تبذل الدولة جهودا كثيفة لتوفير لقاح فيروس كورونا للمواطنين بالمجان، داخل عدد كبير من المراكز الطبية المنتشرة في كل أنحاء البلاد، والتي يقبل عليها المواطنون، فضلًا عن توفير الخط الساخن "15335" لوزارة الصحة، بهدف أن تتيح للمواطن الاستفسار كيف يحصل على اللقاح، مع توفير موقع للتواصل وتسجيل البيانات عبر الإنترنت، إلا أن كل نجاح وجهد تقف أمامه بعض الشائعات التي تعوقه وتمنع حجب الرؤية عن مميزاته، هذه الشائعات إذا لم يتم التصدي لها، نظرًا لما تحويه من معلومات مغلوطة ستصبح عائقا أمام كل إنجاز وتجعل البعض يتردد في الحصول على اللقاح. الشائعات التي تخرج دائمًا من أشخاص ذات أهداف خبيثة، لا تعي سوى تعطيل المسيرة، خاصة بعد اطمئنان الكثير من المواطنين وزيادة إقبالهم على لقاح فيروس كورونا، خاصة بعد رؤية كبار المسئولين في الدولة أثناء حصولهم على اللقاح، إذ طالب الخبراء بأن تستمر الدولة في التوعية من خلال أكبر عدد من الوسائل سواء الإعلامية أو الشعبية، بهدف حماية المواطن والدولة من خطر ترديد الشائعات، حتى لا يترك المواطن أسيرا لها، خاصة أن مصادر تلك الشائعات تظل مجهولة، بدون سند طبي أو مرجع علمي متخصص ، وبذلك تتحول إلى شائعات تضر بالصالح العام . وترصد «بوابة الأهرام» آراء الخبراء بشأن التغلب على تلك الشائعات، ومعرفة تأثيرها السلبي وطرق القضاء عليها، بشأن ما يشاع حول لقاح «كوفيد 19»، لإنقاذ المواطنين من السقوط فريسة لهذه المعلومات المغلوطة. تحفيز المواطن يقول الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية إن الشائعات التي تتردد حول أضرار لقاح كورونا، تحتاج عند مواجهة جائحة كورونا واكتشاف لقاحات جديدة، سرعة الانتشار حول المواطن في كل مكان، بحيث لا يكون الدور مقتصرا على إعطاء اللقاح في المستشفيات ومنافذ الصحة العامة فقط، لكن يفضّل وجود حملة توعوية، يراعى فيها البعد النفسي لتحفيز المواطن، للإقبال على اللقاح مع عمل حملة شعبية يستعان فيها بالمطربين الشعبيين المحببين، مثلما كان يحدث في حملات سابقة لتقدم توعية وإرشادا باستمرار بهدف القضاء على الشائعات، التي تصدر بدون وعي لمن يشيعها، وأن يتم تجهيز المستشفيات بكل الأساليب الجاذبة للمواطن مثل الأناشيد الوطنية، من أجل تحفيز المواطنين والإقبال على التطعيم بلقاح كورونا، لرفع الروح المعنوية والنفسية، لتحدث الاستجابة بشكل أسرع لتلقي اللقاح. وتابع هندي، «يجب أن نحذر عند ظهور اللقاحات من الحملات المضادة من أعداء الوطن، مسخرين فيها كل ما يضر بحملة لقاح فيروس كورونا، ومن الطبيعي عند الحفاظ على صحة المواطن سيواجه الوطن حملة مضادة، تستنفر بعض الأنماط الشخصية في المجتمع مثل الشخصيات المستهترة، ومن لديهم عقدة الاضطهاد، والشخصية شبه الفصامية، ومع طبيعة الحال سنجد فئة مقاومة للتغيير، يرددون عبارات جاهلة حول الموت والجينات الوراثية وغيرها بدون علم، لذلك لابد من مواجهة هؤلاء من خلال رفع الحالة المعنوية لدى المواطنين، وإحداث التفاف وطني حول ضرورة الاهتمام باللقاح، مع الاستعانة بالقيادات الشعبية المحببة في القرى والنجوع، لكي يتم تحفيز المواطنين، وكذلك الاستعانة بالمؤسسات الرسمية، لدورها في عمل حملة الملصقات والشعارات لتحفيز المواطنين، وأن ينشط دور الزائرة الصحية، للتوعية لإحداث حراك مجتمعي ضد الشائعات، والتحفيز للحالة النفسية لدى المواطن لكي يقبل على اللقاح وهو مطمئن، للقضاء على هذه الشائعات وعلى أي حرب مضادة، حتى لا يحدث انخفاض في العدد التي تستهدفه الدولة في حصوله على اللقاح». وللقضاء على الشائعات التي تثار حول لقاح فيروس كورونا، قال «هندي»: «هنا الدولة يجب ألا يقتصر دورها على جلب اللقاح، لكن عليها تهيئة المواطنين من الناحية النفسية وتحفيزهم معنويا، مع رفع استعداد الدولة وتأهبها الأقصى في تناول اللقاح والترويج له بصورة إيجابية، لمنع استمرار مروجي الشائعات والمستهدفين للوطن ومصالحه، ويحب أن نضع كل ذلك امام أعيننا عندما نطرح اللقاح في السوق المصري لأول مرة، لأن رفع وتقوية الحالة النفسية للمواطنين، تؤثر على قدرة الإنسان على الاستجابة للأدوية واللقاحات أو العقاقير وارتفاع معدل الاستشفاء، وهذا يعود إلى أن الإنسان كلما كانت حالته المعنوية مرتفعة، وكلما كان لديه تحفيز داخلي وإيمان حقيقي باللقاح وأثره في سرعة الاستشفاء، كلما زادت معدلات الصلابة النفسية لدى الفرد، وأفرز كرات دم بيضاء أكثر في الدم، وبالتالي تقوي جهاز المناعة مما يساعد اللقاح على مجابهة الفيروس للقضاء عليه». أسباب نشاط الشائعة أكد الدكتور إسماعيل الشرنوبي، مدرس مساعد بكلية إعلام جامعة الأزهر، «أن الشائعات دائما لها تأثير سلبي على المجتمع، وأخطرها الشائعات الجاهلة التي تروج في السوشيال ميديا، حول لقاح كورونا بدءا من شائعة أن لها آثارا جانبية رغم أنها أعراض مؤقتة، فهي كلمة تردد بشكل سلبي رغم أنها ليس لها سند وليس لها تفسير علمي ، لذلك جعلت الكثير يبني عليها معلومات مغلوطة، وتنشط هذه الشائعة عندما تغيب المعلومة عن الرأي العام، فتتحول هنا الشائعة إلى ضرر مبالغ فيه على المجتمع». حملات رمضانية وشدد «الشرنوبي» على ضرورة أن يتم استغلال شهر رمضان، لعمل حملات توعية أكثر حول لقاح فيروس كورونا، خاصة أن كل الأسر تتجمع في وقت معين أثناء الإفطار والسحور، وفي هذا الوقت من التجمعات الأسرية يتم تكثيف الحملات في التليفزيون، حول أهمية اللقاح لاستغلال فرصة التجمعات الرمضانية، وإغراقهم بالمعلومات والتوعية بما يتردد في الشائعات، وتقديم الرد والمعلومات الصحيحة للرد على الشائعات ببيانات واقعية وحقيقية وإحصاءات، حتى تختفي الشائعات، لانه في حالة عدم الرد على الشائعات وغيابها عن الرأي العام ستجد الشائعة مسارها في الانتشار ويسهل تفاعل المواطنين معها. وفي نفس السياق، أضاف أنه فضلا مع انتشار الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تعتبر أسرع من وسائل الإعلام التقليدية، يتطلب حملة أخرى على السوشيال ميديا ، لمواجهة ما يقدم من معلومات مغلوطة تضر بالمجهود الكبير الذي يبذل من أجل الحفاظ على صحة المواطن، حيث لدينا 45 مليون مستخدم على الفيس بوك في مصر، وهذا جمهور كبير يتلقون معلومات، لذلك لابد من وجود حملات من أجلهم على السوشيال ميديا. وتابع أنه لابد من وجود حملات توعية في الشوارع، بتكاتف عدد من الوزارات ومن بينها وزارة الأوقاف، لما لها من خلال المساجد، للوصول لأكبر عدد من المواطنين البسطاء التي لا تمتلك رفاهية التليفزيون أو السوشيال ميديا، بهدف التوعية، وكذلك الاستمرار في عرض فيديوهات وصور للمسئولين أثناء حصولهم على اللقاح، لانها وسيلة تمنع التشكيك في اللقاح، وبالتالي يزداد الإقبال على اللقاح بعد اطمئنان المواطنين، والتصدي للشائعات والخوف ويبدأ التعامل مع لقاح كورونا كما يتم التعامل بشكل عادي مع مصل الأنفلونزا.