من المتوقع أن يشهد عام 2021، استمرار مساعى قوى فضائية كبرى، مثل أمريكا، والصين، والإمارات العربية المتحدة، لسبر أغوار الهدف المنشود دوما فى هذا المجال، وهو « المريخ» أو « الكوكب الأحمر». ويحركهم فى هذا المسعى أملا فى تأسيس مستعمرات فضائية مستقبلية، وفى مسار مواز، تكشف الأجندة الفضائية ل 2021، عن استمرار مساعى روسياوالهند فى إطلاق رحلات جديدة نحو القمر. ومن أهم الفاعليات على أجندة 2021 الفضائية، ما يلي: أول مهمة عربية إلى المريخ: تكشف أجندة العام المقبل، عن إتمام أول مهمة تقصد المريخ، من قبل دولة عربية وإسلامية، هى دولة الإمارات العربية المتحدة، التى سبق أن أرسلت مسبارا دون طيار- مسبار الأمل- فى صيف عام 2020، وكانت جامعة الدول العربية قد أنشأت وكالة الفضاء العربية، برئاسة دولة الإمارات، وهى وكالة تعمل بطريقة مشابهة لوكالة الفضاء الأوروبية، وقد استثمرت الإمارات، منذ عام 2014 نحو 20 مليار درهم، فى قطاع الفضاء، مع إنشاء، وكالة فضاء وطنية، هى وكالة محمد بن راشد للفضاء. وقتها قال سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم إمارة دبي:» إن المهمة ستثبت أن العالم العربى لا يزال قادرا على تقديم مساهمات عملية للإنسانية». وسوف يتزامن وصول مسبار الأمل، إلى المريخ، فى فبراير المقبل، مع الذكرى الخمسين، لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة. كانت الإمارات قد أطلقت المسبار المدارى، من اليابان، بتكلفة 200 مليون دولار، مع شركاء فى الولاياتالمتحدة، وهو أول مهمة عربية بين الكواكب تمت فى 19 يوليو من عام 2020.ومن بين أهدافه، إنتاج أول خريطة عربية عالمية لطقس المريخ، على مدار الأيام والفصول، وسيستمر العمل لمدة عام مريخى، أى أقل من عامين على الأرض. روسيا تتجه إلى القمر ستكون المركبة الروبوتية -«لونا-25»- أول مهمة روسية تتجه إلى القمر منذ عام 1976، وتشمل مركبة الهبوط القمرية تسعة أجهزة لدراسة تركيبة وبنية الثرى القطبى المدارى والغلاف الخارجى للبلازما والغبار المحيط بالقطب الجنوبى للقمر، وخصائصه الكيميائية والفيزيائية. ولم ترسل من قبل أى مركبة فضائية إلى تلك المنطقة التى تعتبر مجالا للقواعد القمرية المستقبلية، ومن المتوقع اطلاقها، أكتوبر 2021. وستكون « لونا 25» افتتاحية لإعادة تنشيط البرنامج الروسى لاستكشاف القمر. «ناسا» وهبوط «العزيمة»: ضمن خطة أمريكية طموح حملت عنوان « المريخ 2020»، تم إطلاق المركبة «بيرسيفرانس» أو «العزيمة» التى أطلقتها وكالة ناسا فى يوليو الماضى، لتستهل رحلة لمدة سبعة أشهر وجهتها الى «الكوكب الأحمر». وهدف المركبة التى تم تصميمها فى حجم سيارة صغيرة، تقصى آثار ما يفترض أنه أوجه لحياة سابقة على كوكب المريخ، ومن المقرر أن تصل « العزيمة»، إلى وجهتها فى فبراير 2021، لتهبط على سطح فوهة المنطقة المعروفة ب «جيزرو» على المريخ، والتى أثبتت الأبحاث السابقة أنها منطقة تضم بقايا بحيرة ودلتا نهرية تكونت منذ مليارات الأعوام.. ومن المنتظر أن تقوم المركبة الآلية العاملة بفعل الطاقة النووية بجمع وتخزين بيانات 20 عينة من المريخ، لحين العودة إلى الأرض. وتعود مهمة ثانية إلى « جيزرو»، فى 2026، وذلك لجلب عينات خاصة لإخضاعها لدراستها هذه المرة على الأرض. الصين والزيارة الأولى خلال العقدين الأولين من القرن ال 21، حققت سلسلة من المسابر الصينية نجاحا كبيرا فى استكشاف المريخ، وذلك منذ إطلاقها عام 2009، بالشراكة مع روسيا. وذلك حتى كان تحطم المركبة الفضائية الصينية- الروسية، «ينجو-1» فى يناير 2012. وبعدها بدأت الصين، مشروعها المستقل الخاص بالمريخ، الذى نال الموافقة الرسمية عام 2016. تستهدف مهمة مسبار المريخ الصينى الجديد البحث عن أدلة على وجود حياة حالية أو سابقة. وتم تسمية المركبة «بمركبة المريخ العالمية للاستشعار عن بعد» تم تحديد موعد الإدخال المدارى للمركبة إلى المريخ، فى فبراير 2021، مع تاريخ هبوط سطحى فى، 23 أبريل 2021، والذى من المقرر أن يحدث فى منطقة سبق ان حدد احتواؤها على كمية كبيرة من جليد المياه الجوفية للمريخ. تحمل المركبة المدارية والعربة الجوالة معًا ما مجموعه 12 أداة، بالإضافة إلى رادار أرضى شديد الدقة، والأبحاث الطبوغرافية، وتشتمل المركبة أيضا كاميرا متعددة الطيف للحصول على صور عالية الدقة، ومن المقرر عودة المركبة إلى الأرض عام 2030. الهند وأول رحلة فضائية مأهولة منذ فشل الهند السابق فى الهبوط على سطح القمر، وهى تستعد لإطلاق مهمة فضائية جديدة فى أواخر عام 2021، حيث تخطط منظمة أبحاث الفضاء الهندية، لإطلاق رحلة «غاغانيان»،المأهولة بثلاثة من رواد الفضاء إلى سطح القمر، لتدور كبسولتها حول الأرض، على ارتفاع 400 كيلومتر، لسبعة أيام، فى مركبة صغيرة. الصاروخ الذى ستستخدمه الهند، هو نوع مختلف من المراكب الفضائية، يحمل كبسولة ذاتية التحكم، قادرة على الالتحاق بالمحطات الفضائية والمنصات المدارية الأخرى، وقد بلغت تكلفة المشروع نحو 2.67 مليار دولار، ومن المميز لبرنامج الفضاء الهندى، أنه يعتمد على أساس ما يسمى، بالتكنولوجيا المنخفضة التكاليف. الإمارات إلى المريخ.. وروسياوالهند تتنافسان على القمر