كان الألم يعتصرها، والنوم يخاصمها كلما شاهدت ابنتها تجلس بمفردها طوال الوقت، لا تحدث أحدا من أفراد الأسرة، وتسوء حالتها يوما بعد يوم. لم تترك الأم طوال 4 سنوات باب مسجد إلا وطرقته، ولا كنيسة إلا وزارتها، لعلها تجد العلاج الذى سينقذ حياة ابنتها على يد شيخ أو قسيس، حتى أعياها التعب من كثرة طرق الأبواب التى أوصدت جميعها فى وجهها. فأشار عليها بعض النسوة فى القرية بالذهاب إلى أحد الأطباء النفسيين، حتى أدمنت التردد عليهم، وباعت كل ما تملك من أجل إحضار الأدوية التى لم تأت بنتيجة. وفى ليلة هادئة، همست فى أذنها جارتها، قائلة لها، إن علاج ابنتك لن يحدث إلا على يد" أ- ز" المشهور بعلاجه لمثل تلك الحالات. فلم تتاون، وفى الصباح الباكر توجهت إلى منزل الرجل (الدجال) فى قرية بشمال مركز "نقادة" بمحافظة قنا، وأخذت تشكو له ما حل بابنتها، لعلها تجد عنده الحل الشافى. فأخبرها الدجال – المعروف بالتغرير بضحياه - بأن ابنتها مسحور لها، وهذا السحر أسود لا يبطل بسهولة، فعرضت عليه ما يريد من المال، لكنه تعفف، وأخبرها بأنه لا يريد شيئا لنفسه، وإنما يريد ما يرضى "الأسياد" فقط، فبادرته قائلة "أنا تحت أمر الأسياد". فتركها واختلى بنفسه بعض الوقت فى غرفة مغلقة، وهى تفرك فى أصابعها وتعض على أنيابها من كثرة التفكير فى طلبات الأسياد، خوفاً من أن تكون فوق طاقتها. خرج الرجل عليها، ملوحاً بيده اليمنى، بأن الأسياد موافقون على إبطال السحر، ولكن لهم طلب صغير، فقالت متلهفة، ماهو؟. فأخبرها وهو ينظر إلى الأرض باستحياء، جسدك، وكررها مرة ثانية، جسدك مقابل شفاء ابنتك. وحصل الدجال على مراده بموافقة الأم، التى أقنعت نفسها بأن طلبات السحرة واجبة النفاذ، وضحت بنفسها من أجل ابنتها، إلا أن الدجال الذى يعيش وسط كوكبة من الشياطين، سولت له نفسه تصويرها وهى معه، وقام بنشر الصور على التليفونات المحمولة، وشبكة الإنترنت، حتى أصبحت متداولة بين الجميع. وبسرعة البرق طار الخبر إلى ابن السيدة،الذى بمجرد مشاهدته لقطة الفيديو على تليفون أحد أصدقائه، جن جنونه، فذهب على الفور إلى منزل الدجال، ووجه له عدة طعنات بمنطقتى الصدر والبطن انتقاما مما فعله بوالدته، وتركه غارقا فى دمائه. تلقى اللواء عادل مهنا، مدير أمن قنا إشارة من مستشفى نقادة المركزى بوصول ( أ. ز) 38 سنة " دجال " مصابا بعدة طعنات نافذة. أكدت التحريات أن وراء الواقعة العامل (ث. س) 20 عاما ومقيم بدائرة مركز نقادة وذلك بسبب قيام الدجال بتصوير والدته فى مشهد جنسى ونشره على التليفونات المحمولة عبر البلوتوث. حرر محضر بالواقعة، وبعد مباشرة النيابة للتحقيقات أمر محمد حفنى مدير نيابة نقادة بإشراف محمد مناع رئيس النيابة، بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة الشروع فى القتل العمد.