تحل اليوم الذكرى الثامنة عشرة على رحيل فارس من فوارس الكوميديا الفنان محمد عوض الذي توفي في 27 فبراير 1997 عن عمر يناهز ال 64 عاما بعد صراع طويل مع المرض الخبيث استمر لمدة سبع سنوات دخل خلالها إلى المستشفى أكثر من مرة. ويعد الفنان محمد عوض من صانعي السينما المصرية لما له من رصيد كبير من الإنجازات في السينما والمسرح والتليفزيون. ولد محمد عوض يوسف ناصر الشهير ب"محمد عوض" في منطقة حي العباسية بالقاهرة في 12 يونيو 1932 وكان الابن الوحيد لأسرة تضم ثلاث بنات، ولأن والده فارق الحياة بينما كان مازال طالبا في التوجيهية فقد بدأت مسئوليته مبكرا وبعد حصوله على شهادة التوجيهية، فكر في الالتحاق بالكلية البحرية ليضمن بقاءه في عروس البحر "الأسكندرية" لأنه كان عاشقا لها، ولكنه عدل عن قراره رغبة في تحقيق ما أراد له والده فدخل كلية الآداب قسم فلسفة جامعة عين شمس عام 1951. عاش عوض حياة شاقة قاسية فبعد حصوله على التوجيهية عينه صديق والده بمصلحة المساحة بدلا من والده الراحل، وبعد تخرجه في الجامعة انتقل إلى هيئة الإصلاح الزراعي. ظهرت عليه موهبة التمثيل منذ الصغر وقام بأداء بعض الأدوار على مسرح المدرسة ثم الجامعة حيث شارك مع فريق التمثيل ومثله مثل جيله تأثر عوض بالفنان الكبير "نجيب الريحاني" وقام بأداء أدواره على المسرح وحاز العديد من الجوائز مما حفزه لبناء شخصيته الفنية. وبعد التخرج التحق عوض بفرقة التليفزيون المسرحية وأصقل موهبته بالتحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية. وفي عام 1956 التحق عوض بالعمل في المسرح الكوميدي الأول بمصر والعالم العربي حينذاك "مسرح الريحاني" وتقاضي أول أجر له وكان 5 جنيهات وكانت بدايته المسرحية في مسرحية "جلفدان هانم" وأدى أدواراً ثانوية في فرقة الريحاني، وتدرج إلى أن جاءت الفرصة عندما تعرض الفنان عادل خيري لوعكة صحية اضطر خلالها محمد عوض لأن يلعب أدوار خيري، بترشيح من الفنانة ماري منيب. وعندما بدأ تكوين فرقة "ساعة لقلبك" انضم إليها عوض وكان أحد مؤسسيها واستمر يعمل فيها حتى تم افتتاح مسارح التلفزيون التي أنتقل إليها كل نجوم الفرقة في أوائل الستينيات. كان الفنان الكوميدي محمد عوض يهوى التمثيل منذ الصغر، وصار مصدر رزقه طوال مسيرة مشواره الفني، قدم على مسرح التليفزيون العديد من أشهر المسرحيات مثل: "الطرطور" و"نمرة 2 يكسب" و"مطرب العواطف" التي رفعته من قائمة الفقراء لتضعه في قائمة الأثرياء. كون محمد عوض مع صديقه وجاره فؤاد المهندس "فرقة الكوميدي المصرية" واستأجرا "مسرح الزمالك" مع صلاح يسري وتقاسموا عليه المواسم المسرحية موسم لمحمد عوض وموسم لفؤاد المهندس على مدار 20 عاما إلى أن انتهت مدة الإيجار. وكانت "الافيهات" العفوية خفيفة الظل التي يطلقها على خشبة المسرح سبباً في نجاحه ونجوميته، وقد عرض محمد عوض على خشبة المسرح أكثر من 30 عملا مسرحيا مثل : مقالب "سكابان مولير" من الأدب العالمى، العبيط، المهزلة، والدكتور زعتر. وقدم لتاريخ السينما المصرية نحو 80 فيلما وكانت أول مشاركة له في فيلم "شجرة العائلة" بطولة عبد السلام النابلسي وماري منيب, وفتحت له السينما أبوابها على مصراعيها ومنحته جمهورها. وكان آخر أدواره هو "آي آي" الذي صور فيه موته وكيف سيحدث، وشاركته البطولة ليلى علوي، وأشرف عبد الباقي. وقدم للتليفزيون العديد من المسلسلات منها: "البراري والحامول" و"بنت الحتة" و"أهلاً ياجدو العزيز" و"برج الحظ". كان شعار محمد عوض الذي يردده دائماً: "شعار الضحك للضحك هدف عظيم، وإضحاك الجماهير في حد ذاته عمل عظيم أيضاً، والأعظم أن يمزج الممثل بين الضحك والمواقف الإنسانية المؤثرة" ومن هنا يمكن القول إن دراسته للفلسفة وعلوم الاجتماع, أفادته وجعلته يتعامل مع كل شخصية أو نموذج بشري يجسد دوره على المسرح, بدراسة واعية، ومنطقية، وواقعية. خاض محمد عوض تجربة الإنتاج مرة واحدة خلال مشواره الفني وكان ذلك في فيلم "احترسي من الرجال يا ماما" عام 1975م. وعن حياته الأسرية، تزوج محمد عوض من زميلة الدراسة قوت القلوب مازن, التي أنجبت له ثلاثة أولاد اتبعوا طريق والدهم حيث دخلوا مجال الفن ولكن في تخصصات مختلفة وهم: عادل عوض "مخرج" وعاطف عوض "مصمم استعراضات", وعلاء عوض "ممثل". تم تكريم الفنان محمد عوض أكثر من مرة على مجمل أعماله السينمائية والمسرحية، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة خلال مشواره الفني الطويل الذي استمر على مدار أكثر من 40 عاما من العطاء الفني.