كتبت- رانيا يوسف وصفاء عبد الرازق: أطلق الصندوق العربى للثقافة والفنون مشروع مسرحى بعنوان “مسرح المقهورين” حيث قالت المسئولة عن اقامة الورش الخاصة بالمشروع المخرجة المسرحية نورا امين أن المشروع يهدف الى نشر نهج مسرحى جديد وهو مسرح المقهورين بدعم من” افاق” من خلال أقامة مجموعة ورش وعروض لمسرح المنتدى كما يطمح المشروع الى طرح عدة موضوعات تمس المجتمع المصرى حالياً ،كما يهدف المشروع الي مشاركة كل من عمل أو تدرب على مسرح المقهورين (تحديدا تقنية مسرح المنتدى) فى مصر سواء الذين شاركوا فى ورش أو عروض مع المخرجة نورا أمين أو مع آخرين ، كما يهدف المشروع فى مرحلتة التالية إلى خلق تعاونات مع أعضاء المجموعة تؤدى إلى نشر هذا المنهج المسرحى و العمل به على أوسع نطاق ممكن فى مصر . و تتزامن هذه المبادرة مع إطلاق المشروع الجديد الذى تقوم به المخرجة المسرحية نورا أمين فى هذا المجال بدعم من “آفاق” (الصندوق العربى للثقافة و الفنون)، و هو مجموعة ورش و عروض لمسرج المنتدى على مدار عدة أشهر فى أربع محافظات بمصر، كما يطمح المشروع إلى طرح بعض المشاكل التي يتعرض لها حاليا المواطن المصرى، ويعرض العمل كيفية إدارة حوار بين الأطراف المتصارعة ينطوى على حلول إبداعية و على فهم و تسامح ينعكس بدوره على الواقع المباشر فيما بعد، و هو الدور الذى سوف يقوم به المتفرج فى هذه الفعاليات بدلا من الممثلين حيث مسرح المنتدى هو منبر مفتوح لمشاركة الجمهور و تعبيره عن رأيه و إدارته الحرة لقضاياه من خلال الإطار المسرحى التمثيلى المصغر. اضافت نورا امين أن مسرح المقهورين الذى إبتكره المخرج المسرحى البرازيلى أوجستو بوال يقوم هذا المنهج على إستخدام تقنيات مسرحيات مختلفة لمناقشة القضايا القائمة على الصراع بين قاهر و مقهور سواء كان هذا الصراع داخليا أو خارجيا أو كان هذا الصراع نفسيا بين الأنا و نفسها أو إجتماعيا أو سياسيا مع أفراد أو كيانات أخرى . و من بين تلك التقنيات يتسم مسرح المنتدى بالتركيز على القضايا الإجتماعية و الصراع بين الإفراد و فئات المجتمع حيث يحاول هذا المسرح نقل المشكلات و الصراعات و حالات القهر التى يعيشها المجتمع بالفعل إلى خشبة المسرح أو ساحة العرض أينما كانت لكى يعاد تجسيدها من خلال طريقة محددة و تقنيات مدروسة أمام الجمهور نفسه الذى يعيشها بهدف محاولة الوصول إلى حل لها أو أسلوب للتعامل معها و الخروج من خناقها . فى هذا الإطار يمكن لمختلف الإفراد تعلم مسرح المنتدى و ممارسته كوسيلة لطرح المشكلات جماهيريا و لإدارة نقاش ديمقراطى حولها ينعكس فى تطوير المشاهد المجسدة للصراع و صولا إلى مقترحات يجوز إستيحاؤها فى الواقع، و إن تعسر إستيحاؤها يظل نتاج مسرح المنتدى هو تنشيط و تحفيز التفكير الإيجابى و المغاير حيال القضايا و المشكلات التى تواجهنا، إنه يشحذ من القدرات الإبداعية و ينمى من طاقة الفعل و الخروج من حالة القهر . يعتبر هذا المشروع هو الثالث من نوعه الذى تقوده المخرجة نورا أمين فى مصر، حيث قدمت فى عام 2009 الورشة الأولى من نوعها بالإسكندرية تحت رعاية المعهد السويدى بالتعاون مع مؤسة إنعكاس للفنون و التدريب، كما قامت بتمويل و إنتاج و تنظيم الورشة الأولى بمصر لمسرح المنتدى بقيادة المدرب البرازيلى جيو بريتو بمعهد جوته بالقاهرة عام 2004، و قدمت ورشة أخرى عام 2010 بالتعاون مع جمعية النهضة العلمية و الثقافية بالفجالة (جيزويت القاهرة). إلا أن هذا المشروع الجديد يختلف لأنه يطمح إلى بناء قاعدة موسعة من نشطاء مسرح المقهورين فى مصر كما يسعى إلى التراكم و التطور على المدى الطويل لتكوين شبكة مصرية دائمة .