غيب الموت الشاعر الكبير حلمي سالم عن عمر يناهز 61 عاما بعد معاناة مع مرض السرطان الذي أصيب به العام الماضي. ومن المتوقع تشييع جنازته اليوم من قريته الراهب بمحافظة المنوفية وكان الراحل يعالج بأحد المستشفيات العسكريةبحسب الشاعر شعبان يوسف الذي أكد خبرة الوفاة، كما أكده الشاعر فريد أبو سعدة على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي. وولد حلمي سالم الشاعر والناقد ، الذي يعتبر من أبرز شعراء مصر في سبعينيات القرن العشرين بمحافظة المنوفية في مصر. حصل سالم على ليسانس الصحافة من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وهو صحفي بجريدة الأهالي التي تصدر في القاهرة، و رئيس تحرير مجلة أدب ونقد الفكرية الثقافية المصرية، وحاصل على جائزة التفوق في الآداب للعام 2006 عن مجمل أعماله الأدبية. اقترن حلمي سالم بجماعة "إضاءة" الشعرية التي كانت برفقة جماعة "أصوات" من أشهر الكتل الشعرية في السبعينيات، ومن شعرائها حلمي سالم وحسن طلب وجمال القصاص ورفعت سلام وأمجد ريان ومحمود نسيم. و كان سالم ضمن طلائع الحركة الطلابية الناشطة في السبعينيات ثم غادر القاهرة إلى بيروت وعايش هناك تجربة الحرب الأهلية في بيروت كما عايش تجربة الاحتلال الإسرائيلي لبيروت في العام 1982. ارتبط سالم بصداقة مع معظم شعراء العالم العربي وبالأجيال الشعرية في مصر على تنوعها بفضل سماتها الشخصية التي مالت إلى التسامح وقبول الاختلاف ووجد شعره مساحة كبيرة من الجدل قبل نحو خمس سنوات بسبب الأزمة إلي فجرها نشر قصيدته الشهيرة " شرفة ليلى مراد " مع الجماعات المتشددة حيث بادر الشيخ يوسف البدري برفع دعوى قضائية لسحب ترخيص مجلة إبداع التي نشرتها كما طالب بسحب جائزة التفوق مع الشاعر الراحل. واتهم مجمع البحوث الإسلاميةالقصيدة بأنها تسيء إلى الذات الإلهية بينما رأى مثقفون أن الموقف من القصيدة هو "حملة تكفيرية جديدة " وفي أبريل 2008 أصدرت محكمة القضاء الإداري المصرية حكما قضائيا يطالب وزارة الثقافة بعدم منح جائزة التفوق للشاعر حلمي سالم بدعوى "إساءته للذات الإلهية" ليقوم الشيخ يوسف البدري وهو عضو في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بعدها بدعوى قضائية ضد وزير الثقافةالسابق فاروق حسني لتنفيذ قرار وقف منح الجائزة إلا أن تنفيذ القرار "استبعد" على اعتبار أن أياً من فاروق حسني وعلي أبو شادي لم يصدرا قراراً بمنح حلمي سالم الجائزة له، كون القرار جاء من لجنة مختصة بالمجلس الأعلى للثقافة وبناء على عملية تصويت بين أعضاء المجلس. وفي رده حول اتهام أن القصيدة تسيء للذات الإلهية، نفى سالم الاتهام مضيفا "لقد انتقدت في القصيدة تواكل المسلمين على الله، وقعودهم خاملين. وهذا معنى ديني ذكر في القرآن الكريم، حيث قال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).. فالقصيدة قالت هذا المعنى بصورة شعرية بسيطة، لم يعتد عليها كل الذين يقرأون الأدب قراءةحرفية، وقد وثق الشاعر الراحل هذه الأزمة تفصيلا في كتاب حمل عنوان " محاكمة شرفة ليلى مراد "صدر عام 2008 والأسبوع الماضي قرأ سالم في حزب التجمع مقاطع من ديوانه الجديد كما أعلنت الهيئة العامة لقصور الثقاف على لسان الشاعر محمد أبو المجد رئيس الإدارة المركزية للثقافة العامة فيها نشر الأعمال الكاملة للشاعر وتتضمن دوواوينه الشهيرة ومنها ( الأبيض المتوسط / سيرة بيروت / الثناء على الضعف / مدائح جلطة المخ ) وغيرها من الدوواوين وبخلاف الاعمال الشعرية ترك الراحل مجموعة من المؤلفات الفكرية منها " الثقافة تحت الحصار / الوتر والعازفون / العائش في الحقيقة / الحداثة أخت التسامح / وهيا إلى الأب).