اعتبرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن قيام البنتاجون الأمريكي بوقف دورات تدريبية كان يتم تدريسها لضباط الجيش الأمريكي وتعتبر أن الإسلام بصفة عامة هو عدو الولاياتالمتحدة وليس فقط " الإرهابيين" ما هو الإ إجراء قام به البنتاجون بعد أن "علت وجهه حمرة الخجل". ولفتت الصحيفة فى تقرير أوردته على موقعه الإلكترونى إلى أن البنتاجون الأمريكى اعترف بأن معلمين بقواته المشتركة فى القواعد العسكرية بولاية فيرجينيا كانوا لا يزالوا أخيرا يقومون بتدريس مناهج تدافع عن "شن حرب شاملة" على الإسلام. وأوضحت الصحيفة أن هذه المناهج قد تتطلب محو وتدمير مدن مقدسة كمكة والمدينة المنورة دون مراعاة المدنيين الموجودين هناك. وأمر البنتاجون بفتح تحقيق حول هذا المناهج وجرى إيقاف الأستاذ المسئول عن تدريسه وهو الليفتنانت كولونيل ماثيو دوللي ، حيث قام دوللى بتدريس الدورة في كلية ضباط الأركان في نورفورك بولاية فيرجينيا أحد المعاهد العسكرية المتخصصة في تدريس المواد المتعلقة بالتخطيط للحروب وتنفيذها لضباط الرتب الوسطى. ولفتت الصحيفة إلى أن دوللي قال للمتدربين فى شهر يوليو الماضي: إن المسلمين "يكرهون" كل ما تدافع عنه الولاياتالمتحدة، واعتبر في محاضرة أن معاهدات جنيف الخاصة بالصراعات المسلحة لم تعد صالحة للتطبيق في وقتنا الحالي ، منوها إلى أن ذلك يتناقض مع الموقف الرسمي الأمريكي القائل بأن الولاياتالمتحدة تحارب" الإسلاميين المتطرفين" وليس الدين الإسلامي الذى يدين به 1.4 مليار شخص حول العالم. ومضت الصحيفة تقول: إنه تم تأجيل العمل بالبرنامج بعد تلقى البنتاجون شكاوى بشأن البرنامج فى حين كشف جهاز الاستخبارات الأمريكية (اف بى آى) أنه أيضا تم اجباره مؤخرا على مراجعة بعضا من مواده التعليمية لإزالة أية إشارات قد تسيىء إلى الإسلام. ونسبت الإندبندنت إلى الجنرال مارتن ديمبسى رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة قوله فى مؤتمر صحفى بالبنتاجون: إن " هذا أمر معارض تماما لقيمنا ولا يمكن تدريسه على المستوى الأكاديمى.. مضيفا هذا لا يتعلق بالعمل على إعادة الفكر الليبرالى". ورأي ديمبسي أن هذه الدورة تتناقض مع حرص الولاياتالمتحدة على الحرية الدينية، فيما علقت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، في إبريل الماضي هذه الدورة التدريبية الاختيارية وأوقفتها. وافترضت المحاضرات أن الولاياتالمتحدة في حالة حرب مع الإسلام، وناقشت فرضيات تدمير المدن المقدسة للمسلمين مثل مكة والمدينة من خلال هجمات نووية أو بقصف مكثف، على غرار ما تعرضت له مدينة هيروشيما اليابانية ومدينة دريسدن الألمانية إبان الحرب العالمية الثانية. وأمر البنتاجون بفتح تحقيق حول هذا المقرر وجرى إيقاف الأستاذ المسئول عن تدريسه وهو الكولونيل ماثيو دوللي. ونوهت الصحيفة إلى أن هذه الدورات الدراسية تم تدريسها خمس مرات فى العام لمجموعات تتكون الواحدة منها من عشرين ضابطا، مما يعنى أنه تم تدريسها لأكثر من 800 ضابط أمريكي قبل أن يقوم البنتاجون بوقف هذا البرنامج، مشيرة إلى أن دوللى شارك فى العديد من الحروب فى العراق والبوسنة والكويت وغيرها. وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي قد أوقف العام الماضي برامج تدريب لضباطه بعد أن تبين أنها توجه انتقادات بصفة خاصة إلى الإسلام.