جاء نبأ وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، بشكل مفاجئ اليوم السبت ليضع الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين، أمام وضع ملزم باختيار وليا للعهد، بعد أقل من 9 أشهر فقط على خلافة نايف، لأخيه الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود. تزيد وفاة الأمير نايف، من مخاوف البعض من احتمال وجود فراغ في السلطة خاصة أن الملك عبد الله، البالغ من العمر 87 عاماً كان قد خضع في نوفمبر 2010 إلى عملية جراحية في الظهر في نيويورك، ثم عملية ثانية مطلع ديسمبر من العام ذاته، كما ترددت تقارير أخيرا بأنه قلل من نشاطاته بسبب حالته الصحية. كان نايف، قد لعب دورا مهما مع بداية عام 2004، في تأرجح موازين القوى في المملكة العربية السعودية داخل الأسرة الحاكمة بعدما بدأ يفرض نفسه بقوة مدعوما من أشقائه الأمراء "السديريين"، وهم سبعة أمراء جميعهم من أم واحدة هي حصة بنت أحمد السديري، والذين يشكلون عصبة يصعب على الأمير عبد الله، ولي العهد القائم بأعمال الملك على مدى السنوات الثماني الأخيرة أن يتجاوزها أو أن يقلل من شأن ترابطها وقوتها. إلا أن السعوديين يعولون على عدم حدوث أي فراغ في الحكم، في ظل نظام "هيئة البيعة"، الذي أنشأه الملك عبد الله، قبل خمس سنوات، من أبناء وأحفاد مؤسس المملكة الملك عبد العزيز آل سعود، منوط بهم اختيار ملك البلاد وولي العهد عبر اقتراع سري في حال وقوع أي طارئ. وبحسب وكالة رويترز، يعد الأمير سلمان، وزير الدفاع، والبالغ من العمر 76 عاما، أحد أعضاء جناح الأمراء السديريين، أبرز المرشحين لولاية العهد السعودي. النظام السعودي يطبق الملكية المطلقة بطابع قبلي مركزي أحادي، يقوم فيه البناء التنظيمي للمؤسسة الملكية على تركيبة فريدة يراعى فيها الصراع والتنافس داخل العائلة فقط، على النحو التالي: الملك ثم الأشقاء، ثم الأبناء ثم باقي العائلة، ومن خلال هذه التركيبة الفريدة يتم توزيع المناصب العليا والمراكز المهمة بين أفراد العائلة، ومن خلالها أيضا يتم تقاسم المخصصات التي تجنيها العائلة من موارد الدولة. العمل الفعلى بنظام "هيئة البيعة" ليس سهلاً، خاصة أن عدد أفراد آل سعود، وصل إلى بضعة آلاف شخص بدرجة أمير، وتنبع جذور مشكلة الخلافة فى أن الملك عبدالعزيز، أنجب 45 ابنا منهم 23 مازال معظمهم على قيد الحياة، لكن كثيرين منهم يعانون ضعف صحتهم وكبر أعمارهم، كما لم يحدد الملك سعود، كيفية اختيار خلفائه، وهو الأمر الذي تقرر حسمه بنظام "هيئة البيعة". ومنذ تأسيس الدولة عام 1932 حافظت الأجنحة الرئيسية لعائلة آل سعود، على توازن دقيق مع رجال الدين الوهابيين للمشاركة في حكم المملكة. وبجانب أن نظام هيئة البيعة، يجعل قرار تداول الحكم جماعيا، فإن الملك بموجب النظام بعد مبايعته له الحق بعد التشاور مع أعضاء الهيئة فى اختيار من يراه الأصلح من أبناء مؤسس المملكة أو أبناء الأبناء لولاية العهد كما أنه له الحق فى أن يطلب من هيئة البيعة ترشيح من تراه لولاية العهد. لكن اختيار الملك لمن يراه لولاية العهد ليس نهائيا بل يجب أن يحصل على موافقة هيئة البيعة وفى حال عدم موافقة الهيئة، فإنها ترشح من تراه لولاية العهد إلا أن الملك من حقه الاعتراض على مرشح الهيئة وفى حال الوصول إلى وضع عدم الاتفاق بين الملك وهيئة البيعة على مرشح ولاية العهد يتم اللجوء إلى التصويت فى هيئة البيعة لحسم الأمر، والاختيار بين من اختاره الملك ومن رشحته هيئة البيعة، وتتم تسمية من ينال أكثر الأصوات وليا للعهد. وتشمل هيئة البيعة فى عضويتها أبناء مؤسس المملكة وأبناء الأبناء، بالإضافة إلى 2 يعينهم الملك أحدهما من أبنائه والآخر من أبناء ولى العهد.