أصدر الشاعر والمترجم المصري عيد إبراهيم، الترجمة العربية الأولى لأشعار الروائي الأمريكي بول اوستر، عبر الإنترنت، بعنوان «سيرة العين». وتضم الترجمة عدد من القصائد المختارة من أشعار اوستر، وصرح إبراهيم عن سبب اطلاقه الترجمة العربية للديوان على الإنترنت دون طبعه بإحدى دور النشر قائلا: «تعرضت لمشكلات كثيرة ع دور النشر فاما يعطلون النشر أو لا أحصل على مستحقاتي، كما أن الظروف المادية للقارئ أًصبحت أًصعب». وجاء النص التالي في مقدمة الديوان: «بعدما كتب بول أوستر، الروائيّ الأمريكيّ، أربعة دواوين شعرية لافتة، وجد نفسه في الرواية، وما هي إلا سنوات حتى صار ممن يُعدّ على الأصابع ضمن الروائيين الأمريكيين والعالميين، واشتُهر بعد نشر روايته: ثلاثية نيويورك (مدينة من زجاج، أشباح، غرفة محكمة)». يكتب أوستر بنمط من الواقعية الوحشية: وضوح في التفاصيل، أناقة أسلوبية، عناصر رمزية أسلوبية مع سوريالية ذات اهتمامات معرفية وميتافيزيقية، حساسية ما بعد حداثية، مصادفات سينمائية واختراعات روائية. ومن رواياته: قصر القمر، موسيقى المصادفة، تمبكتو، كتاب التوهّمات، ليلة النبوءة، حماقات بروكلين، أسفار في غرفة الناسخ، رجل في الظلام، اللا مرئيّ، حديقة الغروب. ومن دواوينه: اختفاءات، عملٌ أرضيّ، القصائد الكاملة. كتب اوستر للسينما سيناريوهات افلام: موسيقى المصادفة، دخان، زرقة في الوجه، لولو على الجسر. كما نشر ترجمات للشاعر الفرنسيّ ميلارميه، والفيلسوف الفرنسيّ سارتر، ومن كتبه النقدية والسيرة: اختراع العزلة، فنّ الجوع، الدفتر الأحمر، من اليد للفمّ. يعمل أوستر في قصائده تحت هيمنة عناصر واعية، حيث يدفع اللغة إلى حافة الانهيار مما يجعله يضع المنطوق بثوب الحقيقيّ المتغير، كاشفاً عن صوتٍ شعريّ يُخلص لنبضات رؤاه وأماني أحلامه الواعدة. ويتميز عالم أوستر الشعريّ، والروائيّ من بعده، بالبحث في تفاصيل: المصادفة، والوصف المتكرّر لحياة متقشّفة، والإحساس بكارثة وشيكة، السارد المحوريّ لشخوصه، فقدان قدرة الفهم، فقدان قدرة اللغة، وصف الحياة اليومية، الفشل، غياب الأب، التناصّ، التاريخ الأمريكيّ.