أكد الدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أهمية إعادة النظر في العلاقة مع كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وقال إن مصر يجب أن تعامل إسرائيل كعدو لا حليف أو صديق، مع أهمية اعتبار الحالة بين البلدين حالة هدنة، لا حالة سلام. جاء ذلك خلال المؤتمر الجماهيري الذي عقدة العوا مساء اليوم "الجمعة" بساحة مسجد أبو الحجاج خلف معبد الأقصر وحضره الآلاف من أهالي وشباب الأقصر. وقال العوا: إن أمن الدولة كان نظاما فاسدا، وظل تلك السنوات الطويلة لا يعمل تحت ظل قانون يحركه ويحدد عمله. وإنه لا يعارض استمرار التظاهرات، طالما أنها تتم يوم الجمعة، حتى لا تتعطل عجلة الإنتاج، خصوصا أن المصريين نالوا حقهم في التظاهر السلمي بعد قمع استمر ثلاثين عامًا، ولا يجب التخلي عن هذا الحق أبدًا. وأضاف أنه على الرغم من أنه يدرك أهمية المطالب الفئوية، فإنها لا تجوز في الوقت الحالي، لأنها تعطل العمل، وتصرف عن العمل الأهم، وهو تتبع الفساد والإفساد. وتحدث العوا عن ثورة 25 يناير، ساردا بعض المواقف والمشاهد التي عايشها في ميدان التحرير. واصفا الثورة بأنها كانت تلقائية لأنها لم يكن لها زعيم أو تنظيم، وسلمية لأن الملايين خرجوا بأيد خاوية دون محاولة المواجهة مع أحد، وكانت شعبية عامة، بعد خروج كل أطياف المجتمع للتظاهر استجابة لدعوة الشباب، أما الرقي فظهر في خُلُق الناس وأمانتهم. وأكد أن كل من فاتته تلك المشاهد قد خسر خسارة تاريخية. مشيرا إلى أن من قبعوا في منازلهم أدوا للثوار خدمة عظيمة، حيث إن موقفهم شجع الآخرين على الاستمرار، وساعدهم على الاعتصام دون قلق على بيوتهم ومصالحهم. وأوضح أن أخطر العناصر التي هددت الثوار هم من أطلق عليهم "المرجفون"، الذين حاولوا في نهاية كل يوم تثبيط همم المعتصمين وتخويفهم بنشر الشائعات، وحملهم على الرحيل، إلا أن إرادة الشعب لم تعرف الخوف، ولازم الثوار أماكنهم حتى تحققت مطالبهم. وطالب العوا بسرعة الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وضحايا أحكام الطوارئ، خاصة المعتقلين من جماعة حزب الله، والمعتقلين بأمر إداري من وزير الداخلية السابق. وعن الجدل الدائر حول الدولة المدنية والدولة الإسلامية، أكد العوا أن الدولة في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم كانت "دولة مدنية بمرجعية إسلامية"، وأن "دستور المدينة" لم يؤسس دولة إسلامية، مبينًا أنه يجب ألا نقبل دولة يحكم فيها علماء الدين، بل من هم مؤهلون للحكم. وأضاف أن فكرة حكومة "الوحدة الوطنية" غير مطروحة وغير مقبولة، أما المقترحات المقبولة فهي إنشاء حكومة تكنوقراط. وأكد أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يستحق كل التقدير والاحترام، لموقفه العظيم في مساندة الثورة، والقرارات التي تتخذ بشكل يومي في سبيل تحقيق مطالبها، مشددًا على أهمية الصبر في تحقيق المطالب والآمال، لأنه من الطبيعي أن تسير عملية الإصلاح ببطء. وحدد العوا مجموعة من التطلعات والآمال التي يجب أن يعمل الجميع على تحقيقها في المستقبل القريب، وأهمها تشكيل دستور جديد والتحول لدولة برلمانية ديمقراطية، ووجود علاقات مصرية عربية إفريقية وطيدة، تتيح لمصر القيام بدورها كأكبر دولة في المنطقة، ووفقًا لثرواتها وكفاءاتها، مؤكدًا أن سياسة التكبر في التعامل مع الدول الإفريقية يجب أن تنتهي، وأن تبدأ مصر مرحلة جديدة تقوم على التعاون. وشدد على أهمية إعادة النظر في العلاقة مع كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل، مبينًا أن التدخل الأمريكي في الشئون المصرية غير مقبول، وأنه من الضروري الاستغناء عن المعونة الأمريكية، والاعتماد على ثروات مصر الغنية. وأكد أهمية وجود علاقة طبيعية مع فلسطينوإيران، تقوم على دعم المقاومة الفلسطينية، وعدم اعتبار إيران عدوا، بل التعامل معها كدولة تسعي لنشر ثقافتها وحضارتها وإسلامها. وتحدث العوا عن أهمية وجود قضاء مستقل تمامًا، لا يتدخل فيه رئيس الجمهورية أو وزير العدل، ورد المحكمة الدستورية إلى القضاء العام، و"تشبيب الدولة"، أي زيادة الاعتماد على طاقات الشباب وإسناد المناصب والقيادات إليهم، وإقامة رقابة حقيقية على المال العام، والاستقلال الحقيقي للجامعات، ووجود جهاز شرطة يقوم على نشر الأمن والمنع الوقائي للجرائم، وخدمة الشعب.
