أكد السيناتور جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، أنه يتطلع لاستكمال الجهود والوصول إلى حل للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية فاعلة ومستقلة متواجدة على الأرض تعيش في أمن وسلام مع إسرائيل، مشيرا إلى ما قاله الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد بداية فترة رئاسته عندما أطلق رؤيته الشاملة للسلام بأن هذا السلام يتضمن سلامًا مع الفلسطينيين وسوريا ولبنان وتطبيع كامل للعلاقات مع كل الدول في المنطقة. جاء ذلك في تصريحات للمبعوث الأمريكي عقب مباحثات مطولة له مع الأمين العام للجامعة العربية في ختام أول زيارة يقوم بها ميتشيل للجامعة العربية، وأوضح أن أوباما كان همه الرئيسي هو تحقيق سلام في الشرق الأوسط من خلال المفاوضات المباشرة التي انطلقت في سبتمبر الماضي. ولفت إلى أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قررا معا استكمال الجهود للتوصل لاتفاق سلام من خلال وجود مقاربات في القضايا الأساسية للصراع، وهو الأمر الذي يؤدي للتوصل لاتفاق سلام في النهاية. وشدد ميتشيل على أهمية بناء الثقة ووجود أرضية مشتركة حتى يمكن مرة أخرى إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة، وأضاف أن الأطراف قالت إنها تريد للولايات المتحدة أن تستمر في جهودها، وفي الأيام المقبلة فإن المفاوضات الأمريكية سوف تكون مع كل طرف على حده ونأمل حدوث تقدم خلال الشهور المقبلة على القضايا الأساسية لتصل لاتفاق إطار للسلام. ومن جانبه رحب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بالزيارة الأولى التي قام بها ميتشيل للجامعة العربية، وقال "رغم لقاءاتنا المتكررة في أماكن أخرى وتربطنا صداقة تمتد لعشرين عامًا ونحن نقدر جهوده وإخلاصه". وأضاف موسى أن المباحثات مع ميتشيل كانت صريحة ومنفتحة ودارت حول ما جرى من جهود أمريكية خلال العامين الماضيين وموقف إسرائيل وسياستها على الأرض، لافتا إلى أنه قدم شرحًا وافيًا للمبعوث الأمريكي حول الرؤية العربية. وقال موسى إنه استمع من ميتشيل لرؤية الإدارة الأمريكية بعد لقاءاتهم عدد من المسؤولين العرب، وتابع"إننا ندخل في منعطف دقيق وحساس في مسار عملية السلام". وردا على سؤال حول التحرك العربي المستقبلي قال موسى "إن كل ما ذكرناه من قبل حول وجود خيارات وبدائل مطروح للنقاش من قبل لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، وتابع أن الشيء الإيجابي عقب لقائه مع ميتشيل هو الحرص الأمريكي على الاستمرار في جهود السلام. وأكد موسى أن مناقشات اللجنة ستركز على سؤال وهو إلى أين نحن ذاهبون؟، لأن الوقت من ذهب ونريد المصداقية وتدارس الفائدة من عملية السلام. وقال إن أمريكا تشعر أن استمرار نشاطها بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد يؤدي خلال الشهور التسعة المقبلة إلى تحقيق شيء. ولفت موسى إلى أن "الوقت من ذهب، لا نستطيع كعرب الدخول إلى إدارة الأزمة بعيدا عن البحث عن الحل"، وقال "لقد وصلنا إلى نقطة فيها تفعيل العمل ووقف الاستيطان كشرط أساسي لاستئناف المفاوضات لأن الاستيطان يلتهم الأرض ولن يبقى شيء لإقامة الدولة". واعتبر أن بيان الاتحاد الأوروبي قيم وفيه الكثير من التأكيدات على المواقف الأوروبية السابقة عام 2009، لكن المهم هو أن تترجم هذه الأقوال إلى أفعال تنفذ ما ورد في البيان وليس التأكيد عليه.