تمر اليوم الأربعاء الذكري ال22 لرحيل محمد عوض، الذي رحل عن عالمنا بعد رحلة طويلة من المرض اللعين، الذي تمكن تمامًا من جسده النحيل في أخر سبعة أيام من حياته. وقد جسد حقيقة مرضه في أخر فيلم قام ببطولته أمام النجمة ليلي علوي وهو "أى أى"، الذي ظهر خلاله وهو مريض جدًا، وبعدما فقد نصف وزنه بسببه، فبعد فيروس الكبد انتكس جسده بمرض السرطان والذي عجل في رحيله يوم 27 فبراير من عام 1997. وخلال رحلته الفنية التي بدأت منذ نعومه أظافره بالمسرح المدرسي، ثم انتقاله للمسرح الجامعي بكليه الآداب جامعة القاهرة، قبل أن ينضم لمعهد الفنون المسرحية وينطلق إذاعياً ومسرحيًا وتليفزيونيًا وسينمائياً ليصنع تاريخا فريدا بشخصيات مازالت تداعب وجدان المشاهد العربي بعد كل تلك السنوات من رحيله، فهو "أليط" الإذاعة و"عبيط" المسرح و"شرارة" التليفزيون والمدلل سينمائيًا، والذي قام ببطولة حوالي 150 عَمَلًا فنيًّا متنوعًا، مع قيامه بإنتاج عملين سينمائيًا هما "غرام في الطريق الزراعي" عام 1971، و"احترسي من الرجال يا ماما" عام1975، كما قام بالغناء في فيلم وحيد هو "أخواته البنات" عام 1976. وكان مولد محمد عِوَض في 12 يونيو عام 1932 بحي العباسية الجديد الذي كان يُستقبل الوافدين الجدد للقاهرة، حيث إن والده ووالدته ينتمون لمحافظة الشرقية، ولم يهملها الزمن الكثير من الوقت ورحلا عن عالمنا قبل ان يتخرج ابنهما محمد من كلية الآداب جامعة القاهرة قسم فلسفة والذي تخرج فيها عام 1957، وكان يريد ان يلتحق باحدي الكليات العسكرية في ذلك الوقت لحبه للوطن، ولكن تحمله مسئولية أخواته البنات، جعلته يمتهن الفن دون دراسة حتي التحق بمعهد الفنون المسرحية والذي تخرج منه عام 1962، وخلال تلك الفترة وعمله بالمسرح تعرف علي زوجته ذات الأصول التركية، وارتبط بها نهاية حياته، وانجب منها عيلة فنية مستمرة حتي الآن فابنه الأكبر عادل مخرج سينمائي، والثاني عاطف يعمل مصمم استعراضات، والثالث علاء ممثل سينمائي. وقبل أن يتخرج من معهد الفنون المسرحية، كون فرقة مسرحية واستغل دعم الكاتب الصحفي أنيس منصور الذي كان يدرس له في المعهد ليقنع الفنان سراج منير بإخراج مسرحياته التي كان يقتبسها من فرقه نجيب الريحاني، والذي انضم لها ليحصل علي أول اجر دائم في حياته والذي بلغ 7 جنيهات. وبسبب براعته ورغبته الملحة في التمثيل كان يحفظ جميع أدوار المسرحية، وذلك جعله يقوم بدور البطل عادل خيري اثناء غيابه، مما ثقل موهبته المسرحية التي قدمته للإذاعة ليتألق فيها ويضع بصمته من خلال شخصية "الأليط" ببرنامج ساعة لقلبك، وبعد أن شاهده الفنان عبد المنعم مدبولي ضمه إلي مسرح التليفزيون الذي أتاح له الانتشار في جميع البيوت المصرية، من خلال مسرحيات " جلفدان هانم، أصل وصورة، مطرب العواطف، العبيط". وقد ظهر ابداعه في المسرح عندما جسد أدوار أربعة شخصيات في مسرحية "نمره 2 يكسب"، والتي حققت نجاحًا فنيًّا ومادياً غير مسبوق، من بين 80 مسرحية قام ببطولتها. كما كانت شهرة محمد عِوَض قد ظهرت مسرحيًا، فإنه انطلق سينمائيًا من القمة منذ البداية حتي النهاية، وقد بلغ عدد أفلامه في فترة الستينيات 30 فيلمًا، مما جعله يسيطر علي فترة السبعينيات تمثيلياً وانتاجيًا، ويشارك كبار نجوم تلك الفترة بطولة الأفلام مثل النجمة سعاد حسني بطولة 6 أفلام هي "المغامرون الثلاثة عام 1965 ، شقاوة رجالة عام 1966 ، شقة الطلبة عام 1967 ، حلوه وشقية عام 1968 ، حواء والقرد عام 1968، بابا عايز كده عام 1968"، وقد بدأ مسيرته السينمائية بفيلم شجرة العائلة عام 1960. ومع شهرة عِوَض بتجسيد الإدوار الغريبة، كان دوره في مسلسل "برج الحظ" عام 1978، والذي جسد خلاله شخصية شرارة الشاب صاحب العيون الحاسدة الذي يهرب منه الجميع. محمد عوض و أحمد مظهر فى فيلم أكاذيب حواء محمد عوض فى لقطة من مسلسل "زهرة من بستان" محمد عوض مع هالة فاخر فى لقطة من مسرحية "الدكتور زعتر" محمد عوض فى أحد أعماله