لم ينل الأدب الأمريكي شهرة عالمية لدي المنطقة العربية مثلما حدث مع الأدب الروسي أو الأدب اللاتيني، بل إن الامر وصل إلي حد بعض الأسماء التي أثرت الفن الروائي والقصصي مثل هيمنجواي ، فوكنر اللذين حصلا علي جائزة نوبل للآداب ، جون شتاينبك الذي تميز بأسلوب بسيط مثير للمشاعر، مما جعل العديد من القراء يعجبون بكتاباته، ، والشاعر والت ويتمان الذي اكتسب شهرة بقصيدة » أوراق العشب» التي ترجمتها هيئة قصور الثقافة في سلسلة المائة كتاب وغيرها ربما لأسباب تتعلق بتحويل أعمالهم الروائية إلي أفلام سينمائية عالمية مثل الروائي فيتزجيرالد لروايته »جاتسبي العظيم» والبعض الآخر قد يرجع إلي حركة الترجمة وربما هناك اسباب أخري من بينها السؤال الذي راودني وأنا أقرأ رواية » قصر القمر» للروائي المعاصر »بول اوستر» هل السياسة يمكن أن يكون لها تأثير علي حجب أعمال إبداعية جميلة ؟ مثل ما حدث مع هنري ميللر عندما منعت رواياته التي تشبه السيرة الذاتية من التداول في الولاياتالمتحدة فاضطر إلي نشرها في باريس . هل القبح يمكن أن يخفي الجمال؟، هل الاعلام مرتبط بمعرفة أدب بلد معين أكثر من غيره بالشكل التي يريد أن يصل به إلي العالم، أسئلة كثيرة جالت بخاطري كادت أن تفسد روعة تأثير رواية أوستر ، منذ أوائل السبعينيات تقريبا وحتي يومنا هذا يعتبر أدب ما بعد الحداثة هو أكثر أنواع الأدب شهرة، كأعمال توماس فينكون، وتيم اوبراين، وروبرت ستون، ودون ديليلو، وبول أوستر، وتوني موريسون، وفيليب روث، وكورماك مكارثي، وريموند كارفر، وجون تشيفر، وجويس كارول أوتس، وآني ديلارد. تعامل هؤلاء الكُتاب مباشرة مع أشياء عديدة، حيث أثرت الثقافة ووسائل الإعلام علي الإدراك الأمريكي للعالم، والتي يتم انتقادها مع الحكومة الأمريكية، والتاريخ الأمريكي نفسه، وخاصة الإدراك الأمريكي لتاريخه. لقد اشتهر الكثير من كُتاب ما بعد الحداثة باتخاذ مطاعم الوجبات الجاهزة، والأنفاق، أو الأسواق التجارية مكانا لرواياتهم. كم كتبوا عن المخدرات، وجراحات التجميل، وإعلانات التليفزيون. وفي بعض الأحيان، تبدو هذه الصور وكأنها احتفالات. اتخذ كتاب تلك المدرسة اتجاها يتسم بالوعي الذاتي، والسخرية. رغم ذلك لم يصل إلينا من إبداعاتهم إلا القليل من بين هذه الأعمال رواية قصر القمر لبول اوستر عن المركز القومي للترجمة.