أكد سفير دولة فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية د.بركات الفرا أن القرار الفلسطينى بالتوجه بالقضة الفلسطينية إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة لا رجعة عنه مهما كانت الضغوط التى تمارس علينا. وقال في ندوة سياسية بوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم في سياق الحملة الإعلامية الداعمة للتوجه للأمم المتحدة أدارها عادل عبد العزيز رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير أن القرار الفلسطينى للتوجه للأمم المتحدة ليس قرارا منفردا بل تم التنسيق مع الدول العربية والدول الصديقة بعد تخلى الرئيس الامريكى باراك اوباما عن وعوده وفشل الرباعية الدولية فى إنجاز مهمتها وكشف عن أن السلطة الفلسطيية تتعرض بسبب موقفها هذا إلى أشد الضغوط وصلت إلى حد تهديد الإدارة الأمريكية بقطع المعونات الاقتصادية المقدرة بنحو 174 مليون دولار سنويا وقطع العلاقات مع السلطة إلى جانب تهديد إسرؤائيل بوقف التحويلات المالية التى تجمعها للسلطة الفلسطينية من الرسوم الجمركية على الواردات بهدف إدخال السلطة فى أزمة مالية ..إلا إننا مصرون على موقفنا وليكن مايكون . وقلل الفرا مما يروجه بعض الاطراف حول عدم جدوى التوجه إلى الأممالمتحدة وقال أن توجهنا إلى الأممالمتحدة لن يضر ابدا بالقرارات الدولية ومنها القرار 194 الخاص بحق العودة للاجئين فلا تنازل عن حق العودة لأنه صدر به قرار من الاممالمتحدة وكان قبول إسرائيل بالقرار شرطا لقبولها فى الاممالمتحدة . وأشار الفرا إلى أن التوجه إلى الأممالمتحدة لن يمس كذلك بمكانة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد،وصاحبة الولاية على السلطة وحتى على الدولة التي أعلنت بموجب إعلان الاستقلال فى الجزائر عام 1988، فالذهاب لا يمس كينونة المنظمة ولا ولايتها. وشدد على أن الشعب الفلسطيني حر بمن يمثله، وقال: لا أعلم لماذا يثار هذا الأمر بهذا الوقت بالذات، واللافت أن الأمر يثار من جهة كانت تسعى لأن تقيم منظمة بديلة . وردا على سؤال حول عدد الدول التي يمكن أن تصوت مع فلسطين في مجلس الأمن، قال إن آخر إحصائية هى تسع دول تدعمنا فى مجلس الأمن ، ولكن هناك ضغوطا على نيجيريا والبوسنة للتراجع عن موقفهما ونتمنى من الجميع الوقوف معنا فى هذا الظرف الحرج . وقال الفرا إن الذهاب للأمم المتحدة ليس بديلا للمفاوضات ، ففي ظل حكومة نتنياهو لا مجال للمفاوضات، ونحن أكدنا بأنه لا مفاوضات بدون وقف الاستيطان، ودون جدول زمني محدد، وأن تقوم الدولة على حدود 1967م. وحول المخاطر المحتملة في ظل التهديد الإسرائيلي بإلغاء أوسلو، وعن مدى احتمالات أن يدفع الشعب الفلسطيني ثمنا قد يكبده خسائر أكثر مما جناه بالأممالمتحدة، قال الفرا: إسرائيل تنصلت من أوسلو منذ فترة بعيدة، إسرائيل لن تجرؤ على إلغاء الاتفاق ، ويفترض أن يكون قد انتهى منذ 1999. وحول مضمون الخطاب الذى سيلقيه الرئيس محمود عباس فى الجمعية العامة قال الفرا إن خطاب الرئيس أبو مازن سيشير إلى قرار التقسيم 181 من باب أن القرار نص على ضرورة قيام دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل. وردا على سؤال لرئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط حول تباين المواقف بين القوى الفلسطينية من جهة وبين القيادة الفلسطينية وقوى إسلامية في دول عديدة من جهة أخرى بشأن التوجه للأمم المتحدة قال الفرا أن هذه الجهات المعارضة لم تتخذ موقفا موحدا وما يصدر عنها عبارة عن تصريحات لبعض المسئولين لا تعبر عن وجه النظر لهذه الحركات فهم منقسمون على أنفسهم حول هذه الخطوة ، لأن منهم من يدعم هذا التوجه، ومنهم من يرفض. وقال إن كل الفصائل تقر بأن العمل السياسى من إختصال المنظمة ونحن نعذر البعض فى تناقض مواقفه لأننا نقع تحت الإختلال وتقول لحماس نحن نمر بمنعطف تاريخي مهم ونريد وحدة موقف فموقفهم الرافض بالتوجه للأمم المتحدة يتماهى مع الموقفين الإسرائيلى والامريكى. وتساءل الفرا: هل توجهنا للأمم المتحدة يعنى أننا نتنازل عن حقوقنا؟، بالتأكيد لا لأننا نريد أن نثبت بأن فلسطين دولة واضحة المعالم والحدود، ونثبت أن المستوطنات والجدار والإجراءات الأحادية في القدس باطلة وغير مشروعة وهذا التوجة يضع قضيتنا تحت المظلة الدولية. وشدد على أن هذا الموقف (رفض التوجه للأمم المتحدة) يضع حماس في حرج، لأن الشعب الفلسطيني خرج بمسيرات ضخمة في محافظات الوطن دعما لهذا التوجه بعكس ما تطالب به أصوات في هذه الحركة. وقال أن مايبعث على التفاؤل هو أننا فى النهاية كشعب فلسطينى متمسكون بأرضنا، ولن نتنازل عن حقوقنا ، فنحن حققنا آداء اقتصادي وأمني في الضفة الغربية نعتز به يظهر جاهزيتنا لإقامة الدولة المستقلة وأكدنا أكثر من مرة للعالم بأن السلام خيار إستراتيجي ولن نلجأ إلى العنف فى تحقيق أهدافنا ومستمرون فى هذا التوجه . وأشاد بدعم مصر المستمر للقضية الفلسطينية، وقال: إن مصر عندما تكون قوية تمثل ضمانة للكل العربي، والقضبة الفسطينية والمنطقة تكون أفضل حالا عندما تكون مصر بقوتها وعافيتها. وأعرب عن شكره لوسائل الإعلام الرسمية والخاصة والصحافة في مصر لجهودها فى دعم القضية الفلسطيية إعلاميا معربا عن أمله إذا نظمت مظاهرة مليونية غدا فى ميدان التحريرلدعم القضية الفلسطيية أن ترفع فيها الأعلام الفلسطينية بكثافة في ميدان التحرير، لأن الميدان أصبح له مكانة كبيرة. وقال أن الشعب المصري ليس بحاجة أن نطالبه بالوقوف معنا لأن فلسطين لم تغب لحظة عن ميدان التحرير، أو عن فؤاد الشعب المصري.