على هامش مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن، تحدث ل"بوابة الأهرام" العالم الأزهري الدكتور شريف عبدالله المستشار الشرعي بمحاكم دبي؛ أستاذ الثقافة الإسلامية بأكاديمية شرطة الإمارة، المشرف على برنامج الحافظ الشرطي، مثمنًا الجهود المخلصة في خدمة كتاب الله، من قبل اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، برئاسة المستشار إبراهيم محمد بوملحه المستشار الثقافي والإنساني لحاكم دبي. وقال الدكتور شريف عبدالله: جائزة دبي الدولية للقرآن وُلدت كبيرة؛ لأن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، منذ إصدار أوامره بإنشائها وانطلاق مسابقاتها، وهو يرعاها، ويتابع كل صغيرة وكبيرة فيها؛ مدللًا على ذلك بالتوسع في عدد فروع الجائزة الذي وصل، على مدى 21 عامًا، إلى 12 فرعًا هي: تكريم شخصية العام الإسلامية، والمسابقة الدولية للقرآن الكريم، ومسابقة الشيخة هند بنت مكتوم، ومسابقة الشيخ راشد بن محمد آل مكتوم لأجمل ترتيل، وبرنامج الحافظ المواطن، وتحفيظ القرآن في المؤسسات العقابية والإصلاحية بدبي، والمحاضرات والندوات، والبحوث والدراسات، وتعليم القراءات، ومصحف الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ومركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمخطوطات القرآنية، ومسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم للإناث، التي نحن بصدد دورتها الثالثة. وتابع المستشار الشرعي: الحق يقال أن جائزة دبي أخذت صيتًا عالميًا واسعًا جعلها على رأس المؤسسات الخادمة للقرآن الكريم؛ وذلك يرجع إلى أن فريق العمل بقيادة المستشار بوملحه، لا يألون جهدًا في العمل على تطوير الجائزة ومتابعة صداها في كل البلدان، فضلًا عن لائحتها التحكيمية التي رجعت إلى الأصيل والقديم في الهيئات الدولية بمصر والسعودية وغيرهما لتأخذ منها، وزادوا على ذلك، وكنت شاهد عيان على هذا التطوير من خلال مشاركتي في التحكيم 5 مرات في مسابقات الجائزة، فقد كنا نحكم بالقلم والورقة؛ حتى وصلنا إلى التحكيم الإلكتروني الذي يتسم بالدقة والشفافية؛ حتى أصبح يُستعان بتلك الأساليب والمعايير في المسابقات الدولية للقرآن الكريم. وعن الاستشارية الشرعية لدى محاكم دبي، وضّح الدكتور شريف عبدالله، أن الإمارات العربية المتحدة اتخذت بعض السبل في التقاضي للحد من نسب الطلاق في المجتمع الإماراتي؛ فلو أن امرأة اشتكت زوجها فهي تذهب للتوجيه الأسري أولًا قبل أن تذهب إلى القاضي مباشرة، لمناقشة الأسباب والوقوف عليها ومحاولة الإصلاح بينهما، فإذا لم يحدث، يحولهما التوجيه الأسري إلى القاضي الذي يوكل إلى المستشار الشرعي إصدار الحكم النهائي بعد محاولة أخيرة للصلح بين الزوجين، ثم يُرفع الحكم الأخير للقاضي مرة أخرى فيقول: حكمت بما حكم به المحكم الشرعي. أما عن رأيه في فوائد المسابقات القرآنية، فيرى العالم الأزهري أنها ترجمة لقوله تعالى "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"، فتلك خطوة من خطوات حفظ القرآن التي بدورها تحفظ اللغة العربية، وبحفظهما معًا تُحفظ الأمة الإسلامية، مضيفًا أن المسابقات القرآنية لغة صامتة تجابه كل فكر شرس يريد أن ينال من الإسلام والقرآن، ومن ثم فهؤلاء الحفَّاظ هم سفراء يدافعون عن الدين الحنيف بالحكمة والموعظة الحسنة. ونصح الدكتور شريف عبدالله المستشار الشرعي بمحاكم دبي، الحافظات والحافظين عند تلقي السؤال بالمسابقات القرآنية، أخذ نفس عميق، والتفكر في السؤال، ثم وضع العين على الصفحة يمين أم يسار، وكأن المصحف مفتوح أمامه، وبعدها يبدأ الانطلاق في القراءة، باعثًا رسالة إلى شباب الأمة مفادها أن «من أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن، ومن أرادهما معًا فعليه بالقرآن». محرر بوابة الأهرام مع المستشار الشرعي الدكتور شريف عبدالله