بدأ فيروس الحمي القلاعية "سات 2" فى إلقاء ظلاله الثقيلة علي عمليات الاستيراد للعجول الحية المستوردة من أثيوبيا والسودان، حيث يعقد غداً بالهيئة العامة للخدمات البيطرية اجتماع اللجنة القومية العليا لبحث موقف الاستيراد والمخزون الاستراتيجي من اللحوم استعداداً لشهر رمضان المبارك. ويتم ذلك فى ضوء التقارير التى وضعت عمليات الاستيراد غير الشرعي للعجول الحية الافريقية فى دائرة الاشتباه بإصابة مصر بالحمي القلاعية الجديدة فى فبراير الماضي. ويحسم الاجتماع الذي يشارك به نحو 40 خبيراً من أساتذة كليات الطب البيطرى وممثلي وزارات الزراعة والصحة والتجارة والتعاون الدولي والدفاع ويرأسه اللواء أسامه سليم رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية موقف الاستيراد بصورة حاسمة من أفريقيا للعجول الحية وتشير المؤشرات الأولية وفقاً لمصادر بوزارة الزراعة إلي صدور قرار بوقف الاستيراد حتي انتهاء أزمة الحمي القلاعية تماما، خوفا من ظهور أنواع جديدة من الحمي القلاعية فى مصر. وكشفت المصادر أن الهيئة البيطرية تعرضت لضغوط كبيرة خلال الفترة الماضية وحتي قبل رصد الحمي القلاعية فى مصر بهدف إيقاف الاستيراد للماشية الحية الأفريقية بجميع أنواعها إلي مصر وتبع ذلك إرهاب معنوى للجان البيطرية بإبلاغ الجهات الرقابية بشكاوي كيدية بموافقتها علي جلب شحنات من العجول الحية غير مطابقة للمواصفات المصرية للاستيراد من الخارج وهو ما دفع 90% من الشركات المستوردة للعجول الحية الي الاحجام عن الاستيراد للحيوانات الأفريقية اعتراضا علي سياسات وزارة الزراعة وفشلها فى ادارة الملف الافريقى المنوط بها، وهو ما دفع بالمخزون الإستراتيجي من العجول الحية فى مصر استعدادا لشهر رمضان ليقترب من الصفر و90 % من الشركات احجمت عن الاستيراد. وقالت المصادر الرفيعة المستوي إن ذلك يعد تكراراً مفزعاً لأحداث عام 2006 عندما تم إيقاف الاستيراد لنحو 3 سنوات بعد اجتياح مرض الحمي القلاعية "عترات 0" لمصر وإن كان الفارق كبير الآن، حيث تخضع عمليات الاستيراد الشرعي لرقابة بيطرية صارمة سواء فى دولة المنشأ أو فى مصر كما نجح المستوردين فى إنشاء محاجر ومجازر حدودية لاستقبال الحيوانات فى مصر ولا يسمح بخروجها من المجزر فى المناطق الحدودية الا كلحوم مذبوحة مبردة فقط بينما كان فى 2006. ومن جانب آخر، بدأ تجار الجمال علي مستوي الجمهورية إضرابا مفتوحاً ينتهي اليوم الثلاثاء ضد قرار وزير الزراعة بوقف نقل الجمال بين المحافظات حيث أوقف أرزاق آلاف العاملين فى تجارة الجمال البالغة نحو 250 ألف رأس سنوياً، و يبذل رئيس الرابطة حسن حافظ جهودا كبيرة لاحتواء غضب التجار ومنع تصاعد الاضراب الذي يهدد بنقص ما لا يقل عن 50 ألف طن من اللحوم توفرها الجمال فى السوق المصرية. وفى الاطار نفسه بدأت امس الإجتماعات الرسمية لوفد مريال العالمية للقاحات البيطرية برئاسة ليوسي شارفيت المدير العالمي للمجموعة مع مسئولى وخبراء الهيئة البيطرية لعرض النتائج النهائية للقاح الأمثل لمواجهة الحمي القلاعية سات 2 والاتفاق علي توريده لمصر خلال 7 ايام بدعم من الحكومة الفرنسية.