بعبارته الشهيرة "ها مين هناك" ارتبط عسكري الدرك بذاكرة المصريين، ورغم اختفائه عن الساحة المصرية منذ قيام ثورة 23 يوليو، إلا أن السينما المصرية لعبت دورًا كبيرة في الحفاظ على شخصية عسكري الدرك بسبب تعدد تجسيدها، حتى كاد لا يخلو فيلم سينمائي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي من شخصية عسكري الدرك. ومع أن شخصية عسكري الدرك كانت تظهر بشكل ملحوظ في أفلام الكوميديا، خصوصا أفلام مخرج الكوميديا الراحل فطين عبد الوهاب، والممثل الراحل إسماعيل يس، ورفيقه في معظم أعماله رياض القصبجي، لتضفي البهجة على المشاهد المصري والعربي، إلا أنها كانت تجسيدًا واقعيًا لظاهرة "العسكري"، الذي يجوب شوارع القاهرة على دراجة أو مترجلًا، حاملًا عصاه وصفارته لحفظ الأمن والممتلكات ومنع السرقات، ومطاردة اللصوص والمجرمين، وتبعث الطمأنينة داخل المواطنين أن هناك من يحميهم ويسهر على حفظ أمنهم. وعقب اندلاع ثورة 25 يناير وما أعقبها من هروب عدد كبير من المجرمين واللصوص وتجار المخدرات من السجون، وانكسار الشرطة وتراخيها في كثير من الأحيان عن أداء الدور المنوط بها في حفظ الأمن، وشيوع السرقات، خاصة سرقة البنوك وشراكات الصرافة، ومحال الذهب، والسيارات والسطو المسلح جهارًا نهارًا، وجرائم الاغتصاب، والتحرش والاختطاف، في ظاهرة لم تعهدها مصر من قبل، خرجت الدعوات لتطالب بعودة عسكري الدرك مرة أخرى إلى الشوارع لمواجهة الانفلات الأمني والحد من السرقات.