17 يومًا مرت على عرض الأعمال الدرامية الرمضانية التي تعتبر الأضخم هذا العام بالنسبة لعودة ومشاركة كبار النجوم، لتتربع مسلسلات "نابليون والمحروسة" و"الخواجة عبد القادر" في قائمة الأفضل، وليصبح الفنان يحيي الفخرانى هو نجم الدراما الرمضانية بلا منازع، حسبما أجمعت آراء النقاد. "بوابة الأهرام" رصدت آراء النقاد حول أفضل الأعمال، والفنانين الذين نجحوا في جذب المشاهد من خلال أعمالهم، دون أن يشعروهم بملل فينصرفوا عن متابعتهم، حيث أكدت الناقدة ماجدة خير أن الجمهور كان يتابع خلال الأسبوع الأول الأعمال بقوة الدفع لشهرة ونجومية أبطالها ومنهم الفنان كريم عبد العزيز، ومحمود عبد العزيز، والسقا وغيرهم، إلا أن بعض تلك الأعمال تراجع المشاهدون عن مشاهدته، وأخرى تعلقوا بها كمسلسلات طرف ثالث، البلطجى، رقم مجهول. وأضافت خير الله قائلة: الحقيقة أن الأعمال التي خرجت مكتملة العناصر الدرامية في مجملها هي مسلسل عمر بن الخطاب، ونابليون والمحروسة، والخواجة عبد القادر، فرغم أنها لا تهم قطاع كبير من الناس إذ يرتبط الأمر هنا بثقافة المجتمع لكنها أعمال تستحق التوقف فمثلاً مسلسل "نابليون والمحروسة" يعتبر عمل فاخر جداً ويرصد كفاح المصريين تجاه الحملة الفرنسية، والتى جعلت نابليون لا يطيق الاستمرار بمصر أكثر من 3 سنوات، كما أن العمل يرصد الواقع الذى نعيشه من حيث أن يبين كيف خذل رجال الدين الشعب بعد وقوفهم مع المعتدي "وكأن التاريخ يعيد نفسه". وهناك أيضاً مسلسل "الخواجة عبد القادر" والذي يمثل حالة تمزج بين الانسانية والفكر والوجدان، ويشترك معه مسلسل "عمر بن الخطاب" الذى خرج في ثوب درامى ملحمى مميز. أما بالنسبة لمسلسل "فرقة ناجى عطا الله" فهو عمل مسلي إلى حد كبير لكن لا يمكن أن يتوقع منه طرح قضايا بعينها، لكن دهشتى الكبري كانت في مسلسل "باب الخلق" الذي يرصد حياة شخص قادم من أفغانستان خالياً من العقد ويتعامل ببساطة كما أن الحديث عن المرأة في العمل لم يعجبنى فكيف يقول إن "المرأة وردة" برغم أنها كيان مستقل بذاته. وانتقدت خير الله أيضاً أداء كريم عبد العزيز وقالت: كريم مهموم يبقي الولد "الظريف" كما هو في السينما بمواقف درامية لا تحتمل ذلك. كما جاء مسلسل "فيرتيجو" يحمل قدراً كبير من الملل والتطويل في الأحداث، وأعطت خير الله صوتها لأفضل نجم في رمضان هذا العام للفنان يحيي الفخرانى، حين قالت إنه لا يوجد أفضل فنانة لكن تعتبر ليلي علوى الأذكى من بينهم. ورأت الناقدة ماجدة موريس، أن دراما رمضان هذا العام، حملت تجديداً علي مستوي الصورة والتكنيك، كما أنها شهدت تجديداً في المضمون والمعالجة وإن لم تخل من أعمال شابها التكرار والنمطية، واعتبرت أن مسلسلات "فرقة ناجي عطا الله" الذي يقوم ببطولته عادل إمام و"نابليون والمحروسة" الذي تشارك في بطولته الفنانة ليلي علوي و"الخواجة عبد القادر" الذي يقوم ببطولته يحيي الفخراني من أبرز وأفضل مسلسلات هذا العام. وقالت موريس إن مسلسل "نابليون والمحروسة" الذي يحكي تاريخ دخول الحملة الفرنسية لمصر عام 1798، هو فتح بالدراما الرمضانية وحدث هذا العام، فالمسلسل الذي استخدم تقنيات تصويرية عالية وإنتاج ضخم لم يكتف فقط بتوثيق تاريخ الحملة وتقديمها للمشاهد بل قدم ذلك بمعالجة جديدة وبصورة مبهرة جعلت من كل مشهد فيه بمثابة لوحة فنية. وتري موريس، التي تعتقد بأنه من المبكر إطلاق أحكام أو تقييم لمسلسلات رمضان قبل اكتمال عرض المسلسلات، أن هناك تغييراً حقيقيًا علي مستوي الصورة تتمثل في مسلسل "الخواجة عبد القادر" الذي أخرجه شادي الفخراني، والذى كان مفاجأة حقيقية علي مستوي القصة والسرد ومستوي الحوار الذي عالج قضايا الحوار بين ثقافتي الشرق والغرب، والبحث عن تدين وسطي يتسم بالتسامح في مقابل من يفهمون الدين علي أنه تطرف، دون مباشرة تزعج المشاهد. أما مسلسل "باب الخلق" الذي يقوم ببطولته الفنان محمود عبد العزيز، فيدخل ضمن المسلسلات التي جددت في مضمونها إذ عالج قضية مهمة وجديدة، وهي قضية المجاهدين الذين سافروا للجهاد خارج مصر، ويطرح تساؤلاً حول هؤلاء المجاهدين بعد عودتهم، وكيف تعايشوا مع الوضع ورؤيتهم لأنفسهم، وهل كانوا علي صواب أم خطأ حين ذهبوا للجهاد خارج مصر؟. واستكملت موريس قائلة: طرحت دراما هذا العام قضية الصراع العربي الإسرائيلي، عبر مسلسلين هما "ناجي عطا الله" و"الصفعة" لشريف منير، وطرح ناجي عطا الله القضية من المنظور الشعبي، بعيداً عن ملفات المخابرات المصرية وبعيداً عن التوثيق التاريخي، فنحن أمام قصة شبه خيالية، ويحسب للمؤلف يوسف معاطي أنه تجرأ وطرحها، أما مسلسل الصفعة فقد عالج الأمر بشكل تقليدي كما تري موريس. ومن بين القضايا التي طرحتها الدراما الرمضانية هذا العام، قضايا الأمن والبلطجة وعلاقتهم بالمواطن كما في مسلسل "الهروب" لكريم عبد العزيز، و"البلطجي" ل آسر ياسين، و"طرف ثالث"، كما عالجت مسلسلات أخري الإنقسام في المجتمع المصري بين طبقتين واحدة تعتبر من الصفوة والأخري تعيش تحت الصفر. وأشارت موريس إلى أن مسلسل "الأخت تريز" من أهم الأعمال التي عرضت في رمضان من وجهة نظرها، حيث أنه يتعرض للفتن الطائفية وكيف يتم بث بذور هذه الفتن ومساراتها ببراعة تحسب لبلال فضل مؤلف المسلسل. وعن تشابه مسلسل "خطوط حمراء" مع فيلم "المصلحة"، قالت: إن هذا هو فكر بطل العمل، فبعض النجوم حين يأتون إلي التليفزيون وهم أبطال، لا يقدرون علي تغيير المضمون الذي تعودوا علي النجاح من خلاله، فالسقا هو من اختار مضمون الضابط الذي يتحول إلي شيء آخر، وسبق وجرب هذا المضمون من قبل وكان صعباً عليه أن يغامر بتغييره. من جانبها أكدت الناقدة خيرية البشلاوى، أن أفضل المسلسلات التي قدمت هذا العام هي "نابليون والمحروسة"، و"طرف ثالث"، و"سيدنا السيد"، فهي الأفضل من ناحية اللغة البصرية وأداء الممثلين والمعالجات الفنية. وقالت البشلاوي إنها تابعت أجزاء من مسلسل "ناجي عطا الله" الذي فشل في جذاب اهتمامها، لضعف مستواه الذي جاء أقل بكثير من التعبير عن الصراع العربي الإسرائيلي الذي رأت أنه أكبر وأعمق من هذا "التهريج" المقدم علي الشاشة، إذ جاءت معالجاته نمطية وخاملة وكذلك في مسلسل الصفعة. ورأت البشلاوي أن هناك مسلسلات عرضت في رمضان مكانها "سلة المهملات" وما كان يجب أن تعرض، وتعجبت من الممثلات اللائي يتبارين بأدور وصفتها ب"الكريهة" التي تحط من قدر المرأة وقيمتها في المجتمع مثل "كيد النسا" لفيفي عبده و"الزوجة الرابعة" لمصطفي شعبان، وقالت أن هذه الأعمال ما كان يجب ان تعرض في مجتمع به ثورة شاركت النساء في جزء كبير منها. وعن ظاهرة عودة النجوم، قالت البشلاوي أن النجم لم يعد هو صانع المسلسل، فالنجم يكون نجماً حين تتوافر له مادة موضوعية جيدة مبنية لشكل جيد، فالنجوم ليسوا للأداة الوحيدة لصنع المسلسلات الجيدة، بحسب قولها.