أصيب مصور وكالة فرانس برس في قطاع غزة، محمد عبد البابا برصاص الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة، أثناء تغطيته الاحتجاجات على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل. وأصيب محمد عبد البابا (46عاما) الذي يعمل في وكالة فرانس برس منذ العام 2000، برصاصة أسفل ركبته اليمنى بينما كان يلتقط صورة على مسافة 200 متر من السياج الفاصل عن إسرائيل على الحدود الشرقية لمخيم جباليا شمال قطاع غزة. وكان يرتدى درعا واقية للرصاص تحمل شارة الصحافة ويضع خوذة مكتوبا عليها "صحافة". وقال البابا "كنت أصور في منطقة شرق جباليا، بينما بدأت احتجاجات محدودة في المنطقة، كنت على بعد عشرات الأمتار من المتظاهرين الفلسطينيين والمواجهات هناك كانت محدودة جدا". وأضاف "أحضر المسعفون مصابا توجهت لتصويره، وعند تصويري للمصاب تم إطلاق النارعلي وأصبت تحت الركبة بقليل، كما أصيب في الوقت نفسه نحو ستة أشخاص كانوا بالقرب من المصاب وجميعهم أصيبوا في منطقة الركبة". وأحدثت الرصاصة كسرا في الساق بحسب الأطباء في مستشفى العودة في مخيم جباليا شمال القطاع حيث نقل لتلقي العلاج. وأوضح أحد الأطباء أن الطواقم الطبية "ستجري له عملية جراحية لتثبيت العظم"، ووصف جروحه بأنها "متوسطة ومستقرة". ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على ما حصل حتى الآن. ومنذ عمله في وكالة فرانس برس، شارك البابا في تغطية الحروب الإسرائيلية الثلاث على قطاع غزة، إلى جانب مشاركته اليومية في تغطية الاحتجاجات التي بدأت على طول الحدود بين القطاع وإسرائيل منذ 30 آذار/مارس الماضي، حيث انتشرت صوره على نطاق واسع عالميا. ومحمد البابا هو أصلا لاجئ من مدينة اللد نشأ في مخيم يبنه في رفح جنوب القطاع ويعيش في مدينة غزة. وحاز البابا العديد من الجوائز العربية والدولية عن فئة التصوير الفوتوغرافي. وتجمع الجمعة آلاف من الفلسطينيين على طول الحدود بين القطاع وإسرائيل بناء على دعوة من الهيئة الوطنية العليا ل"مسيرات العودة وكسر الحصار" المشرفة على الاحتجاجات. وأعلنت وزارة الصحة في غزة مساء الجمعة "إصابة 386 فلسطينيا بجروح متوسطة واختناق بالغاز"، مشيرة إلى أن خمسة جروحهم "خطيرة". ومنذ 30 مارس الماضي تشهد المناطق الحدودية بين قطاع غزة وإسرائيل مواجهات أسفرت عن مقتل أكثر من 125 فلسطينيا وإصابة الآلاف. وبدأ الفلسطينيون بتنظيم هذه الاحتجاجات التي أطلقوا عليها اسم"مسيرات العودة" لتأكيد حق اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم وبيوتهم التي هجروا منها عام 1948 لدى قيام دولة إسرائيل ولكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أكثر من عقد. وقال الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة "إن الاحتلال الصهيوني يستهدف سيارات الإسعاف بقنابل الغاز المباشرة شرق خان يونس"، لافتا إلى "إصابة سيارة إسعاف للهلال الأحمر بقنبلة غاز مباشرة في زجاجها الأمامي". وبلغت الاحتجاجات ذروتها في 14 مايو تزامناً مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس حيث قتل حينها 61 فلسطينيا.