«تعليم الفيوم» تعلق على فيديو طرد طالبات الثانوي العامي بسنورس    أحمد راغب: دعوة الرئيس السيسي لعقد الحوار الوطني حكيمة وذكية واستباقية    ارتفاع سعر الريال السعودي بالبنوك في ختام تعاملات اليوم 23 سبتمبر    سفير الاتحاد الأوروبي: توقيع برنامج لإنهاء الهجرة غير الشرعية إلى مصر بمليارات الدولارات قريبا    محافظات ومدن جديدة.. تفاصيل منظومة إعادة تدوير مخلفات البناء والهدم    وزير الخارجية يلتقي نظيره الكرواتي خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة    مالك روما يقترب من شراء إيفرتون    رسالة خاصة من تريزيجيه ل أحمد فتحي بعد اعتزاله    السجن 3 سنوات لفران اعتدى على ربة منزل بالإكراه في الشرقية    سلامات يا «إيمى»    فتح باب التسجيل للنسخة الثالثة من منتدى مصر للإعلام    الجمهور يهاجم وليد فواز بسبب إيمان العاصي في مسلسل برغم القانون    غادة زين العابدين تكتب: الدواء ليس كأي سلعة    إسرائيل صنعت «البيجر» بنفسها ثم فخخته    دانيا الحسيني: اليوم أسوأ الأيام على لبنان منذ أكثر من 20 عاما    خالد الجندي: بعض الأشخاص يحاولون التقرب إلى الله بالتقليل من مقام النبي    غارة إسرائيلية عنيفة تستهدف محيط مستشفى مرجعيون الحكومي جنوبي لبنان    كاتب صحفي: مشاركة منتدى شباب العالم في قمة المستقبل نجاح كبير    أستاذ فقه يوضح الحكم الشرعي لقراءة القرآن على أنغام الموسيقى    انطلاق ورشة "مدرسة السينوغرافيا" ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية المسرحي.. صور    السيطرة على حريق اندلع بهايبر ماركت في نصر النوبة بأسوان    المفتي يهنئ محمد الجندي بتوليه منصب الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية    لأول مرة.. شراكة بين استادات الوطنية والمتحدة للرياضة واتحاد الكرة لتدشين دوري الأكاديميات    الإعلان عن التشكيل المثالي للجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي.. موقف محمد صلاح    جوارديولا يكشف تفاصيل إصابة دي بروين ومدة غيابه عن مانشستر سيتي    Natus Vincere بالصدارة.. ترتيب اليوم الرابع من الأسبوع الأول لبطولة PMSL للعبة ببجي موبايل    إعلام بنها ينظم ندوة "حياة كريمة وتحقيق التنمية الريفية المستدامة".. صور    تنازل وطلب براءة.. كواليس محاكمة الفنان عباس أبو الحسن | خاص    السجن 10 سنوات للمتهم بتهديد سيدة بصور خاصة بابنتها فى الشرقية    الإحصاء: 21.5 مليار دولار صادرات مصر لأكبر 5 دول بالنصف الأول من 2024    نتيجة تنسيق كلية شريعة وقانون أزهر 2024/2025    "أزهر مطروح" يطلق "فاتحة الهداية" بالمعاهد التعليمية ضمن مبادرة بداية    عاجل - حماس تطالب الجنائية الدولية باعتقال قادة الاحتلال: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في لبنان وغزة    حصوات الكلى: المخاطر وطرق العلاج الممكنة تبعًا لحجم الحصوات    اليوم العالمي للغات الإشارة: هل تختلف بين البلدان؟    رئيس اقتصادية قناة السويس يستقبل وفدًا صينيًّا من مقاطعة "جوانجدونج".. ويؤكد: نعتز بالشراكة الناجحة ونسعي لاستقطاب المزيد    الجيش الإسرائيلي يطالب سكان منطقة البقاع الموجودين داخل أو قرب منزل يحوي أسلحة لحزب الله بالخروج خلال ساعتين    مهرجان مالمو للسينما العربية يعلن عن مواعيد الدورة الخامسة عشرة    تعيين قائم بأعمال عميد "فنون تطبيقية بنها"    قبل XEC.. ماذا نعرف عن متحورات كورونا التي حيرت العلماء وأثارت قلق العالم؟‬    العين الإماراتي: الأهلي صاحب تاريخ عريق لكن لا يوجد مستحيل    تصالح فتاة مع سائق تعدى عليها فى حدائق القبة    وكيل الأوقاف بالإسكندرية يشارك في ندوة علمية بمناسبة المولد النبوي الشريف    وزيرة التنمية المحلية تلتقي بنقيب أطباء أسنان القاهرة    جامعة الجلالة تحصل على الاعتماد الدولي IERS لبرنامج تكنولوجيا العلاج التنفسي    الجيش الأردني يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة محملة بواسطة طائرة مسيرة    وزير الصحة: النزلات المعوية بأسوان سببها عدوى بكتيرية إشريكية قولونية    وزير المالية: فخورون بما حققناه جميعًا.. حتى أصبح البنك الآسيوي أسرع نموًا    زكي القاضي: مشاركة منتدى شباب العالم ب«قمة المستقبل» يصب في صالح برامج التدريب    استقالة موظفى حملة المرشح الجمهورى لمنصب حاكم نورث كارولينا    قطع أثرية مقلدة.. رحلة مباحث القاهرة للإيقاع بعصابة المشاغبين الستة    محافظ المنوفية: مبنى التأمين الصحي الجديد أسهم في تخفيف الزحام والتكدس وصرف الأدوية    شوبير يكشف أسرار عدم انتقال سفيان رحيمي للأهلي.. موسيماني السبب    ضبط تشكيل عصابي نصب على المواطنين في القاهرة    تشييع جنازة اللواء رؤوف السيد بمسجد الثورة بعد صلاة العصر    علي جمعة: ترك الصلاة على النبي علامة على البخل والشح    تفاصيل عزاء نجل إسماعيل الليثي.. نجوم الفن الشعبي في مقدمة الحضور (صور)    حالة الطقس اليوم الاثنين 23-9-2024 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصادر علفية واعدة: الشعير المستنبت بديل جيد للبرسيم والجواركورما والجوجوبا بدائل غير تقليدية
نشر في بوابة الأهرام يوم 24 - 12 - 2020

زراعة 50 م2 تنتج "180 ألف كيلو شعير مستنبت" بما يعادل إنتاج سبعة أفدنة من البرسيم على مدار العام
الشعير المستنبت البديل الوحيد الذى يوفر ما يقارب من 50 % من العليقة المقدمة لحيوانات التسمين
الجواركورما والجوجوبا والكانولا مصادر علفية حديثة
كيفية حساب الاحتياجات الغذائية لعجول التسمين
نظراً لمحدودية الرقعة الزراعية فى مصر والعديد من الدول العربية، فإن المنافسة بين زراعة محاصيل الحبوب والبقوليات، التى يتغذى عليها الإنسان ومحاصيل الأعلاف التى تتغذى عليها الحيوانات، أصبحت تمثل مشكلة كبيرة خاصة فى ظل الزيادة فى عدد السكان، ولمواجهة هذه الأزمة اتجهت الحكومات لاستيراد الحيوانات الحية واللحوم المبردة والمجمدة من الدول التى بها فائض من الحيوانات، سواء من دول جنوب إفريقيا مثل (الصومال، إريتريا، إثيوبيا، السودان) أو من بعض الدول الأوروبية.
ويعتبر نقص الموارد العلفية من المعوقات الأساسية فى تنمية وتطويرالإنتاج الحيوانى، وتشير العديد من الدراسات إلى أن الحيوانات الزراعية لا تحصل على احتياجاتها الغذائية اللازمة لإظهار كفاءتها الإنتاجية الحقيقية، الأمر الذى أدى إلى تدهور إنتاجيتها.. لذا تم بذل الجهود العلمية والبحثية للتغلب على هذه المشكلة التى سنعرضها من خلال هذا الموضوع.
الأعلاف غير تقليدية
فى البداية يقول الدكتور فاروق أمين السيد الباحث بمعهد الإنتاج الحيوانى، أن توفير الموارد العلفية ضرورة حتمية للنهوض بالثروة الحيوانية، وأن أفضل وسيلة لتحقيق هذا الهدف هو عمل خطة للاستفادة من بعض النباتات غير التقليدية التى تزرع فى مصر، لاستخدامها فى تصنيع الأعلاف، مثل نبات الجواركورما والجوجوبا والكانولا، وكذلك المخلفات الزراعية، وهى موجودة بكميات كبيرة ومن أهمها الأتبان والأحطاب وقش الأرز وعروش الخضراوات، حيث تشير الدراسات إلى أن هذه الكميات من المخلفات سوف تغطى بكفاءة العجز فى الموازنة العلفية لغذاء الحيوانات، وذلك بعد معاملتها ميكانيكياً، أو طبيعياً، أو كيميائياً، أو بيولوجياً لرفع قيمتها الغذائية، ثم استخدامها كأحد مكونات الأعلاف الحيوانية، كما يمكن رفع القيمة الغذائية لاستهلاك هذه المواد باستخدامها مع الإضافات مثل المغذيات السائلة المحتوية على المولاس مع اليوريا أو باستخدام قوالب المولاس.
ويضيف بالنسبة للأعلاف غير التقليدية وهى استغلال مخلفات المحاصيل الزراعية بطرق أفضل فى تغذية الحيوان، كان لمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى العديد من الدراسات البحثية فى هذا المجال أهمها، الاستفادة من معاملة الأعلاف الخشنة بمحلول اليوريا فى تغذية الحيوانات، وهى تقنية بسيطة يستطيع أى مزارع أن يقوم بها دون الحاجة إلى وحدات تصنيعية إضافية، والتى ثبت من نتائج تطبيقها على مدى سنوات طويلة فى مواقع مختلفة ولدى شرائح متعددة من المربين جدوى استخدامها، حيث نتج عنها إثراء المحتوى الآزوتى لهذه المخلفات، مما تسبب فى زيادة كمية المأكول اختياريا بواسطة الحيوان من هذا المخلف المعامل بنسبة تراوحت بين 20 – 60 %، ووصلت النسبة فى بعض الحالات إلى 100%، بالإضافة إلى ارتفاع القيمة الغذائية للمخلفات المعاملة بنسبة تراوحت بين 20 – 30 % نتيجة لمضاعفة نسبة البروتين وكسر الروابط بين اللجنين والسيليولوز.
وأوضح: ولإجراء المعاملة فإن المخلفات الحقلية يتم تقطيعها بواسطة ماكينة الدراس العادية، ثم ترص فى طبقات وترش كل طبقة بمحلول اليوريا المحضر (لكل 100 كجم تبن أو قش أو حطب يحتاج إلى 4 كجم يوريا يذاب فى 50 لتر ماء)، ثم يتم كبس المخلفات المعاملة بالأرجل، وتغطى هذه الكومة المعاملة بالبلاستيك حتى تمنع تسرب غاز الأمونيا الذى سيتكون من تحليل اليوريا، وتترك الكومة مغطاة تماماً لمدة 2 - 3 أسابيع، ثم يرفع الغطاء من مكان أخذ العلف المعامل، وتتم التغذية عليه تدريجياً، مع ملاحظة أن تلك الكومة المعاملة، يمكن أن تتم على سطح الأرض مباشرة أو فى حفرة (1×1×1) أو فى سيلوهات (حيث تبنى حوائط كحواجز عرضية بطول 2م وارتفاع 1م).
الشعير المستنبت
وكذلك يمكن الاستفادة من الشعير المستنبت فى تغذية الحيوانات، حيث وجد أنه البديل الوحيد الذى يوفر ما يقارب من 50 % من العليقة المقدمة لحيوانات التسمين، والجدوى الاقتصادية من الشعير المستنبت تتمثل فى أن كل مساحة قدرها 50 م2 تنتج كمية قدرها 180000 كيلو شعير مستنبت طوال العام، بما يعدل إنتاج سبعة أفدنة من البرسيم طوال العام، كما أن كل واحد طن من الشعير الجاف ينتج من 6 - 8 أطنان من الشعير المستنبت، ولكن لابد من إنشاء (حضانة) لاستنبات الشعير حتى يمكن التحكم فى الإضاءة والحرارة والرطوبة اللازمة للاستنبات.
مضيفاً: ويحتوى الشعير المستنبت على 17- 19 % بروتين، 17.5% ألياف، إلى جانب 15 ميجاجول طاقة لكل كيلو جرام و 62.4 ملليجرام فيتامين (ه) و42.4 ملليجرام فيتامين (أ) مع 1.15 ملليجرام بيوتين، كما أنه يسبب زيادة فى كرات الدم الحمراء، وبالتالى زيادة فى الأكسجين مما يساعد على أداء أفضل للحيوانات، مشيراً ويقدم الشعير المستنبت للحيوان النبات كاملاً (مجموع خضرى + مجموع جذرى)، ويضاف منفرداً أو يقدم مع المواد الخشنة مثل التبن، لافتاً: فإذا كان وزن الحيوان عند بداية التسمين 300 كيلو فتكون الكمية المقدمة من العلف المركز تعادل 4 كيلو طول اليوم، والكمية المقدمة من الشعير المستنبت تساوى 3 - 3.5 كيلو طول اليوم كقاعدة عامة، يجب اتخاذها عند تغذية عجول التسمين وهى: كل 50 كجم وزن حى للحيوان تحتاج 1 كجم علف مركز + 0.5 كجم تبن أى أن حيوان وزنه 200 كجم يحتاج إلى 4 كجم علف مركز + 2 كجم تبن.
و يجب أن نأخذ فى الاعتبار عند توزيع الأعلاف الخشنة أن تعطى 0.5 % من الوزن الحى دريس و 1 % أتبان، و فى حالة توافر مادة خضراء تعطى 2 % من الوزن الحى مادة خضراء (دراوة أو برسيم).
مصادر علفية حديثة
ثم تحدث دكتور فاروق عن أهم المصادرالحديثة التى يتم استخدامها فى إنتاج الأعلاف وهى:
1- جواركورما (Guar korma)، ويعتبر مصدراً جيداً للبروتين، وأن الجواركورما المجهزة عادة غنية بالبروتينات والكربوهيدرات، حيث إنها تحتوى على نسبة مرتفعة من البروتين الغذائى التى تقدر ب 48 % - 50 % وTDN 86 %، موضحاً أن هذا النبات يستخدم أساساً لتغذية الحيوانات الحلابة لزيادة إنتاج اللبن الذى يحوى نسبة أعلى من الدهون، كما أنه أرخص من منتجات فول الصويا، وبالتالى فهو يستخدم كبديل له.
2- الجوجوبا (Jojoba ): وهو نبات زيتى معمر يصل عمر أشجاره إلى نحو 150 عاماً وينمو فى الصحراء القاحلة، ويتميز بتحمله لدرجة عالية من ملوحة المياه والتربة، الأمر الذى يسمح بزراعته على مياه الصرف الصحى ودون معالجة لها، وثمار الجوجوبا تعطى تقريباً 50 % زيت و 50 % كسب، ويحتوى كسب الجوجوبا على 28 % - 36 % بروتين، يتضمن 17 حمضاً أمينياَ منها 7 أحماض أساسية وبنسب عالية تجعله صالحاً للاستخدام كعلف للحيوانات بعد المعالجة للتخلص من مادة (السيموندسين)، التى تعمل على فقد الشهية، ويمكن التخلص من مادة (السيموندسين) من كسب الجوجوبا بأسهل الطرق وأقلها تكلفة، وهى إدخال بخار الماء الساخن بين وحدات كسب الجوجوبا وتخللها لمدة 25 دقيقة.
3- كسب الكانولا (Canola Meal): هو منتج ثانوى بعد استخلاص الزيت من بذور اللفت، ومعاملتها بالحرارة والطحن وبعد المرور بعمليات التحسين والتعديل فى المنتج للتخلص من السموم ومثبطات النمو، ويدخل فى تغذية الدواجن بنسبة من 5 - 10 % من العليقة كمصدر مركز لارتفاع محتواه من البروتين (33 %)، والطاقة TDN) 55 - 65 %)، ويحتوى على نسبة متوازنة 9 % من الأملاح المعدنية، وقد أمكن استخدامه فى المجترات بنسبة استبدال تصل الى 75 % من فول الصويا، ومع أنه مادة مرتفعة المحتوى من الألياف (12.5 %)، إلا أن البروتين به سريع التحلل فى الكرش، ويعمل على تقليل تكاليف التغذية مع زيادة الصحة العامة للحيوان، نتيجة لرفع مستوى المناعة لما له من فوائد عديدة على عملية الهضم و الامتصاص.
4- المنتجات الثانوية لتقطير الحبوب للحصول على الكحول (الإيثانول) أو الطحن الجاف DDG ، وحين يتخمر النشا يتبقى لب الحبة، والتى تحتوى على المواد الغذائية الأساسية من طاقة وبروتين وفوسفور، وتعتبر مصدراً ممتازاً لهم فى تغذية المجترات وتختلف النسب حسب طريقة التصنيع، حيث تتراوح نسبة البروتين الخام من 26 إلى 40 % والألياف الخام 19 % و الدهن 8 % وTDN 85 %، مضيفاً ويمكن أن تستخدم هذه المادة المستخرجة بالسوائل الجافة كمصدر للبروتين والطاقة حتى 40 % من المادة الجافة فى علائق التسمين، وحتى 16% فى علائق الحيوانات الحلابة، وتكون الاستساغة إحدى المشاكل التى تواجهنا، ويمكن أن تقلل نسبة دهن اللبن فى حين يزداد إنتاج اللبن.
5- لب بنجر السكر (Dried sugar beet): وهى إحدى مخلفات عملية استخلاص السكر من البنجر، وعلى الرغم من ارتفاع نسبة الألياف به إلا أن معامل هضمه ودرجة الاستفادة منة مرتفعة ومستساغ للحيوان، ويمتاز بالتماثل مع الشعير فى مستوى الطاقة، ولكنه أقل فى مستوى البروتين (9 %) من الشعير، ويمكن استخدامة بنسبة من 15 – 30 % من العليقة، وقد تصل النسبة إلى 50 % فى إحلاله بالشعير فى الحيوانات ذات الوزن الأعلى من 150 كجم، مع مراعاة إحلاله تدريجياً لتجنب مشاكل الهضم.
مفهوم التسمين
ويقول الدكتور كامل عتمان إبراهيم أستاذ تغذية الحيوان ووكيل معهد بحوث الإنتاج الحيوانى، قديماً كان أساس إنتاج اللحم هو تسمين الحيوانات التامة النمو، مثل الحيوانات الحلابة الكبيرة السن والثيران بعد أن تصبح غير قادرة على الإنتاج والعمل، وكانت تتم هذه العملية (التسمين) بوضعها فى حظائر وإعطائها أغذية غنية فى قيمتها الغذائية ومركزة لمدة ثلاثة شهور، فيتكون فى جسمها الأنسجة الدهنية وقليل من البروتين وتتحسن صفات لحومها بتكوين هذه الأنسجة الدهنية.
وأضاف: حديثاً تجرى الأبحاث والتجارب للتحكم فى نمو العجول لإنتاج اللحم بصفة مكثفة، والبدء فى تسمينها مبكراً، مبرراً ذلك بأنه كلما كان الحيوان صغيراً كلما كانت نسبة اللحوم المتكونة أكبر، مشيراً حيث إن التسمين بمعناه الحرفى يعنى تكوين الدهن أو ترسيبه فى الحيوانات التامة النمو، أما التسمين فى معناه الدارج فى علم التغذية وتربية الحيوان فيشمل تكوين اللحم الأحمر والدهن معاً فى الجسم.
وشدد على ضرورة مراعاة بعض الضوابط فى صفات علائق حيوانات التسمين، منها أن تكون بكميات كافية ومتزنة أى تغطى الاحتياجات الغذائية الحافظة والإنتاجية للحيوان من الطاقة والبروتين والدهن والعناصر والفيتامينات دون نقص أو زيادة، وأن تكون نسبة البروتين المهضوم إلى الطاقة الصافية 1:4 أو 1:5 بالنسبة للمراحل الأولى من النمو والتسمين على التوالى، وأن تكون النسبة 1:10 فى المرحلة الأخيرة من التسمين، وأن تكون المواد المستخدمة فى التغذية سواء المالئة مثل الأتبان والمواد الخشنة أو المركزة كالأكساب والحبوب، حتى تقبل عليها الحيوانات بشهية.
الحد الاقتصادى
وأكد عتمان على أهمية معرفة فى أى أدوار النمو يتكون اللحم الأحمر بكثرة، وكذلك الدهن حتى تقف عند الحد الذى يكون فيه التسمين قد وصل إلى الحد الاقتصادى.
وأوضح: وعلى ضوء العديد من التجارب التى أجريت على التحليل الكيماوى لذبائح عديد من الحيوانات عند الأعمار والأوزان المختلفة، وجد أنه عند تسمين حيوانات صغيرة يكون النمو 79% لحم أحمر، 17% دهن، وعند تسمين حيوانات متوسطة يكون النمو 61 % لحم أحمر، 35 % دهن، وعند تسمين حيوانات كبيرة يكون النمو 9 % لحم أحمر، 91 % دهن، مفسراً ذلك أن قدرة الحيوان الصغير على الاستفادة من المواد الخشنة أقل من قدرة الحيوان الكبير، وعلى ذلك فكفاءة تحويل الأغذية وإن كانت أقل فى الحيوانات الكبيرة إلا أن مقدرتها على الاستفادة من الأغذية الخشنة الرخيصة تعوض هذا النقص.
وأشار إلى الأساليب المختلفة لتغذية ماشية اللحم، ومنها التسمين على البرسيم، حيث من المعروف أن البرسيم يعتبر مادة علفية غنية بالمركبات الغذائية خصوصاَ البروتين، كما أنه سهل الهضم، ويستخدم فى تسمين العجول عن طريق تقديمه لها مع قليل من التبن أو قش الأرز، وفائدة هذا القش أنه يمنع مرور البرسيم من القناة الهضمية بسرعة قبل امتصاصه، ويعمل على تماسك العليقة، وفى حالة توافرعلف مركز فإنها تعطى 20 كجم من البرسيم + 1 كجم من القش أو التبن + 2 كجم من العلف المركز يومياً.
وأضاف يتم التسمين على العليقة الجافة بعد انتهاء موسم البرسيم مباشرة، والتى تشمل الحبوب مثل الذرة، والشعير، ومخلفات المطاحن مثل كسر الفول وسن العدس والنخالة، وكذلك بقايا البذورالزيتية مثل كسب كل من القمح، والكتان، والسمسم، وعباد الشمس، والفول السودانى، ويمكن استخدام بعض المواد الخشنة الجافة مثل الدريس، والقش، والتبن، والحطب فى التغذية معها، كما يمكن التسمين السريع على العليقة الجافة فقط، حيث يتم استخدام العلائق الجافة فقط فى التغذية مثل العلف المصنع، والمواد الخشنة، ومخلفات الحقل، وتبلغ مدة التسمين نحو 4 – 5 شهور فقط، وكذلك التسمين على عليقة جافة طوال السنة وهذا النوع من التسمين يعتمد أساساً على استخدام المواد الجافة فى التسمين وتغذية الحيوانات عليها، ومن هذه المواد الكسب والرجيع.
حساب الاحتياجات الغذائية
وأوضح الدكتور حسن النحاس أستاذ تغذية الحيوان بمعهد إنتاج الإنتاج الحيوانى، أن من أهم العلائق غير التقليدية سيلاج الذرة، وسيلاج مخاليط الأعلاف، مثل استخدام سيلاج البرسيم فى حالة توافره لدى الفلاح، أو سيلاج البرسيم مع تفل التفاح، أو عمل البرسيم مع تفل الطماطم، كذلك كمر البطاطس أو البطاطا بعد تقطيعها مع تفل الطاطم لرفع المحتوى البروتينى للسيلاج بجانب المحتوى الكربوهيدراتى، كذلك كمر أو عمل السيلاج من تفل الموالح كالبرتقال واليوسفى والليمون، وكل هذه الأنواع من السيلاج تعتبر علائق رخيصة الثمن لو استطاع الفلاح أو المربى عملها، وقد أصبح عمل سيلاج الذرة من أكثر أنواع المكامير التى انتشرت فى جميع ربوع مصر، بل أصبحت هناك شركات تصنعه فى صورة بالات تبدأ من 50 – 250 كجم، موضحاً أن السيلاج لا يغنى عن الأعلاف المركزة، لكنه يقلل من كمية المأكول منها، حيث إن كل 4 كجم سيلاج تغنى عن 1 كجم علف مركز.
ولفت إلى أن الذرة تعتبر من أهم مكونات العلف المركز فهى تمد الحيوان بالطاقة بنسبة تتراوح بين 45 % - 60 % من مكونات العليقة، كما تعتبر النخالة أو مايسمى بالردة ثانى أهم مكون للعلف المركز ويضاف بنسبة 25 % تقريباً، وثالث أهم مكون هو الأكساب أو المصدر البروتينى فى العليقة ويتراوح بين 15 إلى 25 % حسب نوع الحيوان وحسب نسبة البروتين فى الكسب المستخدم، وأهم أنواع الأكساب هو كسب الصويا ومحتواه البروتينى 44 %، ويليه كسب بذرة القطن ثم كسب الكتان، وكسب الفول السودانى، وكسب حبة البركة، وكل يضاف إلى العليقة فى حالة توافره وحسب سعره، ونسبته فى العليقة تختلف حسب نوع الحيوان المربى، وكسب الجوجبا وهو نبات يزرع فى الوجه القبلى ويحتوى على 35 % بروتين وعالى فى الحمض الأمينى الليسيك ويمكن استخدامه مكان الصويا بنسبة 25 %.
وتابع: أما عن كيفية حساب الاحتياجات الغذائية لعجول التسمين فهى 50 % ذرة، 25 % ردة، و20 – 22 % أكساب تقريباً، وهذه النسب تتغير بتغير المراحل العمرية ووزن الحيوان خلال فترة التربية مع إضافة 1% ملح طعام، 2 % حجر جيرى كمصدر للصوديوم والكالسيوم للعجل.
ووجه النحاس إلى ملاحظات عامة يجب اتباعها عند تغذية ماشية اللحم، منها أن ماء الشرب هام جداً لجميع أنواع الحيوانات وكذلك اختيار ميعاد الشرب، محذراً أنه فى حال الخطأ قد يؤدى ذلك إلى تلبك أو نفاخ وفى الحالات الحادة قد ينفق الحيوان، ويفضل إعطاء ماشية اللحم علائقها أو مقرراتها اليومية على فترات طول النهار وليست مرة واحدة، ويقدم الدريس أو العلف الأخضر صيفاً أو شتاءً، وكذلك يكون العلف الأخضر سواء برسيم أو دراوة أو حشيشة السودان ذابلاً بعض الشىء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.