كشف مؤتمر الجمعية المصرية للشبكية والجسم الزجاجي للمرة الأولى خلال مؤتمر صحفي اليوم عن بارقة أمل جديد في علاج فقدان البصر الناتج عن الإصابة بمرض تحلل مركز الإبصار المرتبط بالتقدم في السن والذى يعد السبب الرئيسي في فقدان البصر لمن تجاوزوا سن ال 55 ، حيث طالب الأطباء المتخصصون خلال المؤتمر بضرورة توفير العلاج من خلال التأمين الصحي لإنقاذ المرضى من العواقب الوخيمة للمرض. وأوضح الدكتور هاني حمزة أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة القاهرة، وسكرتير عام الجمعية المصرية للشبكية والجسم الزجاجي أنه "عندما يتطور مرض تحلل مركز الإبصار الرطب، فإنه يدمر الرؤية المركزية التي يحتاجها كلٌ منا لتمييز الوجوه، والقراءة، ومختلف الأنشطة اليومية. وعلى الرغم من انتشار المرض بمعدلاتٍ تصل إلى ضعف معدلات انتشار مرض الزهايمر، فكثير من الناس لا يعرفون شيئاً عن تحلل مركز الإبصار المرتبط بالتقدم في السن". وأضاف أن تحلل مركز الإبصار يصيب واحداً من بين كل 10 أشخاص فوق سن ال55، وهناك نوعان من المرض (الجاف والرطب). ويعتبر تحلل مركز الإبصار الرطب النوع الأشد خطورة، فهو المسئول عن 90% من حالات العمى الناتجة عن الإصابة بالمرض، مشيراً إلى التزايد الملحوظ في أعداد الحالات المهددة بالعمى نتيجة الإصابة بالمرض، خاصة بعدما أشارت التقديرات أن 500 ألف شخص سيفقدون بصرهم سنوياً، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين إلى 6.3 مليون شخص في 2030. وأكد أن الاكتشاف المبكر للمرض وعلاجه عاملان أساسيان للحفاظ على البصر، والجدير بالذكر أن تحلل مركز الإبصار الرطب من الممكن أن يؤدي إلى فقدان الرؤية خلال فترة لا تتعدى ثلاثة شهور، وفي حالة عدم تلقي العلاج، سيصاب المريض بالعمى التام خلال عامين فقط. ومن جانبه صرح الدكتور مجدي موسى، أستاذ طب وجراحة العيون كلية الطب، جامعة طنطا قائلاً: "اهتم المؤتمر بمناقشة العلاج الجديد لتحلل مركز الإبصار، وهو ما يطلق عليه مثبط نمو الأوعية الدموية، الذي يمثل بارقة الأمل لاستعادة النظر". ونوه د.مجدي أن هذا النوع من العقاقير يستهدف عامل نمو بطانة الأوعية الدموية، وهو البروتين المسئول عن تكوين أوعية دموية جديدة في العين، ففي حالة الإصابة، تكون تلك الأوعية الدموية غير مستقرة وتسبب ارتشاحات للدم وسوائل أخرى تحت الشبكية، مما يسبب فقدان الرؤية المركزية. وأضاف د.مجدي قائلا: "توفر العديد من الدول المثيلة علاج تحلل مركز الإبصار الرطب، وفي ظل وجود أكثر من 50 ألف مريض في مصر، يتعين علينا أن نسير على نفس الخطى. ويجب التعامل مع تحلل مركز الإبصار الرطب باعتباره مرضاً مزمناً يؤدي إلى نتائج خطيرة، لتيسير الحصول على العلاج لإنقاذ المرضى. كما سيحد ذلك من معدلات فقدان البصر، فضلاً عن تخفيف الأعباء النفسية والجسدية والاقتصادية المصاحبة للمرض.