"ضل راجل ولا ضل حيطة" مثل مصري متوارث هاجمته الجمعيات النسائية ونصيرات حقوق المرأة على مدار عهود طويلة؛ لاسيما وأنه يشير إلى وجوب تنازل المرأة عن كثير من حقوقها لتنقذ نفسها من شبح تأخر سن الزواج أو المعروف بالعامية المصرية "العنوسة". نسبته في مصر 4%. .."التعدد" محطة "المطلقات" الأخيرة..وسيدات يوافقن عليه بشروط| فيديو وجاءت مبادرات تعدد الزواج والتي يعتبرها أصحابها طوق النجاة لإنقاذ ملايين الفتيات، وإلحاقهن بقطار الزواج، إلا أن تلك الأفكار أثارت جدلًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ومعارض، فيما اتخذها البعض مادة للسخرية. "زوجي زوجك " مبادرة لرانيا هاشم تصدرت المشهد مؤخرًا تحث السيدات المتزوجات على اختيار زوجة ثانية لأزواجهن لمواجهة أزمة تأخر سن الزواج لدى الفتيات؛ واعتبرت هاشم أن مبادرتها خلال فترة وجيز قد أتت بثمارها وحققت تجاوبًا محموداً في المجتمع المصري. هاشم كانت قد أصدرت أيضًا كتابًا بعنوان "التعدد شرع" خلال فعاليات معرض الكتاب الدولي يناير 2017، والذي أحدث جدلًا واسعًا وقتها، حيث أوضحت فيه فوائد التعدد للقضاء على تأخر سن الزواج عند الفتيات، وناقشته كونه جانب شرعي لا يجب الإخلال به. وأوضحت هاشم ل"بوابة الأهرام"، أن مبادرتها لن تكون حلًا جذريًا للقضاء على ظاهرة تأخر سن الزواج لدى الفتيات، لافتة إلى الأزمة الاقتصادية تؤثر بشكل كبير على قرارات الرجال بخصوص الزواج الثاني، وأن ميسور الحال هو الذي سيستطيع، القيام بتلك الخطوة، لذا فهي ترى أن مبادرتها بقيت محصورة بين كتباها، والجدل الإعلامي حولها. وجاءت غالبية آراء مواطنين في فيديو قامت بتصويره "بوابة الأهرام" مع عدد منهم بالرفض للمبادرات التي تحث على التعدد، فيما وافق الآخرون بشروط. وترتفع نسبة الطلاق في مصر بشكل ملحوظ؛ حيث من 7%-40 % في الخمسين عامًا الماضية طبقًا لإحصائيات رسمية صدرت من وفقًا لإحصائيات مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار. ربما ليس هناك صلة كبيرة بين تعدد الزوجات وارتفاع نسبة الطلاق، ولكن الأمر له علاقة بالفرص المطروحة أمام المطلقات، وعرض التعدد عليهن، وأن تكون المطلقة زوجة ثانية بدون علم الأولى أو حتى بعلمها. روفيدا محسن إحدى المطلقات ولديها طفلان أكبرهما عمره 10 سنوات أشارت ل"بوابة الأهرام"، إلى أن الفرص المطروحة أمامها في الزواج عقب طلاقها تنحصر في دائرة التعدد، مشيرة إلى أنها تفكر بالفعل في خوض التجربة لتعرضها لأزمات مالية كبيرة بسبب تملص طليقها من الالتزامات المالية الواقعة عليه تجاه أبناءه. فتاة أربعينية- رفضت ذكر اسمها- تأخر سن زواجها، لفتت ل"بوابة الأهرام"؛ أنها تُعرض عليها طلبات الزواج مؤخرًا ولكن كزوجة ثانية، مشيرة إلى أنها يمكن أن توافق ولكن بشرط أن تعرف الزوجة الثانية حتى لا تظلم أحد. وتطرح مشكلة العنوسة في مصر نفسها بقوة هذه الأيام بعد تخطي عدد الفتيات المتأخرات عن الزواج حاجز ال 13 مليونًا ممن تخطت أعمارهن 30 عامًا حسب الإحصاءات الرسمية لمركز التعبئة والإحصاء والتي كشفت بدورها عن تفاقم هذه المشكلة وغياب الحلول؛ في الوقت الذي طرح فيه النائب أحمد سميح اقتراحًا في مجلس النواب بتخفيض سن الزواج من 18-16 عامًا. من ناحيته أكد الدكتور عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق، أن العدل شرط رئيسي للتعدد وقد أباح الإسلام أن يتزوج الرجل أكثر من امرأة في حال وجود ضرورة؛ أما إذا لم تكن هناك ضرورة فيحل للرجل التعدد بشرط العدل بين زوجاته الأربعة. وأشار إلى أنه لا ضرر ولا ضرار من كون زوجة تبحث لزوجها عن زوجة ثانية، وأنه لابد لها من عذر يجعلها تقبل بفكرة زواج زوجها من امرأة أخرى. تؤكد دراسات أن نسبة التعدد في مصر تصل إلى 4% وتزيد إلى 7% في سوريا ولبنان، وفي دول الخليج تصل إلى 8%، لافتة إلى أن المرأة ترفض في البداية فكرة زواج زوجها من أخرى، وتصاب بالعصبية والمقاومة الشديدة للفكرة، وتبدأ الأمور في الهدوء وتقبل الفكرة عقب 6 أشهر فقط. الدكتورة هناء أبو شهدة أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر تقول ل"بوابة الأهرام" إن تعدد الزوجات بدون ضرورة وحاجة له ساهم في إيجاد مشكلة أكبر من مشكلة تأخر سن الزواج لدى الفتيات، فقد تفاقمت في الآونة الأخيرة مشكلة ارتفاع نسبة الطلاق والخلع في مصر بسبب هذا التعدد غير المدروس. وأوضحت أبو شهدة أن من ينادون بقضية تعدد الزوجات كان أحري بهم أن يطرحوا مبادرات الخروج من الأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي تعد السبب الرئيسي لهذه المشكلة إضافة للمشكلات الأخرى المتمثلة في سهولة وقوع هؤلاء الشباب ضحايا للأفكار الهدامة والمتطرفة التي تبثها الجماعات التكفيرية وغيرها.