقت، مما يشكل خطرا عليهم، وزاد الخطر في ظل انتشار جائحة كورونا، التي يجب أن يحمي فيها المريض نفسه ويبتعد عن كافة مسببات العدوى. استمرار حصول مريض السرطان على جرعات الكيماوي أثناء إصابته بفيروس كورونا، هو بمثابة تدمير للجهاز المناعي. توجهت "بوابة الأهرام" للأطباء، من أجل تقديم النصيحة لمريض السرطان أثناء حصوله على جرعات الكيماوي حتى يتجنب أضرار فقد المناعة. في البداية قال الدكتور عماد شاش، استشاري علاج الأورام ومدير مستشفى أورام سرطان الثدي بمعهد الأورام جامعة القاهرة، إن مرضى السرطان ممن يحصلون على علاجات كيميائية أو علاجات مناعية، هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات أكثر من «كوفيد-19» لضعف المناعة، ويرجع هذا إلى عدم اتباع النصائح الطبية العامة، سواء من المريض أو من المرافقين للمرضى الذي يتحولون إلى عامل أساسي في نقل الإصابة بفيروس كورونا لمريض السرطان نظرا لعدم الحفاظ عليهم. وأضاف «شاش»، أن من تم شفاؤه من السرطان أو ممن لديهم متابعات، مثلهم كباقي عوام الشعب الذي قد تعود لهم الإصابة مرة أخرى في حال عدم اتباعهم النصائح الطبية، أما المرضى الذين حصلوا على علاج كيميائي أو في مرحلة إجراء جراحة لهم أو غيرهم ممن يحصلون على علاج مناعي أو علاج موجه، هؤلاء تزداد لديهم المضاعفات، خصوصا أن ما بين الحصول على جرعات الكيماوي وبعضها تنخفض المناعة. واتفق الدكتور سامي زكي، عضو اللجنة العلمية بلجنة كورونا مع الرأي السابق، حيث قال إن مرض السرطان وجرعات الكيماوي يتسببان في ضعف الجهاز المناعي، لذلك مرضى السرطان من أكثر الفئات عرضة للإصابة بفيروس كورونا، لذلك هم أشد احتياجا لاتباع كافة الإجراءات الاحترازية، لكن على الجميع أن يتبع كافة إجراءات الحماية وخاصة من لديهم ضعف في الجهاز المناعي، حيث إن فيروس كورونا المستجد هو فيروس جديد على الجهاز المناعي لجسم الإنسان، ومهما كانت شدة الإصابة به إلا أن الجهاز المناعي لا يتعرف عليه، هنا الفيروس يقبل أن يظهر في مراحل متعددة من الإصابة تبدأ من الأدوار البسيطة والتي قد تكون بدون أعراض، أو مصحوبة لأعراض بسيطة، وقد تصل إلى أعراض شديدة تؤثر على الجهاز التنفسي مما قد يتطلب وضع المريض على أجهزة التنفس الصناعي، وقد تصل إلى الوفاة في بعض الحالات، وكل هذه المراحل تتوقف على مدى نشاط الفيروس داخل جسم الإنسان وهو الذي يحدده الجهاز المناعي . وتابع عضو اللجنة العلمية: " نظرا لضعف الجهاز المناعي لدى مريض السرطان الذي يحتاج إلى اتباع كافة الإجراءات بشكل خاص بل وأكثر تشددا، ينبغي عليه أن ينفذها بدقة متناهية وبطريقة أشد من أي إنسان آخر، ومنها عدم التواجد في الأماكن المغلقة والمزدحمة ومراعاة البعد الاجتماعي، ومراعاة المسافات مع الآخرين، وارتداء الكمامات، والأفضل أن يرتدي درع الوجه "face shield" كاملا مع الكمامة، بهدف حجز الأغشية المخاطية للعين عن الرزاز المبخر في الهواء، وعدم ملامسة الأسطح مع استخدام كافة وسائل المطهرات والتعقيم، ومراعاة عدم استخدام المواصلات العامة، حيث لا يراعى بها وجود مسافة متر أو مترين بين كل شخص، لذلك على مريض السرطان استخدام مواصلات خاصة لحمايته، لذلك يفضل أن يسير على الأقدام إذا كان المكان قريبا منه حتى يتلاشى التزاحم. تقوية المناعة على مريض السرطان أن يهتم بتقوية مناعته هذه هي المسئولية التي أسندها الدكتور سامي زكي، وأشار إلى أنها تتم من خلال حصول مريض السرطان على قسط وافر من الراحة والنوم، مع اهتمامه بالقيام ببعض التمارين الخفيفة من 10 إلى 15 دقيقة يوميا، على أن تتناسب مع قدرته وصحته لتجديد الدورة الدموية ومن الأفضل أن تزداد فترة الحركة والتمارين، وأن يعتمد على التغذية الصحية من الخضروات والفاكهة وأن يحصل على فيتامين "سي" ومواد الأكسدة من المواد الطبيعية، مع الاهتمام بالحصول على الفيتامينات التعويضية مثل فيتامين "د" وفيتامين "ب" بجانب حصوله على علاجه الأساسي لأن معظم مرضى السرطان لديهم نقص في بعض المكونات الأساسية في جسم الإنسان، وإذا حدثت له أي أعراض أو أي اشتباه عليه إبلاغ الطبيب المعالج مباشرة لوقف الكيماوي حتى يتم التأكد من وجود إصابة أم لا، لأن الكيماوي يضعف الجهاز المناعي أكثر، وقد يكون الفيروس ضعيف لديه وعند استمرار حصوله على الكيماوي يتفاقم الفيروس وتزداد الإصابة، لذلك عليه إخبار الطبيب المباشر بحالته باستمرار، لكي يتخذ الطبيب كافة الإجراءات التأكيدية لحالته واتخاذ الإجراءات التي تناسبه. وأكد أن مريض السرطان يجب أن يهتم بالحصول على لقاح فيروس كورونا أكثر من أي شخص أخر رغم أن استجابته للتطعيم قد تكون ضعيفة لكنه أولى أن يحصل عليه لحمايته، وأن يخبر الجهة التي سيحصل منها على التطعيم بأنه يحصل على جرعات كيماوي لكي يتم إعطاؤه نوع اللقاح الذي يتناسب مع حالته.