لن يُصبح البرلمان مجرد ساحة جافة لممارسة السياسة، لكنه سيصبح أجمل حين تفوح في جنباته العطور الباريسية بدلا من دخان السجائر، وعندما تتهادى فيه الثياب الفاخرة بجوار الجلاليب، حيث يمكن بسهولة سماع الكلمات الرقيقة بدلا من الألفاظ الحادة، أما "دقات" الكعب العالي، فمن المؤكد أن تكون مسموعة الصوت في طرقات ودهاليز المجلس الجديد. ليس هذا فقط، لكن المؤكد أن سلوك النواب الرجال ربما يختلف، فبعض نائبات الكوتة يعتقدن أن النواب الرجال سيحرصون على مظهرهم، وعلى طريقة حديثهم، وربما دفع وجود السيدات في المجلس، إلى اختفاء ظاهرة النواب الصامتين، الذين لا يتكلمون طوال الدورة البرلمانية، كما ترى عددا من النائبات الجدد. بابتسامة رقيقة قالت نائبة سوهاج الدكتورة هبة العطار "بعد دخول النص الحلو للبرلمان أكيد هيكون أجمل"، موضحة أنه سيكون هناك منافسة بين الرجل والمرأة ستنعكس على أداء كل منهما في البرلمان، فالنائب سيحاول أن يُقدم أقصى ما عنده ليتفوق على المرأة، في الوقت الذي سترفض فيه المرأة أن تكون مجرد كائن ضعيف. قررت هبة بعد فوزها في انتخابات مجلس الشعب أن تغير أسلوبها في الحوار بعد أن كانت تتعامل مع رجل الشارع البسيط في دائرتها بسوهاج، أما الآن بعد أن أصبحت نائبة بالبرلمان، فهي ترى أن أسلوبها سيزداد رُقيًا، خاصة وأنها أستاذة في الجامعة. ولأن الأضواء ستكون مُسلطة على المرأة في البرلمان– على حد قولها - تعتقد هبة العطار أنه سيكون هناك "سباق على الأناقة" فكل نائبة ستسعى لتظهر بأفضل ما عندها، فالفكرة التي ستطرحها في المجلس لابد أن تتجمل بقدر من الأناقة في المظهر ولكن بدون مغالاة، على أن تلتزم بجدية في المظهر تليق بها كنائبة في البرلمان. تتمنى هبة، بعد دخول مجلس الشعب أن يكون هناك استراحات خاصة بالسيدات غير مختلطة "أنا سيدة ليا جذور صعيدية، ومبحبش الاختلاط"و تضيف أن الاختلاط له سقف معين، ويجب أن يكون في إطار محافظ حتى تكون سيدة البرلمان لها تقديرها واحترامها عند الآخرين من النواب. تختلف معها سلوى عمارة الفائزة بمقعد كوتة المرأة بالغربية، حيث ترى أن "الاختلاط أمر ضروري ليُحدث نوعًا من الجدال والنقاش، فتبادل الآراء بين نواب البرلمان بشكل عام، سواء رجل أو امرأة، يساعد على حل المشكلة المطروحة". تتوقع عمارة أن التعامل بين الرجل والمرأة في البرلمان سيكون على درجة عالية من الرُقي والتقدم، وستكون هناك مراعاة لوجود المرأة لحرص الرجل على اختيار ألفاظه ولا تعتقد بإمكانية وجود ألفاظ خارجة مثل ما حدث من قبل، فالكل سيتجمل فى أسلوبه وحديثه وطريقته قدر المستطاع. وترى سلوى أن المظهر و"الشياكة"عليهما عامل كبير في رُقي الأداء في البرلمان، فيجب ألا يلفت الأنظار من شدة أناقته ولا يشمئز أحد من عدم تناسقه. وتكمل عمارة حديثها موضحة أن الأناقة والبساطة لابد من وجودهما لأن "العين علينا". توافقها الرأي نادية عبده النائبة الفائزة بمقعد الكوتة عن الإسكندرية، التي ترى أن البرلمان مكان عمل "طبعا لازم أكون شيكا وأنيقة لأني في الأول والآخر سيدة ولكن لابد أن يكون ذلك بدرجة معقولة، وأكيد شكلي هيتغير في البرلمان عن شكلي لما بنزل في منطقة شعبية تابعة للدائرة" لأنها تحب أن تقترب من عقلية الناس وتحترمهم، فلا يجوز لها أن ترتدي ملابس أنيقة لتتعالى عليهم. ترى النائبة سوسن حجاب عن شمال سيناء أن دخول السيدات المرشحات إلى البرلمان هو تغيير للأفضل بكل المقاييس، مشيرة إلى أن المرأة ستستطيع أخيرا أن تُعبر عن الكثير الذي لم يكن متاحًا من قبل". وتستطرد سوسن قائلة: إن وجود المرأة فى ساحة البرلمان سيجعل كل نائب يحاول أن يظهر بأفضل شكل ممكن في أسلوب النقاش وطريقته في التعامل الذي سيصبح على درجة كبيرة من الرُقي والتحضر، على حد قولها. وبالنسبة لسيدات البرلمان فلابد أن تكون على درجة عالية من الأناقة، ولكن مع الحفاظ على السمة والشكل الذي عرفها به الجميع. تقول سلوى النخيلي الفائزة بمقعد الكوتة عن محافظة الأقصر أن المرأة سيكون لها دور كبير في البرلمان فهي بطبيعتها "لحوحة" ولديها إصرار وعزيمة على أن تثبت وجودها في أي مكان وليس البرلمان فقط، وستجعل النائب الصامت يخرج عن صمته ويتحدث ليثبت جدارته أمامها، مشيرة إلى أن أسلوب النائب سيخلو من التعصب والألفاظ الحادة وهو ما يمنع أي مشادات بين أعضاء البرلمان مثل ما حدث في الدورات السابقة. ترى سلوى النخيلي في نفسها القدرة على الحديث الممتع والإقناع دون أن يمل منها الآخرون، فهى من الرائدات في التنمية البشرية وتنمية مهارات الذات ولذلك فهي تستطيع أن تتحدث مع رجل الشارع والنائب فى البرلمان بشكل جيد.وتضيف: "كل واحد ربنا مديله قدرات وملكات والشاطر اللي يستغلها صح". تقول سلوى أن النائبة لابد أن تتحلى بالخلق والثبات والأناقة والشياكة، فلابد تظهر بمظهر لائق أمام هذا المجتمع الجديد، فالمظهر أمر ضروري بالنسبة للنائبة لأنه يَنُم عن ثقافة الشخص ولباقته و"أعتقد أن النائبة لو لبست لبس عادي مش هتبان فى البرلمان". فالجميع يجب أن يرى نائبة البرلمان "شيك جدًا".وتعتقد سلوى أنه سيكون هناك سباق على الأناقة فى البرلمان لأن كل نائبة هي فى الأساس "ست ولازم تكون شيك"، وتضرب مثلا على ذلك بأناقة مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا. ورغم أنها نائبة من صعيد مصر إلا أنها ترى أنه طالما أن السيدة أو النائبة قبلت أن تقتحم الحياة السياسية، فيجب أن تتقبل الاختلاط بين الرجل والمرأة فى البرلمان، حيث يمكن أن تستفيد النائبة من خبرات الرجل النائب ويقوم بتوجيهها فى قضية معينة "يبقى ليه أضيع الفرصة دي"، خاصة وأن النائب فى البرلمان هو رجل واعٍ مثقف.