قال مسئول كبير في حكومة مدغشقر إن السلطات ستعتقل الرئيس السابق مارك رافالومانانا إذا عاد إلى البلاد، وذلك بعد يوم من توقيع خارطة طريق تسمح بإجراء انتخابات خلال عام. ووقعت الأحزاب السياسية الرئيسية خارطة طريق سياسية يوم السبت تؤكد الاعتراف بأندريه راجولينا قائد الانقلاب رئيسا مؤقتا للبلاد، كما تسمح بعودة سلفه المنفي دون شروط قبل الانتخابات التي تجري في غضون عام. وقالت وزيرة العدل كريستين رزاناماهاسوا لرويترز الليلة الماضية "سيعتقل فور عودته إلى البلاد." وأذعن راجولينا للضغط الدولي وقبل بفقرة نصت على حق الرئيس السابق في العودة إلى مدغشقر، وهو ما أصرت عليه المعارضة وكان الرئيس الحالي قد صرح بان سلفه لا يستطيع العودة الى مدغشقر قبل ان تستقر البلاد. ووقع على اتفاق خارطة الطريق اثنان من الأحزاب المعارضة الثلاثة الرئيسية في البلاد، وقال دبلوماسي أوروبي: إن ذلك يمهد الطريق أمام الدول المانحة لتعترف رسميا براجولينا رئيسا لأول مرة منذ قيادته لانقلاب في عام 2009. وأكد الاتفاق الذي أبرم بوساطة مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي (سادك) رئاسة راجولينا رئيس بلدية العاصمة سابقا. وعاش الرئيس المخلوع في جنوب إفريقيا منذ أن أطاحت به قوات متمردة عام 2009 وحكم عليه غيابيا بالسجن مدى الحياة لقتل متظاهرين بأيدي قوات خصوصا خلال الأحداث التي قادت إلى إقالته. وعانت مدغشقر من عدم استقرار وتراجع اقتصادي منذ إطاحة راجولينا برافالومانانا بمساعدة فصيل منشق من القوات المسلحة في مارس آذار عام 2009. وسبق أن أعلن راجولينا أن رافالومانانا لن يعود للجزيرة الواقعة في المحيط الهندي حتى يعود الاستقرار، وأن الرئيس السابق يمكن أن يسئل عن جرائم ارتكبت في الأسابيع الأخيرة له في السلطة. وتدعو خارطة الطريق لسرعة اصدار قانون عفو. وعلقت عضوية مدغشقر في مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي والاتحاد الإفريقي مع سيطرة راجولينا على السلطة. وفرض الاتحاد الإفريقي عقوبات على راجولينا وأكثر من مئة من مسانديه منذ ما يزيد على عام كما جمد الاتحاد الأوروبي ومانحون آخرون معونات تقدر بملايين الدولارات. وفي خطاب عام أعلن راجولينا أمس الأحد أنه قبل خارطة الطريق لأنها تمثل الطريق الوحيد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة يقبلها مواطنو مدغشقر والمانحون الأجانب.