أطلقت المخرجة المسرحية والكاتبة نورا أمين مبادرة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك بعنوان "المشروع المصرى لمسرح المقهورين" بهدف العمل على تشبيك كل من عمل أو تدرب على مسرح المقهورين، كما تهدف فى مرحلة تالية إلى خلق تعاونات مع أعضاء المجموعة تؤدى إلى نشر هذا المنهج المسرحى والعمل به على أوسع نطاق ممكن فى مصر. وتتزامن هذه المبادرة مع إطلاق المشروع الجديد الذى تقوم نورا أمين على تنفيذه بدعم من "آفاق" (الصندوق العربى للثقافة والفنون)، ويشمل إقامة مجموعة ورش وعروض لمسرح المنتدى على مدار عدة شهور فى أربع محافظات بمصر. ونورا أمين روائية وكاتبة قصصية وممثلة مسرح مصرية، ولدت في مدينة القاهرة في الرابع من يوليو 1970م، حصلت على ماجستير في الأدب المقارن بقسم اللغة الفرنسية جامعة القاهرة ومن أعمالها الروائية التي لقت نجاحا كبيرا "قميص وردي فراغ" ورواية "الوفاة الثانية لرجل الساعات" ومجموعتين قصصيتين هما "طرقات محدية، جمل اعتراضية" وترجمت عن الفرنسية أكثر من 10 مؤلفات عن المسرح، إضافة إلى المساهمة في إخراج وتمثيل عدة عروض مسرحية عرضت في مدن عالمية منها باريس وبرلين. ويطمح المشروع إلى طرح المواقف الصراعية فى المجتمع المصرى الآن وكيفية إدارة حوار بين الأطراف المتصارعة ينطوى على حلول إبداعية وعلى فهم وتسامح ينعكس بدوره على الواقع المباشر فيما بعد. وسوف المتفرج بهذا الدور فى هذه الفعاليات بدلا من الممثلين، حيث مسرح المنتدى هو منبر مفتوح لمشاركة الجمهور وتعبيره عن رأيه وإدارته الحرة لقضاياه من خلال الإطار المسرحى التمثيلى المصغر. ودعت نورا أمين كل المهتمين سواء ممن عملوا بهذا المنهج أم لا، وسواء من المسرحيين أم من المهتمين بالشأن العام، أن يبدو رأيهم ومقترحاتهم وتساؤلاتهم والمشاركة فى بناء المشروع من أجل التغيير وإتاحة دور للمسرح كأداة حوار و كساحة للجمهور للنقاش السياسى والاجتماعى خارج المبنى المسرحى، وإنضم لهذه المبادرة حتى الآن ما يقرب من 300 ناشط. والمعروف أن مسرح المقهورين هو نوع من أنواع المدارس المسرحية الحديثة نشأت على يد البرازيلي أوغيستو بوال. وتكتشف هذه المدرسة المسرحية الجوهر الاجتماعي الجمالي الإبداعي الذي يظهر بصورة جديدة وغير مألوفة وعلاقة جديدة تماما بين الجمهور، وبين العرض المسرحي يحاول هذا المسرح في تكوينه الخاص بتأسيس علاقة شراكة جديدة ، بين هاتين القاعدتين المسرحيتين بشكل من أشكال الاندماج بين الاثنتين لأجل دفع العمل المسرحي، نحو الحل الاجتماعي الذي يطرحه مسرح المقهورين ألا وهو تغيير الواقع، وليس التماهي معه كما ينشد المسرح الكلاسيكي.