أول نجم عالمي من العالم الثالث؛ حيث بيع له أكثر من 20 مليون أسطوانة، هو سفير موسيقي الريجي، عُرف بادائه الحساس، وإيمانه القوي بحركة "الراستافارية" وظهر هذا بشكل واضح في أغانيه.. إنه النجم العالمي بوب مارلى. وُلِد روبرت نيستا مارلي في 6 فبراير 1945م في ناين مايل بجامايكا، والده نورفال سنكلير مارلي إنجليزي عمل مشرفًا في مزرعة، ووالدته سيديلا بوكر من جامايكا تعمل مغنية وكاتبة أغاني، التحق بمدرسة ستيبني في سانت آن باريش، توفى والده لفشلٍ في القلب وهو في العاشرة من عمره، فانتقل ووالدته إلى حي ترنش تاون أحد أفقر أحياء المدينة، إلا أن الحي ساعده في حبه للموسيقى من خلال بعض الفنانين المحليين والأغاني الأمريكية التي تذاع في الراديو. تعاون مع صديقه الوحيد في المدرسة نيفيل ليفينجستون "والذي اشتهر فيما بعد باسم بوني ويلير" في مجال الموسيقى، وجذب بوب الجيتار وتعلمه كما عمل على تحسين قدراته الغنائية، و شكلا في عام 1963م فرقة مع أصدقائهما، بيفيرلي كيلسو وجونيور بريثويت وبيتر توش اشتهرت باسم ويليرز " The Wailers"، واشتهرت أغانيهم وانتجوا عدة ألبومات غنائية. انفصل أعضاء الفرقة واتبع كل منهم طريقه الخاص. في 10 فبراير 1966 انتقل إلى الولاياتالمتحدة حيث تقيم والدته، وظل هناك ثمان أشهر ليعود إلى جاميكا، وأعاد تشكيل الفريق وفي نفس الوقت بدأ استكشاف جانبه الروحي وأبدى اهتماماً متزايد بالحركة الراستافارية، وهي حركة دينية اجتماعية نشأت في جامايكا في ثلاثينيات القرن الماضي واستمدت معتقداتها من العديد من المصادر، بما في ذلك القومي الجامايكي ماركوس جارفي ، والعهد القديم وتراثهم وثقافتهم الإفريقية، ليتحول إليها من الكاثوليكية في 1966، وغرس طقوس الحركة والثقافة في موسيقى الريجي، كما أنّه استخدم الماريجوانا، واستمر في استخدامها رغم اعتقاله مرةً لحيازته هذا المخدر. تعاون مع مغني البوب جوني ناش لبعض الوقت في أواخر الستينيات، وحققا معاً نجاحاً عالمياً، واستطاع بوب وفريقه ويلرز الحصول على عقود عالمية خلال فترة السبعينيات، واستطاع ان تتصدر أغنيته "قتل المأمور" قائمة الأغنيات بالولاياتالمتحدة في عام 1974م، وأصدر اغنية "الحرب" والتي أخذ كلماتها من خطاب هيلا سيلاسي ، الإمبراطور الإثيوبي في القرن العشرين والذي يُنظر إليه على أنه نوع من القادة الروحيين في الحركة الراستافارية، وتعتبر الأغنية صرخة معركة من أجل التحرر من الاضطهاد، تناقش الأغنية إفريقيا جديدة، واحدة بدون التسلسل الهرمي العرقي الذي فرضه الحكم الاستعماري. كان له نشاط سياسي ف-يد الحزب الوطني الشعبي، وتعرض لمحاولة اغتيال في 1976 أثناء تدريبات الفرقة قبل يومين من حفلته في الحديقة الوطنية، وأصيب وزوجته ببعض الرصاص ولكن إصابته لم تكن خطيرة، وغادر البلاد فور انتهاء الحفل، وعاش في لندن بإنجلترا. سافر في أول رحلة إفريقية في عام 1978 وزار فيها كينيا وإثيوبيا، كما شارك في حفل استقلال زيمبابوى 1980. رُزِق مارلي بثلاثة أطفال، كاديلا، زيكي، وستيفن، كما تبنى وزوجته أطفالاً أخرين. شُخّص مارلي بالإصابة بسرطان الميلانوما في عام 1977م، وهو نوع من سرطانات الجلد المستعصية، وجرب علاج غير تقليدي في ألمانيا، استغرق الأمر أربع سنوات حتى انتشرَ المرض، وسرعان ما تدهورت حالته الصحية وتوفي في مستشفى بميامي في 11 مايو 1981م. أُجريت لع مراسم جنازة حضرها رئيس الوزراء إدوارد سيجا في جامايكا، ودُفن في كنيسة ناين مايل في مسقط رأسه، وشارك في حفل تأبينه الذي أقيم في ناشونال أرينا في كينجستون أكثر من 30 ألف شخص. صدر ألبوم بعد وفاته في عام 1983 وضم أغنية جنود بافلو، كما نُصبت التماثيل له في كينجستون بجامايكا، وفي قرية باناتسكي سوكولاك في صربيا، وتُقام العديد من المهرجانات في جميع أنحاء الهند لإحياء ذكرى أعماله. صدر فيلم "مارلي" في عام 2012 من إخراج كيفين ماكدونالد، مُنِح فنان الريجي الجمايكي المشهور جائزةً من الأممالمتحدة بعنوان "ميدالية السلام في العالم الثالث"، من 1976 إلى 1981م، و"وسام الاستحقاق الجامايكي" من حكومة البلاد، كما مُنح بعد وفاته العديد من الجوائز، بما في ذلك "جائزة جرامي لإنجازات مدى الحياة في 2000، ودخل اسمه قاعة مشاهير الروك أند رول وله نجمة على ممر المشاهير في هوليوود.