على الرغم من تولي حكم مصر أميرات وملكات وذيوع شهرة بعضهن إذ خلدهن التاريخ، فإن الأميرات الساحرات وعرافات المعبد اللاتي كن يمارسن السحر في مصر الفرعونية لم يمتلكن شهرة حتشبسوت أو الملكة نفرتاري أو الملكة تي. "ميليت" و"أنهاري" و"حنت تاوي" و"روي" أشهر الأميرات اللائي مارسن السحر في مصر الفرعونية، ورغم ذلك لا يمتلكن شهرة الملكات الأخريات، كما يؤكد الباحث الأثري حازم الكريتي ل"بوابة الأهرام" أن لبعض النساء معرفة تامة بالسحر والاتصال بالأرواح وبعضهن حمل لقب عرافة المعبد وقد خلد التاريخ أسماء الكثير منهن أمثال ميليت وأنهاري وحنت تاوي وروي وبعضهن كن ملكات وأميرات. وأضاف الباحث الأثري أنه في أعياد المعبودة "حتحور" إلهة الحب والجمال والتي تمت عبادتها في دندرة بقنا وفي مختلف معابدها، كان يجتمع الشبان والفتيات ويتهافتون على الحصول على تمائم الحب التي تحمل صورة المعبودة ويكتب على بعضها اسم الحبيب أو أحجبة الحب التي يعدها لهم السحرة أو عرافة المعبد لتحقيق أمنياتهم. وأوضح أنه في المعبد كانت تمارس العرّافة أو الساحر عن طريق وعاء حورس المقدس، وهو وعاء يملأ بالماء ويغطى بطبقة من الزيت يتلو عليه تعاويذه الخاصة كي يظهر الإله حورس على شكل ضوء على سطح الزيت ويعكس علي سطحه صور ما يسأل عنه من خبايا وأسرار – حسب اعتقادهن – لافتا أنه قد تقلد بعض السحرة المعروفين أعلي مناصب الدولة أو مستشارين للفرعون وأعضاء في مجلس الحكماء وكان الكثير من كبار الكهنة والأطباء يفخرون بحمل لقب ساحر بجانب مهنتهم الأصلية. وأكد حازم الكريتي أنه عرفت مصر منذ أقدم العصور بالسحر وذاعت شهرة ساحريها وكان السحر في مصر القديمة يحظي بأهمية وسطوة كبيرة إذ كان يمارس بين كافة طبقات المجتمع وارتبط السحر بشدة بمعتقداتهم وفكرهم الديني، حيث مزجوا بينه وبين معبوداتهم واعتبروه من سلطات وهبات الأرباب، بل إن كبار السحرة أنفسهم كانوا من بين من يشغلون مناصب كهنوتية كبيرة، وقد استعان الأرباب أيضاً بالسحر في الصراعات فيما بينهم مثل الإله حورس والإله ست، كما اختص بعض الأرباب والربات بالسحر وعمله مثل الآلهات إيزيس ونفتيس وسرقت ونيت وحقات وكذلك اختص الإله ست رمز الشر بالسحر الأسود. ويضيف الكريتي أن السحر كان يختلف من طبقة لأخرى في المجتمع، فالسحر عند الملوك يختلف عن غيره عند الأفراد العاديين وكان الغرض من السحر هو إما لغايات مشروعة تهدف إلى إيصال الفوائد للأحياء والأموات أو يستخدم للتآمر وتنفيذ الخطط الدنيئة وإحلال الكوارث علي من يوجه ضدهم ويسمى بالسحر الأسود، وكان للسحرة مركز مميز ومكانة مرموقة في مصر القديمة مثلما أشار القرآن الكريم في قصة فرعون موسي. وفي برديات ترجع لعصر الدولة الوسطى قام بترجمتها عالم الآثار الكبير سليم حسن في موسوعته (مصر القديمة وتاريخ الفراعنة) تحدثت البرديات عن السحر المرتبط بالحب، كما يؤكد حازم الكريتي وهي تحتوي على الصيغ السحرية التي وضعت في خدمة إله السحر ناحوتي وآلهة الحب والجمال حتحور، وقد ذكرت هذه البرديات أن مجرد تلاوة صيغة معينة من صيغه العديدة وممارسة ما يرتبط مبها ن طقوس وتعاويذ كان كافياً لأن تقع المرأة أو الرجل في حب من يتلو هذه الصيغة بالإضافة لورود بعض الصيغ السحرية في برديات شستربتي.