قال نيك كليج نائب رئيس الوزراء البريطاني إنه واحد من أشد المؤيدين لإسرائيل في المملكة المتحدة ولكن على إسرائيل التوقف عن خرق القانون الدولي وبناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية والتي تسعى من خلالها إلى وضع حقائق جديدة على الأرض. وفي مؤتمر صحفي اليوم مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لندن، قال كليج: "أن بناء المستوطنات لن يفعل أي شيء، أقول أي شيء، من أجل أمان وسلامة إسرائيل ولهذا فأنا أدين هذه السياسة الإسرائيلية بأشد الألفاظ." ورحب بالرئيس الفلسطيني في لندن التي يغادرها غدا في طريقه إلى ألمانيا بعد أن يلتقي في وقت لاحق من اليوم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير خارجيته وليام هيج. كما أكد على ضرورة الحل القائم على أساس الدولتين والذي تويده بلاده والمجموعة الأوروبية. من جانبه، شكر عباس كليج على حسن الإستقبال كما أكد على أهمية المفاوضات المباشرة الساعية إلى وضع حل الدولتين موضع التنفيذ. وقال عباس إنه ناقش مع كليج عددا من الموضوعات من بينها المفاوضات الجارية الآن بين الطرفين في الأردن وشكر العاهل الأردني على إستضافة هذه المباحثات مشيرا الى وجود اجتماعين آخرين مع الإسرائيليين معبرا عن أمله أن توضح هذه الاجتماعات حرصا أكبر من جانب الإسرائيليين على نجاح مثل هذه المساعي للعودة الى المفاوضات. وقال عباس "أشرت خلال الاجتماع مع كليج بوضوح الى أهمية المبادرة العربية للسلام والتي ستمر عليها عشر سنوات بعد أيام قليلة وأرجو أن تستغل فهي تقدم حلا نهائيا للقضية في منطقة الشرق الأوسط وهي تقول أن إسرائيل ترد الأرض المحتلة وتعترف بها 57 دولة عربية وإسلامية في المقابل." وشكر كليج على دعم السلطة الوطنية معبرا عن تمنياته أن يزور نائب رئيس الوزراء البريطاني الأراضي الفلسطينية في الوقت الذي يراه مناسبا. وفي رد على سؤال حول دور توني بلير في الرباعية الدولية، قال عباس إن تركيز بلير لم يتعد الجانب الاقتصادي ومع الأسف لم تستغل إسرائيل فرصة الرباعية الدولية في السعي لإقرار سلام في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف "لدينا 130 دولة تعترف بفلسطين ويمكن أن يعترف عدد آخر بنا ولكن نحتاج أن نحدد عن طريق المفاوضات أين ستكون هذه الدولة ولهذا نسعى لإعادة محادثات السلام مع إسرائيل ولكن للوصول الى حل وليس لأي شيء أخر مثل تضيع الوقت." وطالب الرئيس الفلسطيني الجانب الإسرائيلي بوقف بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية حتى يصبح من الممكن التحاور بين الطرفين. أما بالنسبة للدولة الفلسطينية، قال عباس إنه يتمنى أن يقدم نتنياهو أي مشروع للنقاش معنا حتى لو أني لا أوافق عليه ولكن عليه تقديم أي مشروع حتى نستطيع الحوار عليه وبدء مفاوضات للسلام. من جانبه، قال كليج أن إسرائيل تسعى لفرض حقائق على أرض الواقع عن طريق المستوطنات مشيرا إلى أن بلاده لاتقبل هذا الأمر كما لا يقبله العالم أيضا. ورد عباس قائلا إن مثل هذا الرد من جانب كليج هو ما يريد أن يسمعه من الجانب البريطاني. وأشار إلى أنه عندما تقدمت فلسطين بمشروع حول الاستيطان قامت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وانضمت إليها إسبانيا بتقديم بيان أشاروا فيه إلى التزام هذه الدول برفض الاستيطان الذي يخترق القانون الدولي. وفي سؤال حول حركة حماس، قال الرئيس الفلسطيني:"بالنسبة لحماس هذه المصالحة لا تعني أن تصبح حماس جزءا من سياسة الحكومة. هناك معارضة والمعارضة تختلف مع الحكومة ولكن عند تشكيل حكومة فعلى جميع أطراف الحكومة أن توافق على السلام." وأضاف أن حماس هي جزء ومكون أساسي في المجتمع الفلسطيني ولا يستطيع أن ينكر أحد وجودها. وقال أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لم يقدم أي شيء للطرف الفلسطيني حتى تعود مفاوضات السلام حتى وقف الاستيطان لا يستطيع أن يتعهد به وهذا أمر مخيب للآمال. وحول سؤال عن بعض أعضاء الديمقراطيين الأحرار المتعاطفين مع الشأن الفلسطيني في البرلمان البريطاني، قال كليج أنه لا يستطيع تكميم أفواه أعضاء حزبه فالإتفاق أن الجميع يستطيع أن يعبر عن رأيه فيستطيع أي عضو في الحزب أن ينتقد رئيسه وهذا شيء مقبول من جانبنا.