أكد نيلسون كوزمى سفير أنجولا بالقاهرة أن بلاده تمتلك ثروة اقتصادية هائلة، خاصة فى مجالات التعدين، والاكتشافات البترولية كالغاز، والبترول، فضلا عن الماس والطاقة الكهرومائية والزراعة والثروة السمكية، ويمكن أن تستفيد مصر من خبراتها فى هذه المجالات، وأن تكون هناك فرص لتطوير التجارة والاستثمارات بين البلدين، وفى المقابل تتطلع بلاده للاستفادة من خبرة مصر فى مجال التدريب الفنى والعلمى والكهرباء والصناعات الدوائية. وأعرب السفير الأنجولى عن سعادته بزيادة قدرة القطاع الخاص والعام فى مصر على التعاون مع نظرائهم فى أنجولا لتوسيع مجالات التعاون بين الجانبين، وفى هذا الإطار، لفت أيضا إلى وجود شركة مصرية بالعاصمة لواندا تعمل على إنتاج وتوزيع الكهرباء، وتقدر استثماراتها ب500 مليون دولار، مشيرا إلى تطلعه إلى مزيد من التعاون مع مصر فى التصنيع والتدريب، مؤكدا أن بلاده منفتحة على الاستثمارات الأجنبية، وبالتالى ترحب بالوجود المصري، ومستعدة لنقل خبرتها فى مجال التنقيب عن الغاز والبترول مثلما حدث مع نيجيريا. وأعلن السفير أيضا عن قرب انعقاد اللجنة الثنائية المشتركة بين البلدين العام الحالى، بناء على الاتصالات والمشاورات السياسية بين رئيسى البلدين، حيث اتفق الرئيس عبدالفتاح السيسى وجوا لورينسو خلال لقائهما إبان انعقاد قمة الاتحاد الإفريقى على رغبتهما فى تعزيز وتوسيع مجالات التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات. وأضاف السفير أن منطقة التجارة الإفريقية الحرة التى تبناها الاتحاد الإفريقى العام الماضى تعد فكرة نبيلة وفرصة لتطوير التعاون «جنوب جنوب» ولدعم التجارة على مستوى القارة لايجاد فرص للصادرات الإفريقية، خاصة بعد تصديق 33 دولة إفريقية عليها حتى الآن. وعن تأثير جائحة كورونا على الاقتصاد فى أنجولا، كشف السفير كوزمى عن أن الوباء تسبب فى حدوث أزمة اقتصادية غير مسبوقة على المستوى العالمى فى فترة قصيرة، حيث تشير التقديرات الأولية إلى أن انخفاض التجارة العالمية فى السلع يتجاوز 35%، بينما انخفاض تدفقات الإيرادات السياحية يتجاوز 500 مليار دولار، وفى الطيران التجاري، يقدر الانخفاض بنحو 70 مليار دولار. ولفت السفير الانتباه أيضا إلى عمليتين وثيقتى الصلة بالموضوع، أولاها تنامى حالة عدم اليقين والمخاطر المتصورة من جانب الوكلاء الاقتصاديين، مما يؤجج الآثار والعواقب المترتبة على هذه الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، والثانية أن العالم الناشئ، الذى دخلت إليه دول فى قارتنا، وكان يعد فى الوقت الحالى أقل معاناة من الجائحة، بدأ هو الآخر فى المعاناة بشكل أكبر، مع تفاقم الأزمة، وذلك من خلال تشكيل تحالف سلبى بين الحد من أسعار صادرات هذه الدول الرئيسية والمواد الخام والمواد التى لم تتم معالجتها إلا قليلا، مدعومة بانخفاض الطلب الناجم عن العجز. وأضاف أنه اعتبارًا من سبتمبر من العام الماضي، سجلت القارة الإفريقية أكثر من 1٫3 مليون حالة إصابة مؤكدة بفيروس «كوفيد 19» ونحو 3300 حالة وفاة، مما يمثل 4٫5% من جميع الحالات المبلغ عنها فى جميع أنحاء العالم. وأشاد السفير بالإستراتيجية القارية الإفريقية المشتركة لمواجهة الجائحة، والتى جسدت التعاون والتآزر وتنسيق المعلومات بين البلدان الإفريقية، التى اعتمدها الاتحاد الإفريقى ومنظمة الصحة العالمية فى فبراير الماضي، مشيرا إلى أن هذه الإستراتيجية أحرزت نتائج مشجعة، وكان الهدف منها الحد من انتقال الوباء فى الدول الأعضاء، والحد من الأمراض الخطيرة والوفيات الناجمة عن الإصابة بهذا المرض فى الدول الأعضاء، فضلا عن الحد من الاضطرابات الاجتماعية والعواقب الاقتصادية الناجمة عن الوباء وتقليلها. وكشف نيلسون كوزمى عن أن الخبرات المكتسبة فى إدارة الأوبئة الأخرى كالإيبولا والحمى الصفراء التى تعرضت لها القارة فى سنوات سابقة ساهمت كثيرا وبصورة إيجابية فى الطريقة التى تتعامل بها السلطات الصحية مع هذا الوباء، على عكس باقى القارات. وأشاد السفير فى هذا الإطار أيضا بالمساعدات التى قدمتها مصر لنحو 20 دولة لمواجهة هذه الجائحة، مشيرا إلى أنها لفتة إنسانية من الرئيس السيسى تثبت مجددا تضامن مصر مع أشقائها الأفارقة. من ناحية أخري، أشار كوزمى إلى أن أنجولا وكما يحدث مع دول أخرى فى العالم تحاول التعايش مع الآثار الناجمة عن تلك الجائحة، وتحاول إنعاش النشاط الاجتماعى والاقتصادي، موضحا أن البيانات حتى الآن تشير إلى أكثر من 16 ألف حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا فى أنجولا وحدها، مع تعافى 9729 حالة، و393 حالة وفاة، وذلك منذ اكتشاف الحالة الأولى فى أواخر مارس من العام الماضي. وتابع قائلا إن «كوفيد 19» أجبر جميع البلدان فى العالم على البدء فى تعظيم مواردها للتخلص التدريجى من تبعات هذا الوباء غير المرئى والقاتل، موضحا أنه كان يتعين على أنجولا مثلا إنشاء العديد من مشروعات البنى التحتية من الصفر. وكشف السفير فى ختام حديثه عن أن بلاده تتوقع الحصول على 10 ملايين جرعة من اللقاح بحلول فبراير المقبل، على أن يتم التطعيم على مراحل لاحقا لتشمل نحو 30 مليون شخص. سفير أنجولا بالقاهرة خلال لقاء سابق مع شريف عيسى مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية سفير أنجولا بالقاهرة خلال لقاء سابق مع شريف عيسى مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية