"أنا المهدي المنتظر.. أنا حامل الكتاب"، كلمات ترددت بعقل الجاني حتى تحول الوهم إلى حقيقة سائدة، يقودها هدوء الطبع الذي أشار بعين ثاقبة عن ثقة النفس التي كان يكفر بها كل من حوله بدعوى أنه "المختار" ليقوده الجنون وادعاء النبوة إلى إنهاء حياة أعز الناس لقلبه بدماء باردة، بعد أن أقحم نفسه فى لعبة "الحوت الأزرق". انتقلت "بوابة الأهرام" لمكان الواقعة التي ارتكبت أول أمس بإحدى الحارات الكائنة بمنطقة الصفتاوى بدائرة قسم شرطة إمبابة، والتي راح ضحيتها "محمد. أ" بعد تلقيه 10 طعنات نافذة أثناء نومه وبدم بارد علي يد سنده الوحيد، ولاذ بالفرار عقب تأكده من وفاته . المحرر مع جيران المتهم المحرر مع جيران المتهم "مسرح الجريمة..وصرخات الاستغاثة" داخل شقة سكنية بعقار قديم، والكائن عنوانه ب"95شارع أبو جابر" حدثت جريمة هي الأبشع كما وصفها سكان المنطقة، مشيرين إلي أنهم لم يروا مثل هذا الأمر منذ 10سنوات بعدما ألقي القبض علي أحد الأهالي غارقاً في دماء أنجاله الصغار بعدما قام بذبحهم الواحد تلو الآخر. حتى الأمس القريب كانت الأمور تسير في طريقها الطبيعي، الكل منشغل بالبحث عن لقمة العيش، ورغم التباعد الاجتماعى الذي أصاب سكان المنطقة، إلا أن ما يحدث من أمور غريبة يتردد سماعها علي أذهان الكثيرين، كعادة الحارة الشعبية "لا يخفي سر ولا تختفي الحقيقة ولكن تتعدد الروايات" حتى حدث ما حدث وانطلقت صرخات الاستغاثة التي أشعلت نيران الفضول في قلوب أهالي المنطقة، والتي بدورها حركت بوجدانهم دافع الشهامة لإغاثة المنادي. منطقة سكن المتهم شاهد عيان: الجاني كان يردد "أنا المهدي المنتظر" "في تمام الخامسة مساءً سمعنا أصواتا، وعويل الجيران". بهذه الكلمات بدأ "تامر" أحد الجيران وشاهد عيان علي الواقعة، مشيراً إلي أنه فور سماع الصراخ توجه على الفور إلى مكان الجريمة، ليشهد اللحظات الأخيرة قبل أن يلفظ المجني عليه أنفاسه الأخيرة، منوها بأنه فور استفاقته من صدمة ما رأي قام بحمل المجني عليه ونقله إلي المستشفي، هو وبعض الأشخاص ممن سارعوا لمعرفة ما حدث، إلا أن القدر قد سبق ووضع لمساته الأخيرة، ليلقي المجني عليه حتفه قبل وصوله لتلقي العلاج. وأشار إلى إلي أنه رغم الانطوائية التي كان يعيش خلالها الجاني، إلا أنه كان دائم التوقف ومحادثة شباب المنطقة عن الصلاة، واتهامهم بالكفر لعدم مواظبتهم عليها، ورغم طباعه الهادئة كما وصفه "بالبرود"إلا أنه قد ظهرت عليه بالآونة الأخيرة علامات تعجب كبيرة، فمنذ ما يقرب الخمس سنوات وبعد فشله في الحصول علي عمل، كان يتفوه بالعديد من الجمل التي أثارت تساؤلات كثيرة ممن حوله، حيث زعم أنه "المهدي المنتظر، وأنه رسول من عند الله، وأنه حامل الكتاب" بالإضافة إلي تفوهه بأحلامه التي تعد رؤى واضحة وسندا علي أفعاله من عند الله علي حد قوله، الأمر الذي علي أثره تعامل معه الأهالي علي أنه "مريض نفسي"، مشيرا إلي أنه قبل وقوع الجريمة بأيام قليلة كان من المفترض أنه يصطحبه والده إلي مستشفي الأمراض النفسية والعصبية. "الحوت الأزرق".. وعلاقتها بالجاني من جانبه أضاف أحد جيران الجاني خلال حديثه "لبوابة الأهرام" واحدة من التفاصيل حول حياة "الجاني" والتي تمحورت حول إحدى الألعاب عبر "الإنترنت" و تدعى "الحوت الأزرق" والتي تعد واحدة من الألعاب المحظورة، للجرائم التي ارتكبت من خلالها، حيث قام فيليب بوديكين، وهو طالب علم النفس السابق الذي طرد من جامعته لابتكارهِ اللعبة أن هدفه هو "تنظيف" المجتمع من خلال دفع الناس إلى الانتحار، وتتكون اللعبة من مجموعة من التحديات لمدة 50 يوما وتنتهي بالانتحار وتسمى ب"مجموعة الموت" . وأشار إلى أن "الجاني" كان يتحدث كثيرا حول دخوله لتلك اللعبة، وأنه دائم التواصل مع القائمين عليها، وقيامه بالعديد من التحديات المطلوبة منه، الأمر الذي أكده أحد أقاربه بعثورهم علي "مشنقة" داخل غرفة الجاني، والتي تعد التحدي الأول باللعبة، حيث يطلب من اللاعب إعداد تلك "المشنقة" داخل غرفته . "اغتسل من هذا الإناء.. وسوف يهديك الله" في السياق ذاته، أشار "محمود" إلى إحدى الوقائع التي حدثت من قبل الجاني قبل إقدامه علي ارتكاب جريمته قائلا " قبل حدوث الجريمة قام الجاني بإعطاء إحدى سيدات المنطقة إناء مملوءا بمياه مطالبا إياها بالاغتسال منه هي وابنتها، وبعد حالة الذهول التي أصابت السيدة من فعلته، قامت بسؤاله عن ماهية هذا الإناء ولماذا؟ .. حتى أخبرها بأنه قام بإعداد هذا الإناء مضيفا إليه عطر المسك، وتلاوة بعض من آيات القرآن الكريم عليه، وذلك لرؤيته الدائمة لها تجلس أمام منزلها بصحبة ابنتها، الأمر الذي اعتبره كفرا، قائلا لها إنها فور الاغتسال منه سوف تهتدي إلى الطريق المستقيم".