قلل عدد من ممثلي الطرق الصوفية والتيار الشيعي، من تخوف البعض من صعود التيار الديني ممثلا في حزبى الحرية والعدالة والنور السلفي، فيما اعتبر بعضهم إستخدام الدين لتحقيق مكاسب سياسية "قلة أدب". وحيال هذا الجدل أجرت "بوابة الأهرام" هذا التحقيق. جاءت نتائج الجولة الأولي الانتخابية التي أكدت صعود حزب الحرية والعدالة الناطق باسم الإخوان المسلمون وحزب النور السلفي، في وقت احتدم فيه الصراع بين التيار الإسلامى ممثلا في حزبي الحرية والعدالة والنور من ناحية، وبين التيار الشيعي والصوفي من ناحية أخري. الصراع بين الجانبين وصل في أحيان كثيرة إلى حد المشادات الكلامية والتكفير ومخالفة الشريعة الإسلامية، لكنه يبقي كالعملة ذات الوجهين أحدهما ممثلا للصراع العقائدي والثاني يعكس نوعا من الصراع السياسي، إذ يخشي عدد من التيار الشيعي والصوفي من سيطرة التيارات الإسلامية المخالفة لتوجهاتهم، خاصة السلفية، وصعودهم السياسي وما يمثله ذلك من خطر على معتقداتهم في إقامة الموالد وحلقات الذكر وزيارة أضرحة آل بيت النبوة. الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية وأحد القيادات الصوفية، بدأ تعقيبه حول التصاعد السياسي لحزبي الحرية والعدالة والنور السلفي متسائلا: هل ينساق الدين الراقي لخدمة السياسية؟.. ووصف ما يحدث قائلا "دي قلة أدب". الشبراوي، لا يخشي على التيار الصوفي من تصاعد تيارات دينية أخري تري العقائد الصوفية مخالفة للشريعة، مؤكدا أن الصوفية "في ساعة الجد سيكون لها صولة وجولة للحفاظ على آل البيت ومقاماتهم".. ويلفت هنا إلى "الصوفية الجهادية" في إشارة منه إلى وجود تيار من مريدي الطرق الصوفية "جاهز تحت الطلب" للدفاع عن معتقداتهم ضد التلاعب الديني، بحسب قوله. رفض شيخ الطريقة الشبراوية، أيضا، الانزلاق، بحسب قوله، في فتنة طائفية "سيئة السمعة" يسعي إليها الإسلاميون لصالح أحد حكام الدول العربية والذي "يسعي لأن يكون أميرا للمؤمنين". يتفق الشيخ محمد الشهاوي، شيخ الطريقة الشهاوية وأحد القيادات الصوفية، مع سابقة في عدم التخوف من صعود التيار الإسلامي، فالإخوان المسلمون منظمون، بحسب قوله، أما التيار السلفي فهم "قلة ويوم ما يشطوا.. الثورة تقوم وتلغي الانتخابات والتحرير موجود". توقف الشهاوي، عند تصريحات ممثلين عن التيار السلفي بضرورة هدم أضرحة آل البيت بإعتبارها مخالفة للشريعة الإسلامية. وقال: هدم الأضرحة محرم شرعا لأنه "نبش للقبور" وإذا كان السلفيون مسلمون فعلا فلن يفعلوا ذلك. "في حالة التعدي على معتقدات الصوفية.. هنقول إحنا موجودين ولن نسكت".. بهذه العبارة وجه الشهاوي نوعا من التحذير لمن يروج تصريحات "تكفر" معتقداتهم، لافتا إلى وجود خطة لترابط الطرق الصوفية والتصدي لمثل تلك التصريحات في حال صعود التيار الإسلامي ووصوله إلى السلطة أو الحكم، بدأ تنفيذها خلال الأشهر القليلة الماضية. صعود جماعة الإخوان المسلمون والتيار السلفي لم يكن بالحدث الجديد بالنسبة إلى الدكتور أحمد راسم النفيس، الاستاذ بكلية الطب والناشط الشيعي، فالتيار السلفي بشكل خاص، بحسب قوله، كان يتلقي الرعاية من النظام السابق وظهر من خلال 30 فضائية وعدد لا يستهان به من المساجد. يعود النفيس، بذاكرته إلى عام 2007، ضاربا مثلا إلى الخلاف بين التيار الإسلامي الممثل عن الإخوان والسلف "الوهابية" بحسب قوله، وبين التيار الشيعي. وذلك في أعقاب ندوة مناظرة حول الشيعة والسنة "لم تعجب الأجهزة الأمنية".. كانت الندوة يوم أربعاء.. وفي خطبة الجمعة التى تلتها مباشرة، فوجىء النفيس، بهجوم خطيب المسجد المجاور لمنزله على الشيعة وعليه بشكل خاص دون إتاحة الفرصة للمناقشة أو احترام معتقدات الآخر، بحسب قوله. رغم ذلك، يري النفيس، أن التيار الشيعي ليس لديه مشكلة معهم لكن "خوفنا على مصر من المصيبة اللى دخلت فيها" ويقصد هنا الصعود السياسي لجماعة الإخوان والتيار السلفي. ويقول "السلفيون والإخوان عاشوا مرحلة الفساد وشاركوا فيها وهم يتصورون الآن أنهم قادرون علي العيش خارجها". رفض النفيس، بشكل علمي، مصطلح التيار السلفي ويستبدله بالوهابية نسبة إلى التيار الوهابي في السعودية حيث "يتلقي القيادات السلفية التمويل للتمدد والإنتشار". وأوضح هنا أن المشروع الوهابي الإخواني في مصر هو مشروع "تكفيري.. فالإخوان تتحدث بنعومة عن عودة المجتمع إلى الإسلام.. والسلفيون يتكلمون عن عودة المجتمع إلى التشريع باعتبار المجتمع كله كافرا". مع ذلك المشروع الذي أوضحه، الناشط الشيعي، فهو عاد ليقلل من خطر التيار الديني على المجتمع المصري بشكل عام وعلى التيار الشيعي بشكل خاص وقال "إن السلفيين لن يصادروا حريات المجتمع المصري فهم عايشين عيشة 10 نجوم".