قال الكاتب محمد سلماوي، المنسق العام للجنة الوطنية للدفاع عن حرية التعبير، إن مصر تمر بمرحلة أخطر من المراحل السابقة، موضحًا أن المرحلة الانتقالية كانت لا دستور فيها، أما الآن مصر وصلت لنظام بدأ يتشكل بيننا ويترسخ، وهنا تكمن الخطورة، لأننا نضع الدستور الذي سيحكم البلد لعشرات السنوات. وأضاف سلماوي خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته اللجنة في مبنى نقابة الصحفيين، اليوم الإثنين، أن "التأسيسية" استبعدت جميع الاتجاهات والأطياف السياسية التي كانت مرشحة، إلا بعض الأعداد القليلة، وتقدم اتحاد الكتاب بعشرة أسماء من أكبر الكتاب والصحفيين في مصر، وكان ضمنهم الأديب بهاء طاهر، ولكن "التأسيسية" ضربت بهذه الأسماء عرض الحائط. وأشار سلماوي إلى أننا الأن بصدد كارثة، موضحًا أن الكارثة تكمن في وجود فصيل سياسي واحد هو الذي يحكم، ويشكل البيان الأن ما نحن بصدده كارثة لأننا أمام فصيل سياسي واحد لا يعبر عن باقي الأطياف. ووصف سلماوي حرية التعبير بأنها منقوصة، والبحث العلمي تعرض للعبث، وحرية العقيدة غير موجودة، وبدون ذلك لن يكون لنا نهضة داخل مصر، وطالب بضرورة تشكيل لجنة تأسيسية سليمة تعبر عن مختلف الاتجاهات. وفي سياق متصل أضاف جلال عارف نقيب الصحفيين السابق، قائلا: " يؤسفني أننا بعد 20 شهرا من الثورة، نلتقي في صرح الحرية، ناقلا لكم خبرًا أن الصحافة في خطر وحرية الإبداع في خطر، وأن الكارثة أن في هذه المرة يريدون حصار الصحافة وضرب حرية الرأي بالدستور، وطبيعي أن ما بني على باطل فهو باطل". وطالب عارف بضرورة الدفاع عن الصحافة، والحفاظ على صحافة قومية مستقلة، موضحًا أن اللجنة التأسيسية تريد دستورًا يتراجع عما حصلنا عليه في العهد السابق، فقد حصلنا على تعديلات في 2006 لعدم حبس الصحفيين فإذا بهم يريدون إعادة الأمر في تعطيل الصحف وإلغائها وهو مالم يحدث منذ دستور 1936. وقال الكاتب صلاح عيسى، الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة الأسبق، إن ما يحدث هو نكسة في الصحافة المصرية، قائلًا "عادت ريمة لعادتها القديمة" معلقًا على التلاعب بصياغة مواد الدستور التي لا تحمي الصحافة، موضحًا أنه علينا أن نضع في اعتبارنا، ضرورة الدفاع المستميت عن هذه المهنة، لأنها ستظل أعلى من انتماء أي حزب مهما كان للحزب الحاكم من قوة.