قال الدكتور عبدالله المصلح، الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، والرئيس الشرفي لجمعية الإعجاز العلمي المتجدد في القرآن والسنة، إن مهمة البحث في الإعجاز العلمي بالقرآن والسنة، تهدف إلى أن تجلي للناس الحقيقة، وأن نكون قنطرة للتواصل العلمي العالمي فنحقق من خلالها خدمة الإنسانية في البحث عما ينفع الناس ويمكث في الأرض، ونثبت للعالم أن ديننا دين علم ومعرفة وصناعة حضارة من أجل حضارة إنسانية كريمة يسودها العدل ويصير العلم فيها خادمًا للناس معينًا لهم لا معول هدم وسبب دمار وبذلك يصبح الناس جميعًا في أمن وأمان، قال الله تعالى: " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم". وأضاف المصلح، خلال كلمته في المؤتمر الدولي السنوي الأول في لبنان في الإعجاز العلمي في القرآن، والذي يعقد في جامعة الجنان بطرابلس اللبنانية، على مدار يومي السبت والأحد، أن: " يطيب لي أن أتوجه بهذه المحاكمة العقلية إلى عقلاء الأرض، أقول بعث نبينا محمد في القرن السابع الميلادي وللدارسين في تاريخ الأمم والحضارات وتاريخ الإنسان على الأرض ممن كتب من المشارقة والمغاربة، مثل جان جاك روسو وغيره، وكل من كتب يُجمعون على أن ذلك القرن في آخرة ووسطه كان قرنًا جاهلًا ظالمًا وتسلط الإنسان على الإنسان، وهو القرن الذي بعث فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحدثنا عن حقائق بينة لم تكن معلومة فوق سطح الأرض في زمانه ولا قبل زمانه، وتجلت هذه الحقائق لأهل الاختصاص في هذا الزمان، وإذا بنا نجد هذا التلاقي المذهل بين الوجود العلمي المعرفي في القرن السابع الميلادي، من كان يعلم أن قيعان المحيطات مظلمة وأن الصعود إلى الطبقات العليا من الجو يؤدي إلى الاختناق، هذا ما نطق به القرآن الكريم وتجلي في هذه الأيام علميًا، وصدق الله حين قال: " ولتعلمن نبأه بعد حين"، و"قال الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها". وأردف الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة: "إني أدعو إخواني من العلماء والباحثين الالتزام بالمنهج العلمي وضوابط البحث في الإعجاز العلمي القرآن والسنة، بما يمكن أن نجمله الأمور الآتية، تجاوز الفرضية النظيرة وتخطيها إلى مرحلة الحقيقة العلمية التي لا تقبل النقض والتغيير، ووجوب دلالة ظاهرة على تلك الحقيقة في كتاب الله أو ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلالة النص والربط بين الحقيقة ودلالة النص بأسلوب سهل وميسر وأن تكون تلك الدلالة وفق مفهوم العرب الذي نزل القرآن بلغتهم". ومضى: " ويجب ألا نبحث في الأمور الغيبية التي اختص الله بعلمها والتي آمنا بها وصدقنا بمقتضاها، وأن يكون تفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة الصحيحة ثم بالآثار التي صحت عن سلف هذه الأمة ثم بدلالة اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم". واختتم الدكتور عبدالله المصلح كلمته بقوله: "إن معاناة البحث في هذا المجال وما نلاقيه من صعوبات ومتاعب وعوائق لنشر تلك القضايا، يذهب أثرها وينكشف غبارها عندما نرى عيانًا آثار وثمار بحوث الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وجدير بنا أن نذكر بعضًا منها تحفيزًا لهمم الباحثين كي يسلكوا هذا الطريق وينصروا دين الله من خلاله، أولًا الأثر البالغ الذي تتركه في قلوب المسلمين والتي يترجم بزيادة اليقين ونحن نواجه من يقول نحن لسنا بحاجة إلى الإعجاز نحن مسلمين، ونقول لهؤلاء الأحبة ولكن لن يكون يقينك كيقين أب الأنبياء إبراهيم والذي قال "رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي"، فطمأنينة القلب وراحة الضمير ومزيد العلم يرقي بالإنسان إلى مراحل ذقن الماء فاستقر فرأيت قعر اليقين أن تعبد الله كأنك تراه، ثانيًا الرد العلمي الدامغ على الأفكار التشكيكية لصحة الرسالة التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم". وانطلقت صباح اليوم، فعاليات المؤتمر الدولي السنوي الأول في لبنان في الإعجاز العلمي في القرآن، والذي يعقد في جامعة الجنان بطرابلس اللبنانية، على مدى اليوم السبت والأحد، 1-2 شعبان 1440 هجريًا الموافق 6-7 إبريل 2019 ميلاديًا، ويقام المؤتمر تحت رعاية وحضور مفتي الجمهورية اللبنانية سماحة الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان، والأستاذ الدكتور عبد الله المصلح، الرئيس الشرفي لجمعية الإعجاز العلمي المتجدد والأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، والدكتور علي فؤاد مخيمر، رئيس جمعية الإعجاز العلمي المتجدد بمصر. تصريحات الدكتور عبد الله المصلح