إن المتتبع لتاريخ التعاون بين جماعة الإخوان الإرهابية وقوى الاستعمار الأجنبية،لا يستغرب أبدا حالة الانحياز الكبيرة لشبكة "بي بي سي" لأهداف الجماعة الإرهابية ومخططاتها، فهناك العديد من الشواهد والأدلة التاريخية منذ نشأة الجماعة على التعاون مع بريطانيا التى دعمت الجماعات الراديكالية وعلى رأسها جماعة الإخوان التى حظيت بكل أشكال الدعم البريطانى، وهو ماذكره حسن البنا نفسه فى مذكراته، حيث اعترف بتلقي دعم مالي من الحكومة البريطانية. يقول الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن هناك خطابا إعلاميا موجها من شبكة بى بى سى، معلوم منذ سنوات، وهى تحاول تلوين الأخبار والموضوعات، وفقا لروية معينة وبدون إنصات للمراجعة أو اتباع أساليب مهنية متعارف عليها فى كل القنوات الكبرى فى العالم، وهو الأمر الذى أفقد القناة بعض المصداقية فى تعاملاتها خاصة بالنسبة لمصر. وتابع أستاذ العلوم السياسية في تصريحات تليفزيونية، إن القناة تتعامل من منظور محدد ولا تريد الحياد عنه بل وتعمل على قراءة الصورة من زاوية واحدة خاصة فى نظرتها لقضايا حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية، وكذلك وقوعها أسيرة خطاب إخوانى موجه. بدأت علاقة "بى بى سى" بالإخوان منذ أن استخدمت بريطانيا التنظيم الذى أسسه حسن البنا، لتنفيذ مصالحها، وتوجيه تمويل ضخم لها من أجل أن تنتشر فى مصر، فهناك عقود كثيرة من العلاقة التى تربط التنظيم بالشبكة البريطانية بحكم العلاقة الوطيدة بين الجماعة ولندن، وكلاهما يسعى لخدمة مصالح الآخر. وعندما خرجت عناصر الإخوان الإرهابى من مصر في أعقاب الضغط عليهم في حقبة الخمسينيات والستينيات توجهوا إلى لندن، حيث أقاموا هناك وأسسوا نشاطا تجاريا، ليكون غطاءً لنشاطهم مع الأجهزة الأمنية البريطانية، وبالتالى زادت علاقاتهم بشبكة بى بى سى. وقال عبد الشكور عامر، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، إن اختيار شبكة "بى بى سى" البريطانية، لأحد عناصر جماعة الإخوان، وهو أسامة جاويش، للعمل بهيئة الاذاعة البريطانية ما هو إلا استمرار لسياسة القوى الاستعمارية منذ عقود بهدف اختراق الدول العربية وتدميرها ذاتيًا من خلال بث الشائعات والضغط على حكومات الدول العربية والإسلامية من خلال تلك العناصر باحتوائها ودعمها ماديا ولوجستيا لإضفاء نوع من المصداقية على مادتها الإعلامية والتى تهاجم بها حكومات الدول العربية والإسلامية المناوئة لقوى الاستمعار. وأضاف القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، أن هذه الاستعانة من قبل شبكة "بى بى سى" بعناصر إخوانية، محاولة لدعم جماعات العنف والتطرف كما حدث فى أربعينيات القرن الماضى مع جماعة الإخوان وتحديدًا عندما قررت حكومة المندوب السامى دعم الجماعة بمبلغ كبير من خلال شركة قناة السويس البريطانية الفرنسية حينها. وأكد الباحث هيثم شرابى،إن شبكة البى بى سى عمدت خلال الفترة الأخيرة على إتاحة كافة برامجها للجماعة الإرهابية من خلال استضافة عدد كبير من رموزها، وممن هم مقيمون فى بريطانيا نتيجة اللجوء السياسى فى الأساس أمثال هانى السباعى وكمال الهلباوى وعزام التميمى. وأضاف فى تصريحات صحفية إلى أن بريطانيا تقوم باستخدامهم فى الضغط على مصر ودول المنطقة للسعى لتنفيذ مخططات تسعى لها، إضافة إلى أنها تعمل على تطويع خدماتها لصالح أهداف الجماعة مقابل ما يتم تأجيره دفع مقابل ساعات إعلانية فى بعض برامج البى بى سى، وهو ما جعلها منبرًا للإرهابيين. واعتبر أن البرامج التى تتخذ خطًا معاديًا ضد مصر جزء منها مدفوع، وجزء آخر تقوم القناة به للتخديم على قضية ضد مصر. وأكد هشام النجار ، الباحث الإسلامى ، أن شبكة ال "بى بى سى" عمدت خلال تغطياتها الإعلامية لاستخدام مصطلحات غير مقبولة فى الكثير من الحوادث الإرهابية مثل لفظ المعارضة على جماعة الإخوان ووصف الحوادث الإرهابية بالهجوم فقط ، ووصف الميليشيات المسلحة فى ليبيا وسوريا على أنهم مدنيين معارضين . وتسائل "النجار " فى هذا الصدد "هل تقبل الدول الأوروبية أن تكون هناك معارضة تحمل السلاح فى قلب بريطانيا، فالجيش الأيرلندى عندما حمل سلاح هاجمته الحكومة البريطانية وحاربته واعتبرته كيانا مسلحا إرهابيًا" مؤكدا أن المجتمع الدولى لا يقبل أن يكون هناك معارضة تحمل السلاح فهناك جماعات لها أهداف أممية تعمل خارج إطار الوطنية ومدعومة من قوى خارجية بالسلاح والأيديولوجية ، وتمارس هذا الدور بالقتل والتخريب.