اطلعت دارين الخطيب، السفير الخاص لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لشئون القضاء على الجوع في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، أمس برفقة وفد من الفاو على النتائج التي حققها مشروع ينفذ في محافظة بني سويف ويركز على تحسين الأمن الغذائي والتغذوي في مصر. وزارت دارين الخطيب والسيد عبد السلام ولد أحمد، المدير العام المساعد للفاو والممثل الإقليمي للمنظمة في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، إلى جانب عدد من المسئولين في المنظمة، مشروع "تحسين الأمن الغذائي والتغذوي الأسري في مصر من خلال استهداف النساء والشباب" في منطقة بني سويف حيث اطلعوا على نتائج تنفيذ المشروع والآثار الإيجابية التي حققها. ويركز المشروع الذي تم إطلاقه في ديسمبر 2012 في محافظات صعيد مصر وهي أسيوط، وأسوان، وبني سويف، والفيوم، وسوهاج، على التغذية ونشر الوعي الصحي وإنتاج الأغذية المنزلية والأنشطة المدرة للدخل وتحسين الأمن الغذائي والتغذوي للأسر المصرية. وتعليقاً على زيارتها قالت الخطيب، "الجوع والتغذية عقبتان رئيسيتان أمام التنمية في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا وتتطلب منا الاهتمام والعمل الجاد. يعد هذا المشروع مثالاً على العمل الناجح الذي تقوم به منظمة الفاو، وأتطلع قدماً للعمل على مشاريع مثمرة كهذا المشروع من أجل عالم خالٍ من الجوع وسوء التغذية." وأشاد السيد ولد أحمد بالمشروع قائلاً: "نحن سعداء جدًا بالنتائج التي حققها هذا المشروع؛ حيث شاهدنا أثره على أكثر من 2,700 امرأة وشاب. ومع وجود سفيرة النوايا الحسنة الجديدة لدى المنظمة، نمتلك الآن فرصة نشر المزيد من الوعي حول هذا النجاح الذي حققناه والوصول برؤيتنا إلى آفاق أكبر." التغذية والتوعية الصحية: نجح المشروع في إقامة 15 مطبخاً مجتمعياً تغذويًا – ثلاثة في كل من المحافظات الخمس – تتعلم فيها النساء كيفية إعداد الطعام الصحي والمغذي وطرق التخزين والحفظ. إنتاج الغذاء والقيام بنشاطات مدرة للدخل في العزب: تم إنشاء 15 مدرسة أخرى من مدارس المزارعين الحقلية ومدارس الحياة في المحافظات الخمس، حيث تم تعريف المزارعات بالمحاصيل الغنية بالمغذيات. كما أقام المشروع عشر مدارس لمعالجة الأغذية – اثنتان في كل محافظة من المحافظات الخمس - توفر للنساء المعرفة الآنية بطرق المعالجة المنزلية وسلامة الغذاء إضافة إلى أنظمة الأغذية الصحية باستخدام الفواكه والخضروات التي يتم إنتاجها في حقول محلية أو في حدائق صغيرة بدون أرض. بالإضافة إلى ذلك، توجد الآن سبع حدائق مجتمعية نموذجية بدون أرض تتعلم فيها النساء كيفية إنتاج نباتات مدرة أكثر للدخل وزيادة التنوع الغذائي وقيمته التغذوية وفي الوقت ذاته خفض اعتماد الأسر على الأغذية التي تشترى من الأسواق المحلية. كما دعم المشروع ما يقارب 175 مشروعًا تقودها النساء في ثلاث محافظات بالإضافة إلى تقديم تدريب فني خاص وتعليم تغذوي. نتائج المشروع: بشكل عام، قدم المشروع المزيد من التنوع الغذائي والنظم الغذائية الأكثر صحة للعائلات ووفر للأسر أيضا المزيد من الأمن التغذوي. وقد أصبحت النساء والشباب في المحافظات الخمس الآن أكثر تمكيناً بعد حصولهم على المعرفة والمهارات في مجالات التغذية والزراعة والثروة الحيوانية والدواجن إضافة إلى اكتسابهم المعرفة في مجال المشاريع والتسويق. وقاد ذلك الى تحسين الإنتاجية وسبل العيش. الجوع والتغذية في مصر: نجحت مصر في زيادة إمدادات الغذاء على المستوى الوطني، ولكن البلاد لم تحقق نفس المستوى من النجاح في معالجة سوء التغذية الذي لا يزال يشكل واحداً من التحديات الرئيسية التي تحتاج إلى مواجهتها. وفي الحقيقة فإن مصر تواجه "عبئاً ثلاثيا" ناتجاً عن سوء التغذية الذي يشكّل 35 في المائة من العبء المرضي لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة أعوام، إضافة إلى وجود شكلي سوء التغذية معاً، وهما فرط التغذية ونقص التغذية، مع وجود نقص في المغذيات الدقيقة. ولا تزال مصر من الدول التي تركز عليها المنظمة في مبادراتها الإقليمية المعنية ببناء القدرة على الصمود لتحسين الأمن الغذائي والتغذية. فضلاً عن ذلك، سيتم تنفيذ إطار عمل استراتيجي للحد من فاقد الأغذية والهدر الغذائي.